اليوم العالمي لمحو الأمية؛ أساس المجتمعات السلمية والمستدامة
التعليم واللغات >>>> التربية والتعليم
يشهد الثامن من أيلول/سبتمبر من كل عام احتفالًا باليوم العالمي لمحو الأمية (1) الذي بدأ الاحتفال به عام 1967 لتذكيرنا بأهمية القدرة على القراءة والكتابة بصفتها مسألة حق من حقوق الإنسان، وللعمل على تطوير برامج محو الأمية من أجل بناء مجتمع متعلم وأكثر استدامة في المستقبل (2).
وعلى الرغم من التقدم العالمي الذي أُنجز في هذا السياق على مدى العقود الثلاثة الماضية هناك 617 مليونًا من الأطفال واليافعين لا يحققون المستويات الدنيا من إتقان القراءة والعمليات الحسابية (2). وفي حين أوضحت إحصائيات اليونسكو أن أكثر من 86٪ من سكان الكرة الأرضية لديهم القدرة على الكتابة والقراءة مقارنة بعام 1979 -الذي بلغت النسبة فيه 68٪ فقط- فإنه يوجد على الأقل 763 مليون شخص بالغ حول العالم لا يجيدون القراءة والكتابة، في حين يوجد 250 مليون طفل فشلوا في اكتساب هذه المهارات الأساسية (3).
ولا بُد من التنويه بأن النزاعات ومشكلات أُخرى كتغير المناخ تُعد من أهم الأسباب التي تُساهم في تفاقم التحديات التي تقف في وجه عملية محو الأمية. وكون الحدث ما يزال يُعد ماضيًا قريبًا، لا نستطيع أن نغفل الأثر السلبي الذي خلفه فيروس كوفيد 19 المستجد (Covid-19) بداية عام ٢٠٢٠ في القطاع التعليمي (2)؛ إذ أدى تفشي الوباء إلى إغلاق المدارس حينها ما نتج عنه حرمان 62.3% من الطلبة حول العالم من تعليمهم (1).
لا تنظر اليونسكو إلى محو الأمية على أنه فعل أو سلوك نؤديه مرة واحدة فقط، بل هو وسيلة لتحديد الهوية وللإبداع والتواصل في عالم رقمي سريع التغير ويعتمد النصوص الكتابية على نحوٍ متزايد. إن التعلم وإتقان مهارات القراءة والكتابة والعد باستخدام الأرقام هي عملية مستمرة طوال الحياة وتُعد جزءًا من مجموعة أكبر من المهارات الرقمية وغيرها من المهارات المرتبطة بكل وظيفة على حِدة (3).
وكون الشعار الذي يحتفل تحته العالم هذا العام باليوم الدولي لمحو الأمية هو "الترويج لمحو الأمية في عالم يمر بمرحلة انتقالية: بناء الأساس لمجتمعات مستدامة وسلمية" (2) هناك اتجاه هام وحيوي نحو محو الأمية الرقمية التي تُعرَّف بأنها القدرة على استخدام التقنيات الرقمية للوصول إلى المعلومات وإدارتها وفهمها ودمجها وإنشائها على نحوٍ آمن ومناسب في التوظيف وريادة الأعمال وللحصول على وظائف لائقة أيضًا. ويشمل مهارات مثل محو الأمية الحاسوبية ومحو الأمية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومحو الأمية المعلوماتية ومحو الأمية الإعلامية التي تهدف إلى تمكين الناس وخاصة الشباب لتبني عقلية نقدية عند التعامل مع المعلومات الرقمية وبناء قدرتهم على الصمود في مواجهة المعلومات المضللة وخطاب الكراهية والتطرف العنيف (3).
ما الآثار الإيجابية لمحو الأمية في المجتمعات؟
1- قدرة الناس على القراءة والكتابة تُمكِّنهم وتُحررهم.
2- يُحسِّن نوعية الحياة ويزيد من إمكانيات الأشخاص ما يؤدي بدوره إلى الحد من الفقر وزيادة المشاركة في سوق العمل.
3- له آثار إيجابية في الصحة والتنمية المستدامة.
4- تمكين المرأة عن طريق محو الأمية له تأثير إيجابي في جميع جوانب التنمية. إذ تُتاح أمامهن خيارات حياتية أوسع ما يؤثر مباشرة في صحة أسرهن وتعليمها وخاصة فيما يتعلق بتعليم الفتيات الصغيرات (3).
ما الخطط والبرامج التي يجب اتباعها في مجتمعاتنا كي تُطبَّق أهداف محو الأمية تطبيقًا كاملًا؟
وهل تعتقدون أن الأمية اليوم تختلف بمفهومها عن الأمية قبل ثلاثين عامًا؟
سنسعد بمشاركتنا آراءكم في التعليقات..
المصادر: