العلاج المعرفي السلوكي
علم النفس >>>> الصحة النفسية
يُعدُّ العلاج المعرفي السلوكي حلاً لمجموعةٍ من المشكلات، مثل الاكتئاب واضطرابات القلق وطرائق التعافي من الكحول والمخدرات، إضافةً الى المشكلات الزوجية واضطرابات الأكل والأمراض العقلية الحادة. إذ أشارت العديد من الدراسات الى أن العلاج المعرفي السلوكي يؤدي الى تحسنٍ كبيرٍ في أداء ونوعية الحياة، وقد أثبتت فعاليته عن غيره من أنواع العلاج النفسي أو الأدوية النفسية (1).
كيف يعمل العلاج المعرفي السلوكي؟
يهدف العلاج السلوكي إلى معرفة ما إذا كانت بعض الأنماط السلوكية التي تتبعها تجعل حياتك صعبةً أو تزيد من مشكلاتك، وإذا ما كنت تعمل على تغيير هذه العادات السلوكية. على سبيل المثال، يميل الأشخاص الذين يحملون أفكاراً اكتئابية إلى الهروب والانسحاب، ونتيجةً لذلك يشعرون بالتعاسة والعزلة، وهنا يأتي دور العلاج المعرفي السلوكي في تحديد آليةٍ للتعامل مع هذه الأفكار الانعزالية وتغييرها، لإيجاد حلولٍ من منظورٍ آخر، كي يصبح الشخص أكثرَ نشاطاً من جديد.
كذلك هناك مثالٌ آخر عن اضطرابات القلق، غالباً ما يتضمن العلاج المعرفي السلوكي تعلّم تقنياتٍ بسيطةٍ لمساعدتك على الهدوء، إذ يمكنك تعلّم تقليل القلق عن طريق التنفس بالشهيق والزفير العميقين، الذي يؤدي إلى استرخاء الجسم. والتركيز على تفعيل تقنية التنفس بدلاً من التركيز على ما هو مقلق (3).
لماذا يُستخدم العلاج المعرفي السلوكي؟
· السيطرة على أعراض المرض العقلي.
· علاج المرض العقلي عندما لا تُعد الأدوية خياراً جيداً.
· تعلّم تقنياتٍ للتكيّف مع مواقف الحياة الضاغطة.
· تحديد أساليب للسيطرة على العواطف.
· حل المشكلات في العلاقات وتعلّم أساليب أفضل في التواصل.
· التعامل مع الحزن أو الخسارة.
· التغلب على الصدمة العاطفية ذات الصلة بالإساءة أو العنف (2).
كيف يختلف العلاج السلوكي المعرفي عن العلاجات النفسية الأخرى؟
العلاج السلوكي المعرفي هو استراتيجيةٌ موجهةٌ نحو حل المشكلات، وهو يركز على المشكلات الراهنة وإيجاد حلولٍ لها. على عكس التحليل النفسي الذي يُركز على التحليل العميق والمباشر للمشكلات النفسية من جذورها.
على سبيل المثال، فإنَّ العلاج المعرفي السلوكي لا يتعامل بدايةً مع الماضي، بل إنه يُبنى على الاهتمام بالتعامل مع المشكلات الحالية، فالأولوية الأولى هي مساعدة الناس على مساعدة أنفسهم.
إذ يجب أن يكونوا قادرين على التعامل مع حياتهم مرةً أخرى دون الحاجة الى علاجٍ دوائي. هذا لا يعني أن العلاج السلوكي المعرفي يتجاهل تماماً تأثير الأحداث الماضية، إلّا أنه يتعامل على نحوٍ رئيسي مع تحديد وتغيير التفكير المؤلم الحالي والأنماط السلوكية التابعة له (3).
العلاج المعرفي السلوكي يعتمد على جهود الأشخاص لتغيير سلوكياتهم، وهذا يعتمد على عدة استراتيجياتٍ منها (1):
· تعليم الأشخاص التعرف إلى الأخطاء الفكرية التي يقعون فيها والتي تسبب لهم المشكلات، ومن ثمَّ إعادة تقييمها في ضوء الواقع.
· اكتساب فهمٍ أفضل لسلوك الآخرين ودوافعهم.
· استخدام مهارات حل المشكلات للتعامل مع المواقف الصعبة.
· تنمية شعورٍ أكبر بالثقة في النفس.
بناءً على هذه الاستراتيجيات، يمكنك البدء بعدة خطواتٍ تساعدك على الاستفادة من العلاج المعرفي السلوكي بإشراف طبيبك أو معالجك النفسي، مثل (2):
· تحديد المواقف أو الظروف المُزعجة في حياتك: تبدأ أنت ومعالجك في تحديد المواقف التي ترغب بالتركيز عليها مثل مشكلات القلق أو الغضب أو مشاعر الحزن.
· كن مُدركًا لأفكارك وعواطفك ومُعتقداتك عن هذه المشكلات: بمجرَّد تحديد المشكلات التي يجِب العمل عليها، سيشجعك المُعالج على مشاركة أفكارك عنها، وتفسيرك لمعنى الموقف ومُعتقداتك عن نفسك وعن الأشخاص الآخرين والأحداث التي حصلت.
· تحديد التفكير السلبي: قد يَطلُب منك المُعالج الانتباه إلى استجاباتك الجسدية والعاطفية والسلوكية في مواقف مختلفة لمساعدتك على التعرُّف إلى أنماط التفكير والسلوكيات التي قد تزيد من مشكلتك.
· تعديل التفكير السلبي أو الخاطئ: من المُحتمَل أن يُشجعك المُعالج على أن تسأل نفسك ما إذا كانت نظرتك إلى الموقف تستنِد إلى حقيقةٍ أو إلى تصوُّرٍ غير دقيقٍ لما يحدُث. قد تتَّسِم هذه الخطوة بشيءٍ من الصعوبة.
قد يكون لديك طرائق تفكيرٍ راسخةً عن حياتك ونفسك. ولكن مع الممارسة ستُصبح أنماط التفكير والسلوك المُفيدة عادة، ولن تتطلَّب الكثير من الجهد.
النتائج المتوقعة من العلاج المعرفي السلوكي تشمل عدة أمورٍ عليك فعلها مثل:
الحصول على العلاج عن طريق المشاركة، إذ يجب أن تتحلى بالصراحة والصدق والاستعداد لمشاركة أفكارك، ومشاعرك وتجاربك، وكذلك تقبل الرؤى الجديدة وطرائق تأدية الأمور، والالتزام بخطة علاجك وألا تتوقع تحقيق نتائج فورية.
في حال لم يكن العلاج مفيدًا، فناقش الأمر مع المعالج. إذ ربما تتخذ قرارًا بالتعاون مع المعالج بإجراء بعض التغييرات أو تجربة نهجٍ مختلفٍ من العلاج (2).
المصادر: