الأنثى والإدارة؛ ماذا تقول البيولوجيا؟
الفلسفة وعلم الاجتماع >>>> علم الاجتماع
لطالما سمعنا الفكرة القائلة بأن الرجال أكثر ملاءمة من النساء للأدوار القيادية من الناحية البيولوجية؛ غير أن الأدلة العلمية لا تدعم هذه الفكرة؛ إذ تُظهر الأبحاث أن فعالية القيادة تعتمد على المهارات والخبرات والسلوكيات، أكثر من اعتمادها على العوامل البيولوجية. المصادر: . Mehta PH, Josephs RA. Testosterone and cortisol jointly regulate dominance. Horm Behav. 2010;58(5):898-906. Available from: هنا
إذاً؛ لماذا تنتشر هذه الفكرة المغلوطة؛ وهل من الممكن للإناث أن يتمتَّعنَ بمهارات قيادية أعلى من الذكور؟!
على الرغم من أن البيولوجيا تؤثر في بعض الفروقات الهرمونية بين الذكور والإناث؛ فهذه الفروقات لا ترتبط بفعالية القيادة مباشرة؛ فعلى سبيل المثال؛ يرتبط التستوستيرون بالسلوكيات المتعلِّقة بالهيمنة؛ مثل التنافس والميل إلى المخاطرة، ولكن التفاعل بين التستوستيرون والكورتيزول يمكن أن ينظم هذه السلوكيات أيضاً؛ ما يعني أن نتائج الهيمنة لا تتحدد ببساطة بواسطة التستوستيرون وحده (1).
وتُظهر الأبحاث باستمرار أن الرجال والنساء متشابهون إلى حد كبير في قدراتهم، وهذا يشمل القدرات المعرفية والقدرة على صنع القرار وهي تعد من الأمور الحيوية في القيادة (2).
يتميز النساء -من ناحية أخرى- في الكثير من الأحيان في أنماط القيادة التحويلية؛ فتُظهِر القائدات من النساء سلوكياتٍ تُعد جزءاً من القيادة التحويلية أكثر من السلوكيات التي يظهرها القادة الرجال في هذا المجال؛ مثل ظهورهنَّ بصورة القدوة، وقدرتهنَّ على تقديم التوجيه والتمكين للآخرين، وتلبية الاحتياجات الفردية، وتحديد أهداف مستقبلية ووضع خطط لتنفيذها (3).
ويستند الاعتقاد بأن الرجال أكثر كفاءة في القيادة إلى التحيزات الاجتماعية والعوامل الثقافية وليس إلى الاختلافات البيولوجية؛ فقد ساهمت المعتقدات المرتبطة بالمكانة الاجتماعية التي تربط الكفاءة الأكبر بسلطة الرجال وتحكمهم منذ فترة طويلة في الوصول غير المتكافئ للنساء إلى الأدوار القيادية (4).
علاوةً على ذلك؛ غالباً ما تحصل النساء على تقييماتِ أداءٍ أقل، وتُتَاح لهنَّ فرصَ ترقية أقل مقارنة بالرجال؛ نتيجة عدم توافقهنَّ مع الصورة التقليدية للقيادة الذكورية (5)، فيخلق هذا التحيُّز المنهجي عوائق تحد من فرص النساء في الأدوار القيادية.
وأخيراً؛ فقد حان الوقت للتركيز على أوجه التشابه بين الجنسين بدلاً من الاختلافات؛ إذ إن البيانات تدعم التشابه في معظم السمات الأساسية بين الذكور والإناث دعماً ساحقاً، والتركيز على الاختلافات يؤثر في فرص النساء في أماكن العمل، ويحد من تساوي فرصهنَّ مع الذكور (2).
2. Hyde JS. The gender similarities hypothesis. Am Psychol. 2005;60(6):581-92. Available from: هنا
3. Eagly AH, Johannesen-Schmidt MC, Van Engen ML. Transformational, transactional, and laissez-faire leadership styles: A meta-analysis comparing women and men. Psychol Bull. 2003;129(4):569-91. Available from: هنا
4. Ridgeway CL. Gender, status, and leadership. J Soc Issues. 2001;57(4):637-55. Available from: هنا
5. Lyness KS, Heilman ME. When fit is fundamental: Performance evaluations and promotions of upper-level female and male managers. J Appl Psychol. 2006;91(4):777-85. Available from: هنا