مغالطة الالتباس أو الغموض Ambiguity Fallacy
الفلسفة وعلم الاجتماع >>>> علم المنطق والأبستمولوجيا
وتشير مغالطةُ الالتباس إلى ارتكابِ خطأٍ في الحديث بسبب اعتماد المتحدث عبارةً غامضةً يُمكن أن تُفسّر بطريقتين مختلفتين عند التفكير بها (1)، وعمومًا تشتمل مغالطة الالتباس على غموض نحوي يستهدف تركيب الجملة، أو على غموضٍ دلاليٍّ يُسمّى بالمرواغة (Equivocation)؛ ويضاف لما سبق الغموضُ المتعلّقُ باستخدامِ اللَّكنَةِ (Accent) في أثناء الكلام (2).
ولنأخذ أول نوعين بالتفصيل:
1- الغموض الدلالي: كأن يَسْتَخدم المتحدّثُ عباراتٍ أو كلماتٍ متعددةَ المعاني في حديثه، لا سيّما أنَّ كثيراً من الكلمات في اللغة تحملُ أكثر من معنى في الوقت نفسه، وما من مشكلةٍ في ذلك، إلا أنَّ المغالطةَ تحدث عند عدمِ وضوحِ المعنى العام للسياق الذي تستخدم فيه هذه الكلمات، مما يجعل المستمع أو القارئ غير قادر على الوصول لاستنتاج واضح ومفهوم بالنسبة له (3).
مثال1: إنه مدير جيد.
هل يقصد بكلمة "جيد" أنّه مديرٌ ذو كفاءةٍ عاليةٍ، أم أنّه ذو أخلاقٍ حميدةٍ؟
مثال2: أظهرت الاختبارات أني لا أعاني أعراضَ كورونا، مثلما اعتقدْتُ.
والسؤال هنا هل يقصد المتحدّث أنّه كان يعتقدُ إصابته بفيروس كورونا أم يعتقدُ عدمَ الإصابة؟
2- الغموض النحوي: في حالة الغموضِ النحويّ تنظّم الكلمات بطريقةٍ تعطي تفسيرين أو أكثر لمضمونها؛ أي الاختلاف هنا هو أنّ تركيبَ الجملة نحويًّا هو ما يعطيها قابلية التأويل لعدة معاني (1,3).
مثال1: خرجنا من العمل معاً، وطلب مني توصيلةً بالسيارة. ووافقت؛ لأني لم آتِ بسيارتي اليوم، وعند الوصول للمرأب وجدت أنه هو الآخر يريد توصيلةً بسيارتي لأنه ليس لديه سيارة أساساً.
وقع الاثنان في الحرج لأنّ كلّاً منهما اعتقدَ أنَّ الآخرَ سيوصله بسيارته الخاصة.
مثال2: فريد لا يراسلُ صديقَه عندما يكونُ متعباً
وفي هذا المثال نجد غموضاً في تركيبِ العبارة، إذ من غير الواضح على من تعود صفة التعب، على فريد أو صديقه؟
كيف نتجنب الوقوع في مغالطة الالتباس والغموض؟
لتجنب الوقوع في الإحراج نتيجةَ ارتكابِ المتحدّثِ مغالطةَ الالتباس معك، افعل ما يأتي:
1- حدد الكلمة أو العبارة أو التركيب الذي التبسَ عليك فهمُه.
2- اسأل المتحدث عن المعنى المقصود من الجزء المتضمّن الالتباس في حديثه.
3- إذا لم يكن بإمكانك سؤاله، اعتمد على معرفتك عن موقف المتحدث ووجهة نظره المعروفة لديك.
4- لا تبنِ أي نتائج على ما قاله لك المتحدِّثَ إذا كنتَ تقابلُه أوّلَ مرّةٍ ولم يكن لديك دراية عن طريقةِ حديثه وتفكيره، أو اعتمدْ تخميناتٍ مبدئيّةً في حال إمكانية التحقق منها لاحقاً (3).
المصادر:
هنا
2- Dowden B. Fallacies | Internet Encyclopedia of Philosophy [Internet]. Iep.utm.edu. [cited 29 August 2021]. Available from: هنا
3- Damer T. Attacking Faulty Reasoning: A Practical Guide to Fallacy-Free Arguments. 6th ed. Wadsworth: Wadsworth Cengage Learning; 2009. P. 123+125