خلايا ضرس العقل لعلاج العمى الناتج عن تخرب قرنية العين
البيولوجيا والتطوّر >>>> بيولوجي
إنَّ تركيب نسيج القرنية في العين البشرية منظَم لدرجة عالية جداً مما يساهم في الحفاظ على شفافية هذا النسيج وصحّته، وبالتالي فإنَّ الندوب التي تتشكل في القرنية نتيجة جراحة أو عدوى أو خلل جيني يمكن أن تؤدي إلى فقدان البصر بشكل دائم.
حيث يصيب "عمى القرنيَّة" هذا الملايينَ من الأشخاص حول العالم، ويتم علاجه عادة عن طريق استخدام أنسجة المرضى المتوفّين دماغياً. ولكن يُعاني العالَم اليوم من نقصٍ كبيرٍ في الأنسجة الممنوحة، بالإضافة إلى أنّ العديد من الأنسجة يتم رفضها مناعيّاً في جسم المريض المُتلقِّي. وهنا يبرز دور الخلايا الجذعية ذاتية المنشأ Autologous stem cells -أي الخلايا الجذعية التي مصدرها جسم الشخص نفسه-
إذ تُعتبر عنصراً مهمّاً في مجال الطب التجديدي الشخصي personalized regenerative medicine وبديلاً جيداً لعملية ترقيع الأنسجة tissue grafts المُعتمدة بشكل أساسي على تَوَفّر المانح لهذه الأنسجة.
والآن ما علاقة ضرس العقل بالقرنية ؟
يحتوي اللُّب السِّنّي Dental pulp على مجموعة من الخلايا الجذعية البالغة، التي تتطوّر جنينياً من العرف العصبي القحفي cranial neural crest وهو نفس منشأ الخلايا التي تُشكِّل سُدى القرنية – السدى هو هيكل النسيج الضام في القرنية ويشكّل أغلب حجمها- .
وقد أظهرت هذه الدراسة أنَّ خلايا اللُّب السّنِيّ البالغة لديها الإمكانية لتتمايز الى keratocytes
وهي الخلايا التي تشكل سُدى القرنية.
أمّا تفاصيل الدراسة التي نُشرت في فبراير، 23، 2015 :
قام الباحثون باستخراج خلايا اللُّب السّنِّيّ من ضرس العقل، ومن ثم تحفيز تمايز هذه الخلايا، فأظهرت هذه الخلايا صفات جزيئية مشابهة لصفات خلايا القرنية keratocytes
وعندما تم حقن خلايا اللّب السّنّيّ المُتمايزة في سُدى القرنية الخاصة بالفئران، أنتجت خلايا اللّب السّنّيّ خلايا تتواجد في سُدى القرنية، وتشكّل النوع الأول من الكولاجين و ال keratocan
،ولم يكن لها أي تأثير سلبي على شفافية القرنية، كذلك لم يحدث أيّ رفض مناعيّ للنسيج.
إنّ هذا ليس بالتطبيق الوحيد لخلايا ضرس العقل حيث تقول الدكتورة Fatima Syed-Picard مؤلفة الدراسة: " أشارت أبحاث أخرى أنَّ خلايا اللب السّنّيّ يمكن استخدامها لتصنيع خلايا عصبيَّة، عظميَّة، وأنواع أخرى من الخلايا، فخلايا اللب السّنّيّ لديها قابلية كبيرة للاستخدام الفعّال في الطب التجديدي".
المصادر
هنا
هنا
هنا
هنا