طبق الشفة
الفنون البصرية >>>> فن وتراث
طول عمرنا منعرف أن الناس تأكل من الصحن يلي عالطاولة, بس بعمرك شفت ناس بتحط الصحن بشفّتها السفليّة؟
أصبحت العديد من القبائل الإفريقية مصدر جذب للسيّاح, وخاصة قبائل (مرسي, تشاي, تيرما) المحتمل أن تكون آخر المجموعات التي وُجدت فيها ظاهرة أطباق الفخار أو الخشب الموضوعة في الشفّة السفلى من الفم, وهذه الظاهرة أصبحت السمة المميزة لقبائل المرسي في إفريقيا.
عندما تصبح الفتاة بعمر الـ 15 أو 16 عام, تقوم والدتها بقص شفّتها السفلى, وتبقي الشفّة مفتوحة بواسطة حلقة خشبية إلى حين شفاء الجرح, وتستطيع الفتاة أن تقرر حجم هذه الحلقة بتبديلها بحلقة أكبر منها تدريجياً بعد عدّة أشهر, تصل طول الشفّة بعد وضع الطبق الفخاري أحياناً إلى 12 سنتيميتر أو أكثر, ومن الممكن الربط بين حجم الطبق وثروة العروس التي تجنيها من زوجها(المهر), فكلما زادت الثروة كلما زاد حجم الطبق الموضوع في شفّتها.
وهناك فكرة أخرى أيضاً تقول أن سكان قبيلة مرسي قد أعتادوا هذه الخاصية "قص الشفاه" كتشويه متعمد للفتاة, ليقللوا من جاذبيتها عندما يأتي تجّار العبيد. وهذه الخاصية تدل على أن هذه العادة لم تقتصر فقط على الفتيات من قبيلة مرسي لأن تجّار العبيد كانوا يجولون العالم بأجمعه, ولذلك كان هناك عادة أيضاً لقبيلة تدعى كايابو والتي كانت تعيش في البرازيل في عام 1980, كان كبار السنّ فيها يضعون صحون تشبه الأقراص في الشفّة السفلى يصل طولها لـ 6 سنتيميترات. مثلها مثل كل العادات التي تمثّلت بوضع إكسسوارات في الجسم كحلقات الأذنين والوشم والختان.
الأطباق الموضوعة في الشفّة السفلى لدى قبيلة مرسي كانت من أفضل التعابير عن مرحلة البلوغ وقابلية الإنجاب. وأيضاً كانت كجسر تواصل بين الفرد والمجتمع وبين الذات البيولوجية والذات الاجتماعية.
ترجمة واعداد: مؤيّد درويش
تدقيق وتصميم: ليلى السعدي