رفض الطلاب الذهاب إلى المدرسة؛ مشكلةٌ تحتاج حلًّا
التعليم واللغات >>>> التربية والتعليم
هل عانيت أم تعاني مع ابنك في الذهاب إلى المدرسة؟ يرفض ابنك دائمًا الذهاب إلى المدرسة لحجج مختلفة؟ لماذا برأيك؟ وماذا فعلت لتحل هذه المشكلة؟
التعليم من أكثر العوامل تأثيرًا في تطور المجتمع وتقدمه، وكان النظر فيه ركيزة لتنمية الشعوب في معظم المجتمعات، لذلك يعد سلوك رفض المدرسة (School Refusal) مشكلة دولية تهم المجتمع (1).
يشير سلوك رفض المدرسة (School Refusal) إلى رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة أو الصعوبة المستمرة في البقاء في الصف طوال اليوم الدراسي (1).
ويُعد رفض المدرسة نوعًا من مشكلات الحضور المدرسي وتتصف بما يأتي:
1- تردد الطالب في الذهاب إلى المدرسة أو رفض الذهاب كليًّا، ما يؤدي إلى غياب طويل.
2- بقاء الطالب في المنزل خلال ساعات الدراسة.
3- الانزعاج العاطفي من احتمال الذهاب إلى المدرسة، ما قد ينعكس في الخوف المفرط من المدرسة ونوبات الغضب والأعراض الجسدية غير المبررة.
4- مقاومة الطالب لمحاولات الوالدين لاصطحابه إلى المدرسة.
5- تمكن الوالدين في مرحلة من تاريخ المشكلة من إقناع الفرد بالذهاب إلى المدرسة ثم رفضه للذهاب مجددًا (2).
الأشخاص الذين يغيبون غيابًا مزمنًا عن المدرسة ويتبنون سلوك رفض المدرسة معرضون لخطر الجنوح والتسرب من المدرسة في مرحلة المراهقة، ما يؤدي بدوره إلى التعرض لمشكلات مستقبلية في الوضع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي بسبب عدم إكمال تعليمهم وإيجاد عمل مناسب وجنوحهم، كما قد يتعرضون لقلق الانفصال عن الأهل في مرحلة البلوغ نتيجة لبقائهم في المنزل وتعلقهم بالأهل (3).
أعراض سلوك رفض المدرسة:
يرتبط رفض المدرسة بأعراض نفسية منها:
1- القلق
2- الخوف من الانفصال
3- الخوف من الاختبارات أو المعلمين
4- الخوف من هذا الانتقال إلى مرحلة أخرى.
5- الاكتئاب.
6- سلوك التحدي المُعارض أو ما يُعرف باضطراب التحدي المُعارض هنا (Oppositional Defiant Disorders).
ويرتبط رفض المدرسة أيضًا بأعراض جسدية مثل:
1- الصداع.
2- آلام المعدة والأمعاء.
3- الغثيان.
4- الدوخة.
وقد تختفي الأعراض الجسدية الموجودة في الصباح إذا بقي الطفل في المنزل (4).
ومن بين الرافضين للمدرسة كان 88.2٪ يعانون اضطرابًا نفسيًّا ولديهم معدلات متزايدة من الاضطرابات العاطفية والسلوكية والمخاوف واضطرابات النوم والأمراض الجسدية والصعوبات في العلاقات مع الأقران (5).
من أسباب رفض المدرسة الخللُ الأسري الذي قد يتمثل في اعتماد الطفل على أهله اعتمادًا كبيرًا أو عُزلته عنهم أو وجود صراع في العائلة (4)، إضافةً إلى أنه قد يشكل الفقرُ الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أو نظام التعليم أو تحيز المعلمين لطلاب مُعينين أو حتى عمل الأطفال لمساعدة أسرهم أسبابًا جوهرية لتغيب الطفل عن المدرسة ورفضه الذهب إليها (6). لكن ينبغي الإشارة إلى نقطة مهمة تتمثل بالأطفال الذين يتغيبون عن المدرسة ممن هم أكبر عمرًا؛ فهم لا يشعرون بالقلق ويخفون تغيبهم عن أهاليهم ويُبدون عدم اهتمام بالمهام الدراسية ولا يمتثلون لقواعد السلوك في المدرسة وغالبًا ما تكون سلوكياتهم غير مقبولة (4).
حل مشكلة رفض المدرسة:
وضع الباحثون عدة طرائق تساهم في الحد من مشكلة رفض المدرسة ومنها:
1- إجراء فحص طبي شامل للطفل لطمأنة الأهل بسبب الأعراض الجسدية التي يعانيها الطفل نتيجة لهذا الرفض.
2- تقديم معلومات من المدرسة عن الطفل.
3- الاهتمام بتفاعل الطفل الاجتماعي وتحسنه وتقدمه الدراسي.
4- التخطيط لإستراتيجية للعودة إلى المدرسة بالتعاون بين المدرسة والأسرة.
5- الاعتراف بمشاعر الطفل وتقبلها.
6- توفير إستراتيجية مناسبة للطفل للتعامل مع القلق.
7- وضع خطط من الأهل لروتين هادئ في الصباح ومرافقة الطفل إلى المدرسة.
8- تعديل المناهج الدراسية.
9- تخفيض الواجبات المدرسية.
10- التعزيز الإيجابي للحضور إلى المدرسة.
11- إحالة الطفل إلى فريق الصحة العقلية متعدد التخصصات عند استمرار سلوك رفض المدرسة فترة طويلة (4).
إعداد: د. شروق العريضي
المصادر: