في أي مجرة قد يكون هناك المئات من ثنائيات الأشعة السينية :وهي نظم تتكون من ثقب أسود يلتقط ويسخن مواد من نجم مرافق ذو كتلة منخفضة نسبياً. ولكن ثنائيات الأشعة السينية فائقة الكتلة- وهي نظم تحوي ثقب أسود ونجم مرافق ذو كتلة هائلة- من الصعب أن نلتقطه . في مجرتنا درب التبانة هناك ثنائي واحد فقط في كوكبة الدجاجة Cygnus X-1 ، ولكن في مجرة الدوامة M51 التي تبعد عنا 30 مليون سنة ضوئية هناك 10 ثنائيات فائقة الكتلة .

استغرق رصد هذه البقع عن طريق مرصد تشاندرا التابع لناسا حوالي مليون ثانية من الوقت. ويعتبر هذا المشهد أعمق وأدق مشهد تم التقاطه لقرص كامل من أي مجرة حلزونية ضمن مجال الأشعة السينية. وتحمل مجموعة بيانات غنية للغاية. في الصورة هناك 450 مصدر لأشعة x ، عشرة منها على الأغلب مصدرها نظم ثنائيات الأشعة السينية.

يرجع وجود هذا العدد الكبير من ثنائيات الأشعة السينية في مجرة الدوامة بسبب وجودها في خضم عملية اصطدام مع مجرة مرافقة أصغر، سينتج عن هذا التفاعل أمواج من تكون النجوم ،حيث تتشكل نجوم جديدة بمعدل سبع مرات أسرع من درب التبانة كما يكون معدل حصول سوبرنوفا 10-100 مرة أسرع. كلما كانت النجوم أكثر ضخامة تطورت في زمن أقل ،قد لا يتجاوز عمرها ملايين من السنين لتنهار بسرعة مشكلةً نجوم نيترونية أو ثقوب سوداء .

يظهر في الصورة ترابط قوي بين أشياء أرجوانية بشكل سحابات، والتي هي غاز ساخن ضمن مجال الأشعة السينية، وأشياء أخرى حمراء وهو غاز الهيدروجين في المجال المرئي .كلاهما ينتجان بعد تشكل نشط للنجوم . يمكنك أن تلاحظ بالقرب من الذراع الشمالية المجرة الصغيرة المرافقة .

ثمانية من هذه الثنائيات العشرة تظهر في مناطق نشطة لتشكل النجوم، استطاع تشاندرا أن يقدم للفلكيين نظرة عميقة لنوع نادر جداً من الأجسام في مجرتنا (نملك مثال واحد عنها فقط).
كما أننا تمكنا من التقاطهم خلال مرحلة تعتبر قصيرة جداً من دورة حياتهم فالمشهد الذي تكون فيه هذه النظم مصدرة للأشعة السينية لا تتجاوز عشرات من ألاف من السنين ،حيث يكون النجم الهائل الذي شكل الثقب الأسود قد تلاشى ،والنجم الضخم الذي يزود الثقب الأسود بالمادة لم يمت بعد .

المصدر:
هنا