الكويكبات؛ تهديد مستمر للأرض
الفيزياء والفلك >>>> علم الفلك
الكويكبات "Asteroids" هي بقايا صخريّة ظهرت بعد تشكل المجموعة الشمسية منذ أكثر من 4.6 مليار عام. أُحصِي حتى الآن قرابة مليون ومئة ألف كويكب؛ يدور معظمها حول الشمس بين كوكبي المريخ والمشتري في منطقة يدعوها العلماء: حزام الكويكبات "Asteroids belt". تتراوح أحجام هذه الكويكبات بين الضخمة والصغيرة جدًّا (قد يصل قطر بعضها إلى أقل من عشرة أمتار). تتميَّز الكويكبات بأشكالها العشوائية وغير المنتظمة وباحتواء سطحها على كثير من الحفر والثقوب. اكتشف العلماء وجود أكثر من 150 كويكب يمتلك قمرًا مرافقًا له، ووجود ما يُعرف بالكويكبات الثنائية (ذات النظام الثنائي)؛ وهو مصطلح يشير إلى كويكبين صغيرين بالحجم والكثافة نفسها يدوران حول بعضهما. هناك أيضًا كويكبات ذات نظام ثلاثي (1).
من بين جميع كويكبات المجموعة الشمسية كان كويكب فيستا "Vesta" الأكثر تميّزًا بطبيعته وشكله. يُعدُّ فيستا ثاني أكبر كويكب؛ بقطر يبلغ 330 كيلومتر، يدور حول الشمس بين المريخ والمشتري. طبيعته الجيولوجية مشابهة تمامًا لكوكب الأرض؛ فهو يتكون من ثلاث طبقات: قشرة ورداء ولب معدني.
هناك اعتقاد سائد بأنّ فيستا كان في طريقه إلى أن يصبح كوكبًا كالأرض، لكن في الماضي؛ عند تاريخ نشأة المجموعة الشمسية، منعته جاذبية المشتري الشديدة من استكماله لهذا التشكل. يُصنّف فيستا في مجموعة أشباه الكواكب؛ التي تعدُّ لبنات نشوء كوكب، وبما أنّ الأرض نشأت عن التحام عدّة أشباه كواكب؛ فإنّ دراسة فيستا ستساعد العلماء على فهم طبيعة كوكبنا أكثر وكيفية تشكله في الماضي. ممّا يميّز فيستا أيضًا وجود حفرة تغطي معظم قطبه الجنوبي، ظهرت هذه الحفرة بعد ضرب كويكبين ضخمين له، وأدَّى هذا التصادم الهائل إلى إطلاق موادَّ صخريَّة إلى الفضاء؛ وصل بعضها إلى الأرض على هيئة شُهبٍ سهَّلت دراسة طبيعة فيستا الجغرافية (2).
يراقب العلماء على الدوام الكويكبات التي يتقاطع مسار دورانها مع مسار كوكب الأرض؛ خاصَّة تلك التي تقترب من المدار الأرضي لأكثر من 28 مليون كيلومتر تجنّبًا لحدوث أي خطر اصطدام، وتُستخدم الأشعَّة الراديوية لتحديد احتمالية خطر التصادم بدقّة. آلية عمل هذه الأشعة الراديوية تكمن في تصويب حزمة نحو الجسم المراد دراسته ثم التقاط الفوتونات المنعكسة عنه إلى الأرض، مما يعطي معلومات وافرة من حيث الحجم والشكل وتفاصيل السطح والحركة في الفضاء.
بدأ علماء الفلك باستخدام هذه التقنية منذ عام 1968 وفي شهر آب (أغسطس) 2021 أُعلِنَ عن إحصاء الكويكب رقم 1000؛ وهو كويكب صغير الحجم (قطره من 20 الى 30 متر)، عبَرَ بجوار كوكب الأرض على بُعد أكثر من 1.7 مليون كيلومتر. لم نتمكن للأسف من الحصول على صورة مفصَّلة لهذا الكويكب بسبب بُعده، لكنَّ الأشعة الراديوية كانت شديدة بما يكفي للتنبؤ بوجوده وحساب سرعته بدقَّة (3).
المصادر: