بارافيليا السيطرة والخضوع (BDSM): تعرَّف على بعديها البيولوجي والنفسي
التوعية الجنسية >>>> الحياة والحقوق الجنسية والجندرية
ويعتمد الجنس العنيف بالتراضي على تبادل السيطرة والقوة بين أفراد متفقين على تمثيل أدوار محددة في هذه العلاقات (1).
ويُعدُّ واحدًا من أنواع البارافيليا (الخطل الجنسي أو الشذوذ الجنسي).
عمومًا، تُعدُّ علاقات الجنسِ العنيف بالتراضي والتفاعلات التي تحدث خلالها معقدة وتتأثر بالعديد من العوامل والعمليات النفسية والاجتماعية والبيولوجية.
وعلى الرغم من أن الأبحاث عنها محدودة، لكن هناك دليلٌ واضح على تفاعل عدة أنظمة بيولوجية في هذا النوع من الاهتمامات والنشاطات (1).
وعند المراجعة المنهجية لعدة مقالات ودراسات عن بيولوجيا الجنس العنيف بالتراضي تبين أن كثيرًا من التغيرات والعوامل البيولوجية والتي تؤدي دورًا في هذا النوع من الممارسات الجنسية، منها تغيرات مستويات الكورتيزول في الدم عند الأشخاص الخاضعين خلال تجربة الألم، أي أن نظام الشدة النفسية في الجسم يؤدي دورًا في بيولوجيا هذه العلاقات.
وقد وُجِد أن تغير مستويات الكانابينويدات الداخلية (Endocannabinoids) يشير إلى تفاعل نظام المتعة والمكافأة خلال العلاقة (1).
أما عند الأشخاص المسيطرين في العلاقة، ترتبط الإثارة والنشوة بلعب دور القوة والسيطرة وليس التعرض للألم.
لذلك مستويات التستوستيرون والأوكسيتوسين أيضًا لها دور، ولكن هذا الدور أقل وضوحًا (1).
وتقترح الأبحاث التي حاولت فهم نشاط الدماغ المرتبط بهذه الاهتمامات الجنسية أن الغطاء الجداري والجسم المخطط البطني يؤديان دورًا في الإثارة والمتعة والتحفيز، إضافةً إلى تفاعل المناطق الحسية الجسمية الأولية والثانوية من القشرة الدماغية في استقبال الألم وإدراكه، وتتفاعل دارات التعاطف والشفقة من خلال تفاعل الجزء الأمامي من فص الجزيرة ، والتلفيف الحزامي الأمامي الأوسط، وتتفاعل القشرة الحسية الحركية والقشرة الجبهية اليسرى في سياق التفاعلات الاجتماعية والجنسية (1).
ختامًا، تبين أن عتبة الألم أعلى عندَ الخاضعين عمومًا، وأن علاقات الجنس العنيف بالتراضي بدورها ترفعُ هذه العتبة (1).
على الرغم من أن الأدب النفسي التحليلي يقترح وجود ازدياد في انتشار بعض الاضطرابات النفسية عند الأفراد المنخرطين في هذا النوع من العلاقات، فقد فشلت تجربة حديثة تضمنت استبيان ديموغرافي واختبارات نفسية على 32 مشارك ممن لديهم هذه الاهتمامات الجنسية، فقد وُجِد ارتفاع في مستويات الأمراض النفسية مثل القلق أو الاكتئاب أو الوساوس القهرية أو السادية النفسية أو المازوخية النفسية أو اضطراب الكرب التالي للشدة (PTSD) (2).
وكانت نتائج اختبارات الأمراض النفسية واضطرابات الشخصية الحدّية على هذه العينة مشابهة لمعدلات الانتشار في المجتمع العام المقدرة بحسب الطبعة الرابعة من الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية مع بعض الاستثناءات؛ إذ وجدت مستويات أعلى من النرجسية والأعراض التفارقية غير النوعية (2).
وفقًا للطبعة الخامسة من الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية، فإن الرغبات والدوافع المتعلقة بالجنس العنيف بالتراضي تُعدُّ بارافيليا إذا ظهرت الدوافع والرغبات والتخيلات المنحرفة خلال ستة أشهر على الأقل، ويجب أن يكون الفرد قد نفذ هذه الرغبات أو سعى إلى تنفيذها على أرض الواقع.
وتصبح البارافيليا اضطرابًا بحاجة العلاج إذا سببت شدة نفسية واضحة أو أثرت سلبًا في حياة الفرد أو ألحقت الضرر أو الأذى بالشخص ذاته أو بأشخاص الآخرين (3).
المصادر:
2- Connolly PH. Psychological Functioning of Bondage/Domination/Sado-Masochism (BDSM) Practitioners. Journal of Psychology & Human Sexuality [Internet]. 2006;18(1): 79-120, [cited 15 May 2024]. Available form: هنا
3- Fisher KA, Marwaha R. Paraphilia. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2024 Jan [Updated 2023 Mar 6; cited 15 May 2024]. Available from: هنا