هل نجد سر الإصابة بالتوحد داخل الميتوكوندريا؟
البيولوجيا والتطوّر >>>> علم الأعصاب
أثبتت الدراسات وجود علاقة بين عديد من الطفرات واضطراب التوحد، ولكن الآلية التي تُسبِّب فيها هذه الطفرات التوحد غير معروفة حتى الآن. مؤخرًا؛ اكتشفت مجموعة من الباحثين وجود طفرات في الميتوكوندريا في دماغ مرضى التوحد، ولذلك اقتراح الباحثون أن التوحد قد يكون نتيجة خلل في الميتوكوندريا في خلايا الدماغ (2).
وللتذكير؛ تعد الميتوكوندريا مركز توليد الطاقة في الخلية، ويعتمد الدماغ عليها على نحو كبير لأنها نسيجٌ مستهلكٌ للطاقة على نحو كبير، فهي تؤدي دورًا رئيسًا في الحفاظ على استتباب الدماغ ووظائفه، ومسؤولة عن العمليات الأساسية للمرونة العصبية؛ بما في ذلك التمايز العصبي، وتشكيل المشابك، وتحرر النواقل العصبية (3).
بالعودة إلى الدراسة؛ لإثبات أن الطفرات في جينوم الميتوكوندريا تؤهب الإصابة باضطراب التوحد، اقترح فريق الدراسة أن النماذج الفأرية التي تُدخَل فيها طفرات محددة في جينوم الميتوكوندريا يجب أن تُظهِر أنماطًا ظاهرية مماثلة لتلك التي تظهر عند مرضى التوحد، إضافة إلى تغيرات فيزيولوجية عصبية وكيميائية حيوية.
ولذلك أحدث الباحثون طفرة في جينوم الميتوكوندريا في الخلايا الجنينية لفأر، وقد أظهر الفأر الناتج ضعفًا في التفاعل الاجتماعي، وزيادة في السلوكيات المتكررة والقلق، والتي تعدّ سمات سلوكية شائعة مرتبطة بالتوحد. وقد لاحظ الباحثون أيضًا شذوذات في مخطط كهربائية الدماغ (EEG)، وحدوث مزيد من نوبات الصرع. ولم يتمكن الباحثون من إيجاد أي تغيير واضح في تشريح الدماغ، ما يشير إلى أن خلل الميتوكوندريا يكفي لحدوث التوحد (2).
لا شكّ أن هذه النتائج تستدعي مزيدًا من الدراسة، ولكن من المؤكد أنها ستُسهم في توجيه العلاج نحو وظيفة الميتوكوندريا، وقد تقود إلى تشخيص أفضل للتوحد.
المصادر:
هنا
2- Yardeni T, Cristancho A, McCoy A, Schaefer P, McManus M, Marsh E et al. An mtDNA mutant mouse demonstrates that mitochondrial deficiency can result in autism endophenotypes. Proceedings of the National Academy of Sciences [Internet]. 2021;118(6):e2021429118. Available from:
هنا;
3- Zhang Y, Peng L, Song W. Mitochondria hyperactivity contributes to social behavioral impairments. Signal Transduction and Targeted Therapy. 2020;5.
هنا;