جلد الخنزير علاجٌ جديد لفقد البصر الناجم عن القرنية المخروطية
البيولوجيا والتطوّر >>>> التقانات الحيوية
تأتي اضطرابات لاشفافية القرنية (corneal opacities) في الترتيب الرابع ضمن الأسباب المؤدية إلى فقد البصر عالميّاً (1، 2)، ومن ضمن هذه الاضطرابات تمخرط القرنية أو ما يُسمى بالقرنية المخروطية (keratoconus) الذي يحدث عندما تترقق قرنية العين وتتبارز تدريجيّاً إلى الخارج في شكلٍ مخروطيٍّ، وتتغير أعراض وعلامات الإصابة بالقرنية المخروطية مع درجة تقدم المرض، فقد تتطلب الحالات المتقدمة منها الخضوع للجراحة بزراعة قرنية جديدة (corneal transplant)، وعلى الرغم أنَّ العلاج بهذه التقنيات ناجحٌ جدًا لكنَّه يواجه مشكلاتٍ عديدة منها: محدودية القرنيات المتوافرة للعلاج؛ فقد قُدّر وجود قرنية واحدة متاحة لكلّ سبعين محتاجاً في العالم (2)، بالإضافة إلى خطر الرفض المناعي والعدوى وضرورة متابعة المريض لفترة طويلة (3).
وبإنجازٍ جديدٍ في مجال الهندسة الحيوية؛ لقد نجح العلماء بمعالجة الكولاجين الموجود في جلد الخنزير إلى نسيج محاكٍ تماماً لسُدى قرنية العين البشرية (corneal stroma) وزرعوا هذا النسيج لعشرين مريضاً يعاني من تمخرط القرنية المتقدم دون إزالة السُدى أو ما يسمى بالمَطرس خارج الخلوي (extracellular matrix) الموجود مسبقاً (2).
ويأتي الكولاجين المستخدم في الدراسة؛ كمنتجٍ ثانويٍّ منقّى من صناعة المواد الغذائية، والمستخدم بالفعل في الأجهزة الطبية لجراحة الزرق (Glaucoma) وتضميد الجروح. وذلك بعد أن استخدم باحثون في عام 2014 كولاجيناً بشريّاً مؤشباً ((Recombinant Human Collagen (RHC) وخلال 24 شهراً (سنتين) من المتابعة لم يُبدِ المرضى أيّ مضاعفات أو تأثيرات جانبية، إضافةً إلى توثيق تحسُّناتٍ ملموسة في سماكة القرنية وحدّة الإبصار لديهم، وتُقدّم هذه التقنية طريقةً أبسط وأكثر أماناً من عمليات نقل القرنية من أشخاصٍ متبرعين مع الحفاظ على النتائج والفعالية ذاتها (2).
برأيكم، هل ستكون هذه التقنية الحل النهائي والبديل لعمليات زراعة القرنية أم أنَّ هناك معوقات ثقافية وأخلاقية، واقتصادية قد تمنع المرضى من إجراء هذه العملية؟
المصادر: