الفن بإعادة التدوير
الفنون البصرية >>>> فنانون عالميّون
الفنان ليس من يرسم المناظر والشخصيات ويقوم بتنسيق الألوان فقط، وإنما الفنان هو كل من رأى الجمال في العالم من حولنا بمكوناته البسيطة والمعقدة، وهو من يحوِّل هذه المواد إلى شيءٍ جميلٍ يمتع أنظارنا ويغني فكرنا بطرائق وأساليب وأفكار جديدة. وهذا ما سنراه في أعمال الفنان البرتغالي أرتور بوردالو (Artur Bordalo) الذي ولد في لشبونة في عام 1987م، يستعمل الاسم الفني بوردالو الثاني الذي اختاره إجلالًا لجدِّه رييل بوردالو (Real Bordalo) لاستكمال وتجديد إرثه الفني (1,2).
قضى طفولته في الأستديو مع جدِّه الذي كان شغوفًا بالألوان المائية والزيتية والمناظر الطبيعية والمشاهد المثالية للمدينة وأيضًا الكتابات على الجدران. درس بوردالو الرسم في كلية الفنون الجميلة في لشبونة لثمانِ سنوات دون أن يتخرج منها، ولكنه تعلم في هذه المدة عددًا من الخبرات وتعرَّف على مواد كثيرة أبعدته عن الرسم الذي كان السبب الرئيسي لدخوله للكلية (1,2).
اختار الأماكن العامة لتصبح منصته لعرض تجاربه على الألوان والأحجام، إذ حوَّل هذه التجارب إلى البناء وتطوير أعماله الفنية التي ركزت على فهم العالم المادي والمجتمع الجشع الذي كان هو نفسه جزءًا منه أيضًا (1,2)
يرى بوردالو أن الإنتاج المفرط والاستهلاك للأشياء يؤدي إلى الإنتاج المستمر للنفايات، ومن ثَمَّ الأثر السلبي على كوكب الأرض، وكانت هذه هي الفكرة الرئيسية لأعماله، إذ أصبحت هذه النفايات المادة الخام الفريدة والمميزة التي يستخدمها بوردالو في بناء أعماله الكبيرة والصغيرة المنتشرة في أنحاء العالم (1,2). فيقدم لنا بوردالو أعمالًا رمزية مليئة بالحيوية والحركة يعبِّر فيها عن رؤيته الخاصة باستخدامه مواد مختلطة على قاعدة خشبية وتكوين أعماله بقطع من النفايات (3) فهي ليست طريقة لإعادة التدوير فقط، وإنما طريقة لنرى أن الفن موجود في كل مكان وعلينا أن نبحث عنه فقط.
المصادر: