طنين الأذن وسيلة جديدة لتخفيفه..
الطب >>>> طب الأنف والأذن والحنجرة
قد يؤثر الطنين تأثيرًا كبيرًا في نوعية حياة المريض النفسية والجسدية، وعندما يكون طنينك نابضًا أو وحيد الجانب؛ يجب عليك زيارة الطبيب لأنه قد يخفي أسبابًا مستبطنةً خطيرة (3).
ويوجد كثيرٌ من الحالات الطبية التي قد تسبب الطنين أو تسيء إلى الطنين الموجود أصلًا لديك مثل فقدان السمع؛ إذ توجد خلايا مشعَّرة دقيقة حساسة في الأذن الداخلية (الحلزون) تتحرك عندما تتلقى الأذن الصوتَ ثم تطلق بتحرُّكها إشاراتٍ كهربائيةً على طول العصب السمعي من الأذن حتى الدماغ فتترجم هذه الإشارات إلى صوت. إذا تأذّت أشعار الخلايا المشعَّرة كما يحدث مع التقدم بالعمر أو عند التعرض المتكرر للأصوات العالية؛ سترسل هذه الخلايا دفعاتٍ كهربائيةً عشوائيةً إلى الدماغ مسببةً الطنين. قد يعود سبب طنين الأذن إلى وجود إنتان بداخلها، أو بسبب انسداد مجرى السمع الذي يسبب تغير الضغط داخل الأذن ثم حدوث الطنين، أو أذيات الرأس والعنق والتي تسبب طنينًا أحادي الجانب عادةً، أو حتى الأدوية مثل مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية، وبعض المضادات الحيوية، وأدوية السرطان، ومضادات الاكتئاب، ومضادات الملاريا.
وعمومًا؛ كلما زادت الجرعة كان الطنين أسوأ، لكنه سيختفي غالبًا عند إيقاف الدواء.
كذلك قد يكون الطنين مؤشرًا باكرًا لداء منيير؛ وهو يصيب الأذن الداخلية بسبب اضطراب في ضغط السائل داخلها، إضافة إلى اضطرابات قناة نفير أوستاش الواصلة بين الأذن الوسطى والبلعوم العلوي، واضطرابات المفصل الصدغي الفكي الموجود في كل جانب من الرأس أمام الأذن مكان التقاء عظم الفك السفلي مع القحف، واضطرابات الأوعية الدموية مثل التصلب العصيدي، وقد يحدث الطنين أيضًا في سياق بعض الاضطرابات المزمنة مثل: فقر الدم، والداء السكري، والشقيقة، واضطرابات الدرق (4).
الطنين اضطراب شخصي صعب التقييم من قبل الطبيب، لكن -بصورة عامة- توجد طرائق سريرية لقياس صفاته على مقياس السمع وتأثيرها على المريض؛ إذ إنّ الخطوة الأولى في تدبير الطنين هي تشخيصه وقياسه؛ وذلك عبر تقييم كل من فقدان السمع والطنين على مقياس السمع أو إجراء اختبارات تقييم عبء الطنين (5).
أما فيما يخص تدبيرالطنين؛ فإنّ الوقاية الأولية -أي الوقاية من حدوث الطنين- أمر جوهري، فالاستماع إلى الموسيقا الصاخبة باستعمال السماعات له تأثير مخرِّب خطير في الجهاز السمعي كما هي التأثيرات الملموسة للتدخين في الجسم والتي تُعدُّ غامضةً وبعيدة المدى، وكون الأذية المحدَثة بالضجيج متعلقة بشدته ومدته؛ فإنه يُنصح باتباع قاعدة 80 إلى 90 (أي حجم الصوت 80% من الحد الأعلى إلى أقل من 90 دقيقة باليوم) لمنع هذه الأذية.
أما من يعانون الطنين؛ فيمكن تطبيق العلاج المحافظ عبر تغيير نمط الحياة وتحسين النوم وتخفيف القلق وإنقاص استهلاك الكحول والكافئيين، و استعمال المعينات السمعية (مضخمات الصوت) بوصفها مقنِّعًا للطنين بإحداثها ضجة أعلى منه، أو بالعلاج الدوائي والذي قد يفيد في حال مشاركته مع العلاج المحافظ كاستعمال الميلاتونين خارجي المنشأ ليساعد على تحسين النوم والطنين.
لا تنصح التوصيات الحديثة بالاستعمال الروتيني لمضادات الاكتئاب ومضادات الاختلاج وحالات القلق في تخفيف الطنين المزعج إلا إذا كان هناك اضطراب قلق أو اكتئاب لدى المريض.
وقد يتحسن الطنين بعلاجات إعادة التأهيل والتي تساعد المريض على فهم الطنين والتأقلم معه. ونادرًا ما يُستطب العلاج الجراحي في تدبير الطنين إلا لإزالة الأسباب المستبطنة مثل ورم العصب السمعي أو أورام الزاوية المخيخية الجسرية (3).
وفيما يتعلق بالتعديل العصبي الثنائي؛ فإنّ دماغنا شبكة معقدة من الخلايا التي تتوسط وظائفنا اليومية (من الأحاسيس إلى الحركات والتركيز والتعلم..) لكن وفي ظروف معينة، قد يدخل الدماغ في حالات شاذة تؤدي إلى اضطرابات معقدة وحتى مهددة للحياة أحيانًا.
ظهر التعديل العصبي (Neuromodulation) مقاربةً واعدةً لمعالجة اضطرابات دماغية مختلفة بحيث يمكن تطبيق تنبيه مغناطيسي/ كهربائي للجهاز العصبي لتعديل العصبونات الشاذة ثم تحسين أعراض المريض (الطنين، والاختلاجات، والاكتئاب، والقلق، وفقدان الذاكرة، والالتهاب، والألم) (1).
وأظهر كلٌّ من بحث سابق أُجري على الحيوانات، ودراسات تجريبية سابقة على البشر، أن التعديل العصبي الثنائي باستعمال الوارد الصوتي والتنبيه الكهربائي الحسي الحركي -كتنبيه اللسان مثلًا- يخلق مرونةً كبيرةً في الجهاز السمعي ويساعد على تحسين الطنين. ويؤمّن الجمعُ بين وارد سمعي معين ومنبهات حسية حركية تعديلًا معززًا (أكبر) ضمن المناطق الدماغية المسؤولة عن الطنين والتي -في حال تنبيهها المتكرر عبر واردين من المنبهات- ستؤدي إلى مطاوعة علاجية طويلة الأمد.
ثم على أرضية الفعالية الإيجابية والنتائج الآمنة للدراسات التجريبية السابقة على البشر، إضافة إلى البيانات الداعمة على الحيوانات؛ تُوبِعَت دراسة سريرية عشوائية ثنائية التعمية لتقييم أدق لظروف القياس المختلفة للتعديل العصبي، وكانت إحدى التحديات التي واجهها المختصون في هذه الدراسة هي المجال الواسع للمتغيرات (أنماط المنبهات السمعية، وأنواع الدفعات الكهربائية، ومكان تطبيق التنبيه الكهربائي على اللسان، ومدة التنبيه وتوقيته). وطُلِب من المشاركين تطبيق المعالجة في منازلهم باستعمال الجهاز المتخصص 60 دقيقة يوميًّا مدةَ 12 أسبوع ثم أعادوا الجهاز في زيارة الأسبوع 12، وتُوبِعوا في ثلاث زيارات تالية في خلال 12 شهر (1).
ولاكتشاف أي المتغيرات شاركت في التأثيرات العلاجية؛ صُممَت ثلاثة ظروف تنبيه مختلفة قُدّم في أحدها المنبه الصوتي على نحو متزامن مع التنبيه الكهربائي على سطح اللسان، وفي الثاني أُخّر التنبيه الكهربائي للسان فترة قصيرة جدًّا عن الوارد الصوتي ثم في الثالث أُخّر التنبيه الكهربائي للسان فترة أطول عن الوارد الصوتي (1).
وصُمِّمت هذه الدراسة لمتابعة التبدلات في شدة الطنين في نقاط زمنية متعددة في أثناء المعالجة وحتى 12 شهر بعد انتهائها، أظهرت المجموعات الثلاث تحسنًا سريعًا في أول 6 أسابيع، وتحسنًا خفيفًا في الأسابيع الستة الثانية، والذي يُعزى إلى عملية التعود في الدماغ، مع ملاحظة أنّ هذا التحسن استمر حتى 12 شهر بعد انتهاء المعالجة لدى المشاركين باستثناء المجموعة الثالثة مع تأخير طويل بين الوارد السمعي والمنبه الكهربائي.
نستنتج من ذلك أن تطبيق التعديل العصبي الثنائي بتواتر أكبر مع تزامن أو تأخير بسيط بين المنبهين السمعي والكهربائي، أكثرُ فاعلية في تقديم فائدة علاجية مطولة (1).
ولم يكن هناك تأثيرات جانبية خطيرة؛ إذ كان اشتداد الطنين أشيعَ تأثير جانبي متوقع! إضافة إلى تأثيرات أخرى مثل الألم، أو عدم الارتياح في الرأس أو الأذن أو منطقة الفم، والتقرحات في جوف الفم أو على اللسان (1).
المصادر:
2.Tinnitus [Internet]. nhs.uk. [updated 2020 Oct. 2; cited 30 May 2021]. Available from: هنا
3.Wu V, Cooke B, Eitutis S, Simpson MTW, Beyea JA. Approach to tinnitus management. College of Family Physicians of Canada [internet]. 2018 July [cited 2021 May 31]; 64 (7) 491-495. PMID: 30002023; PMCID: PMC6042678. available from: هنا