القلق أثناء الحمل
علم النفس >>>> الصحة النفسية
ربما سمعتَ أن اكتئاب ما بعد الولادة هو مصدر قلق كبير للنساء بعد الولادة. ولكن يوجد حالات مزاجية أخرى قد تؤثر في الحمل، إذ إنَّ أكثر من 1 من كل 10 نساء حوامل يشعرن بالقلق في مرحلةٍ ما (1-3).
إذًا، ما هي أسباب القلق في أثناء الحمل؟
· تشعر معظم الحوامل بالقلق بشأن العوامل المرتبطة بالمولود الجديد، وهيَ:
- احتمال اضطراب النمو لدى الطفل حديث الولادة.
- صدمة ولادة محتملة لحديثي الولادة.
- قدرة الأطفال حديثي الولادة على بدء التنفس على نحوٍ فعال (2).
· إضافة إلى أسباب متعلقة بالمرأة الحامل نفسها، فقد تؤثر التغيرات الهرمونية أثناء الحمل في المواد الكيميائية في الدماغ، وهذا ما يمكن أن يُسبب القلق (1).
ما أعراض القلق أثناء الحمل؟
تتضمن الأعراض ما يأتي:
· الشعور بقلق لا يمكن السيطرة عليه.
· القلق على نحو مفرط خاصةً بشأن صحتها وصحة الطفل.
· عدم القدرة على التركيز.
· النوم على نحو سيئ.
· وجود عضلات متوترة.
· الشعور بالضيق أو الانفعال (1).
من حين إلى آخر، قد تؤدي نوبات القلق إلى نوبات هلع هنا فقد تبدأ هذه النوبات فجأة مع الأعراض المذكورة أعلاه، وتتقدم.
قد تكون الأعراض جسدية أثناء نوبة الهلع؛ مما قد يجعل التجربة أسوأ بكثير.
وتشمل أعراض نوبة الهلع ما يلي:
- الشعور وكأنك لا تستطيع التنفس.
- الشعور وكأنك مجنون.
- الشعور بأن شيئًا فظيعًا قد يحدث (1).
ما تأثير هذا القلق على الطفل؟
يمكن تصنيف النتائج المستخلصة من الدراسات حول آثار القلق أثناء الحمل على الأطفال إلى أربع مجموعات: بيولوجية، عقلية، سلوكية وطبية (3).
ترتبط المستويات العالية من القلق أثناء الحمل بخطر الإصابة بحالات مثل الانسمام الحملي والولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة، وكذلك قصر القامة عند الولادة (1,3).
وفقًا للنتائج، فإن المستوى المرتفع لقلق الأم له علاقة كبيرة بالاضطرابات العقلية والمشكلات العاطفية وقلة التركيز وفرط النشاط وضعف النمو المعرفي للأطفال، ويُذكر أن زيادة هرمونات التوتر مثل الكورتيكوتروفين (Corticotrophin) وخاصة الكورتيزول، والأندروجينات التي تحفز القلق يمكن أن تؤدي إلى تغييرات معرفية وتغيرات في تطوّر اللغة والقدرة على تصنيف المحتويات (3).
تظهر النتائج أنّ القلق المتوسط إلى الشديد أثناء الحمل قد يؤدي إلى البكاء لفترات طويلة لدى حديثي الولادة، الأرق، ضعف التفاعل بين الطفل والأم.
التأثير الآخر للقلق هو التأثير السلبي على نمو الجهاز العصبي للأطفال وتطوّره. ترتبط هذه المشكلة بعواقب سلوكية سلبية بما في ذلك: استجابة الرضيع للأصوات العادية والقياسية في الأشهر التسعة الأولى من حياته، إذ يميل الرضيع للانفعال بسرعة أكبر (3).
تظهر النتائج أنّ القلق المتوسط إلى الشديد أثناء الحمل قد يؤدي إلى بعض الأمراض لدى الأطفال مثل ضيق التنفس، الربو والطفح الجلدي. وهناك مشكلات طبية أخرى مرتبطة بالقلق أثناء الحمل مثل الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق (3).
كيف يمكن التعامل مع القلق أثناء الحمل؟
1- من المهم التكلم عن ذلك لأحدهم مثل الشريك أو صديق مقرب، فمجرد مشاركة المشاعر والأفكار قد يكون كافيًا لمنعها من السيطرة على الحياة اليومية، ويمكن أن تطلب الحامل من طبيبها أن يحيلها إلى معالج مختص للمساعدة في حالات القلق أيضًا.
2- قد يكون الانخراط في الأنشطة التي تساعد على تقليل التوتر والقلق خيارًا جيدًا مثل المشي، الركض واليوغا أو ممارسة بعض التمارين الرياضية المناسبة للحامل.
3- يُنصح أيضًا بالتأمل، العلاج التدليك وتمارين التنفس العميق.
4- من المهم التأكد من الحصول على قسط كافٍ من النوم. على الرغم من أنّ النوم قد يبدو بعيد المنال أثناء الحمل، فإن جعله أولوية قد يساعد على نحو كبير في علاج أعراض القلق (1).
إنَّ القلق أثناء الحمل أمر شائع وكلما حصلتِ على المساعدة سريعًا، تمكنتِ من اكتساب راحة البال على نحو أسرع من أجل صحتك وصحة طفلك الذي ينمو.
المصادر:
3. Shahhosseini Z, Pourasghar M, Khalilian A, Salehi F. A Review of the Effects of Anxiety During Pregnancy on Children's Health. Materia Socio Medica [Internet]. 2015 [cited 12 May 2021];27(3):200. Available from: هنا