غوستاف كليمت ولوحة الموت والحياة
الفنون البصرية >>>> سلسلة لوحة في لمحة
لوحتنا لهذا الأسبوع هي لوحة (الموت والحياة Death And Life) للفنان (غوستاف كليمت Gustav Klimt)، ينتمي الفنان لأسلوب الفن الحديث؛ وهو أسلوبٌ عالمي في العمارة والتصميم، ظهر في عام 1890 تميز بخطوط متعرجة وأشكال انسيابية مستوحاة من أشكال نباتية ويُعد هذا الأسلوب موازيًا للرمزية بالنسبة للفنون التشكيلية. ازدهر الفن الحديث في العقود الأولى من القرن العشرين، لكن قُضِي عليه مع بداية الحرب العالمية الأولى (1).
غوستاف كليمت (Gustav Klimt) فنان نمساوي الأصل وُلِد في (Baumgarten) قرب فيينا وهو الابن الثاني من أصل سبعة أولاد، عاش حياةً فقيرة في طفولته مع عائلته، والتحق عام 1876 بمدرسة فيينا للفنون والحرف وبقي فيها حتى عام 1883، إذ تدرب على أنه رسام معماري (2).
بدأ كليمت مهنته باحتراف عند رسم جداريات داخلية وأسقف في عدة أبنية عامة كبيرة، ومُنِح جائزة Golden Order Of Merit من إمبراطور النمسا Franz Joseph الأول وذلك لإسهاماته الفنية، كذلك فقد أصبح عضوًا فخريًّا في جامعتي ميونخ وفيينا، وكان جسد المرأة الموضوع الأساسي في أعماله التي تتصف صراحةً بالشهوانية الجنسية (2). إضافة إلى أن الفنان كان من الأعضاء البارزين في حركة فيينا للفن الحديث (حركة انفصال فيينا) التي تُعرَف أيضًا بتجمع الفنانين النمساويين، تأسست عام 1897، وأصبح رئيسًا لهذه المنظمة، وكانت أهدافها الأساسية تأمين منفذ للفنانين الصغار وغير التقليديين ليعرضوا أعمالهم و يكشفوا فيينا على الأعمال العظيمة للفنانين الأجانب. وصلت أعمال كليمت الى أوجها خلال الأعوام 1898-1908 بأسلوبه الشخصي الذي جمع ما بين عصر الحداثة وما قبل الحداثة، وأنتج العديد من لوحاته المشهورة خلال هذه الأعوام إذ دُعيت هذه الفترة بالذهبية أيضًا بسبب استخدامه الواسع لأوراق الذهب (3).
هذه اللوحة تتألف من قسمين منفصلين؛ في الجانب الأيسر نرى الموت على هيئة حاصد الأرواح بشكل جمجمة مغطاة برداء قاتم مزيّن بعدة رموز وخصوصًا بعديد من الصلبان، أما في الجانب الأيمن فنرى عدد من النساء الشابات على سرير من الأزهار كما نرى طفلًا رضيعًا بين أحضانهن وهو يمثل الحياة الجديدة، وكذلك أيضًا رجلًا ذو عضلات حاملًا إحدى تلك النساء بين يديه، وامرأة كبيرة بالسن في وسط هذه المجموعة التي تمثل مراحل الحياة ما بين الشباب والشيخوخة مع التركيز على فترة البلوغ التي تُعد من أجمل الفترات.. (4).
إن الحضور المبالغ فيه للمرأة في هذه اللوحة يعود لفكرة أن المرأة هي أساس ومصدر الحياة كلها، بالإضافة لميل كليمت في تصوير النساء العاريات.. (4).
الموت والحياة من مواضيع كليمت الأساسية مثّله في ذلك مثل العديد من الفنانين في عصره.. فيقدم لنا في هذه اللوحة مزيجًا بين الأمل والرضا عوضًا عن الخوف والإحساس بالتهديد من الموت، إذ تبدو الشخصيات وكأنها تتجاهله تمامًا.. استخدم كليمت الحدود الناعمة الدائرية لرسم شخصيات اللوحة بألوان صافية ناصعة (4) بدأ بالرسم الأولي والاسكتشات على الورق عام 1908 لتصبح بعدها لوحة زيتية كاملة عام 1910 (5) حازت هذه اللوحة على الجائزة الأولى في معرض الفن العالمي في روما عام 1911م.
أصاب كليمت سكتة دماغية أدت إلى شلل في طرفه الأيمن عام 1918، وعلى الرغم من رأي بعض النقاد بأن أعمال كليمت لا يجب أن تصنف ضمن أعمال الفن الحديث إلا أن أعماله التي أنتجها بعد عام 1900 تبقى مدهشة بسبب تركيبتها الفنية التي تجمع بين الحقيقي والمجرد، القديم والحديث في فترة توسع وتغير اقتصادي واجتماعي (3).
اسم اللوحة: Death And Life
تاريخ رسمها: 1908-1910
أبعادها: 200*180 Cm
خاماتها: زيتي على القماش (6)
اسم الفنان: Gustav Klimt
جنسيته: نمساوي
المدرسة الفنية: الفن الحديث - Art Nouveau
تاريخ ميلاده ووفاته: 14 حزيران 1862- 6 شباط 1918
المصادر: