البلوغ من الناحية النفسية
التوعية الجنسية >>>> الحياة والحقوق الجنسية والجندرية
الجزء الأول: هنا
الجزء الثاني: هنا
البلوغ من الناحية النفسية
المراهقة ومشاكل سنّ البلوغ.. البلوغ والنضج الجنسي يسبّبان المشاكل للمراهقين.
المراهقة ليست كالبلوغ.
المراهقة: وهي مرحلة من النمو النفسي والاجتماعي تمتد 10 - 12 عاماً، يتحوّل فيها الطفل الاتكالي إلى شاب بالغ مستقل وظيفياً، تبدأ من وقت مبكّر وتمتد إلى منتصف العشرينات.
أما البلوغ: فهو مرحلة من التغيّرات الهرمونية والجسمانية التي تحدث خلال 3 أعوام، تتيح هذه المرحلة للشباب والشابات الوصول إلى النضج الجنسي، تبلغ الفتيات قبل الشباب بعام.
في هذه المرحلة يصبح الشباب قادرين على التكاثر الجنسي ولكن ليس بالضرورة قيامهم به، في هذه المرحلة يحتاج الآباء لتعليم أبنائهم وبناتهم كيفيّة الإشراف والتحكم بالنضج الجنسي.
ليس الوقت مناسباً لأن يكون الشاب جاهلاً لما يحدث من تغيرات في جسده؛ حيث أن هذا الجهل سيجعله يخمّن نفسه شخصاً فريداً من نوعه، ويتساءل عما يحدث له !! ولكنّه الوقت المناسب لكي يشرح الآباء لأبنائهم عن البلوغ وماهيّته وما التغييرات التي يمكن أن يتوقعها.
بدء المراهقة لا يتعلّق بسن البلوغ، فأغلب الحالات تبدأ مرحلة المراهقة أولاً، ففي المراهقة يشعر الآباء بسلوك أبنائهم وتصرّفاتهم السلبيّة؛ كحدوث المزيد من الانتقادات والشكاوي، الانتقاد الدائم لأشياء معلومة وأُخرى مجهولة؛ كالتأخير وتقديم العديد من الحجج، واختبار القيود المفروضة عليهم، تلك هي السمات المميّزة لتغيّرات المراهقة المبكّرة.
أما عندما يحدث البلوغ؛ يصبح المراهقون تحت ضغط عاطفي ونفسي، كما يصبحون أكثر حدّة وتعقيداً.
يتسبّب البلوغ بحدوث مشكلتين:
الأولى: تعتبر مشكلة عمليّة؛ تتجلّى في التحكّم بالتغيّرات التي تتعرض لها أجسادهم. هذه هي مشكلة الوعي الذاتي.
أما الثانية: فتعتبر مشكلة نهائية؛ تلعب دوراً في التعريف الجنسي، وكيفية ممارسة التصرفات الرجولية أو الأنوثية.
تبدأ مشكلة الوعي الذاتي لدى معظم الشباب عندما يدركهم البلوغ في توقيت غير مناسب، ضمن سنوات المراهقة المبكّرة (بين 9 - 13 عاماً)، عندما ينفصلون عن مرحلة الطفولة ويبدؤون بالسعي لتحقيق انتمائهم الاجتماعي ومكانتهم بين أصدقائهم.
يدركهم شعور بأنهم منقادون من عائلتهم، يسعون لتحقيق المزيد من الاستقلال الاجتماعي في بحر هذا العالم الجديد، بينما يُظهر البلوغ كيفيّة فقدانهم السيطرة على أجسادهم. كما يُعتبر البلوغ عدواً للاحترام الذاتي لدى معظم الشباب، حيث يصبح المظهر الجسدي وكيفية تطوّره مع مرور الوقت أكثر أهميّةً بالنسبة لهم، لتحقيق قبولهم ومكانتهم الاجتماعية.
في المنزل يجب أن يتذكر الأهل أن تغيرات البلوغ هي أمور لا يجب المزاح بشأنها، يجب عليهم ألا يضايقوا الطفل أو يجعلوا من موضوع البلوغ سبباً للمزاح وخاصة فيما يتعلق بالشكل والمظهر والتغيرات الجسمية أو حتى اختيارات الملابس.
أيضاً سيكون علينا أخذ مشكلة دور الجنس بالحسبان، حيث يبدأ البلوغ بدفع المراهق باتجاه أكثر استقلالية، عندها يحتاج إلى تحقيق مظهره الرجولي أو مظهرها الأنثوي، ولكن من أين يفترض على المراهقين تعلّم هذا الموضوع؟
بلا شك يوجد عدة أشخاص يمثلون دور العارض في العائلة كأبناء العم الكبار أو الأبوين وهؤلاء قد يشكلون أمثلة صامتة يتبعها المراهق، وعلى الرغم من هذا فإن هؤلاء لا يشكلون الصورة الأكثر سيطرة عليهم.
إن ما يسيطر على المراهقين هو المُثُل الثقافية التي تحدد صفات الرجولة والأنوثة التي يراها اليافعون صفات مغرية.
إن المُثل الثقافية تحددها الصور والرسائل والأيقونات التي يقوم الإعلام بترويجها وتقوم وسائل الترفيه بإيصالها باستمرار.
لتقريب هذه السمات الرجولية والأنثوية إلى المراهقين يتم إلباسها مظهراً جذاباً لرغبة الفرد.
وعندما يحين البلوغ فإن هذا النموذج العارض الاجتماعي الجنسي يبدأ بالتأثير على المراهقين، حيث تبدأ الإناث بالقلق حول الوزن ومحاولة تنحيف أجسامهن باستخدام الحمية، بينما يبدأ المراهقون الذكور بالعمل على حجم عضلاتهم وتقوية أجسامهم برفع الأوزان وغيرها.
الآن فإن تعريف الدور الاجتماعي يضاف إلى كل هذا الخليط. فإنه وبالنسبة إلى الصورة النمطية فإن الذكور يتشجعون ليصبحوا مسيطرين جنسياً، بينما تندفع الإناث ليصبحن جذابات جنسياً. وبإمكانك رؤية هذه الصور من خلال مراقبة طلاب المرحلتين الثانوية والإعدادية حيث يقوم الشباب بإظهار قوتهم ومهاراتهم الرياضية أمام الفتيات اللواتي يُظهرن أنفسهن من خلال ملابسهن ونظراتهن.
بعد البلوغ، تشعر الفتيات بأنهن غير جذابات بشكل كافٍ من قِبل صديقاتهن، كما يشعر الشباب بأنهم أقل عدوانية وعنفاً من قِبل أصدقائهم، مما يُشعرهم بالذنب (الاحباط) لدى إخبارهم أو إظهار عدم وصولهم للمقاييس المحددة؛ الفتيات لكونهنّ بدينات جداً والشباب لكونهم ضعفاء للغاية.
نأمل في هذه الحالة أن يكون للوالدين دور كبير في تخفيف الضغوطات على أبنائهم وبناتهن وشرح بعض الطرق الصحية للنمو.
من النصائح الهامة التي ينبغي للمراهق فهمها:
"لا تهتم كثيراً لما تحاول الصورة النمطية الجنسية الشائعة فرضه عليك، لأن هذه الصور تكون صارمة جداً ولا تقدر الاختلافات.
في الحقيقة يوجد عدد كبير من الطرق الجيدة ليظهر المراهق بمظهر الرجل أو المراهقة بمظهر المرأة. ويتوجب عليك اكتشاف وتطوير طريقة جيدة ليكون مظهرك الرجولي أو الأنثوي محققاً لشخصيتك الأصيلة التي ترغب أن تتحقق".
المصدر: هنا