حاليًّا، يشخّص الأطبّاءُ الأمراضَ النفسيّةَ عن طريق مراقبة سلوك المرضى. لكن تكمن المشكلة في أنّ بعض حالات الأمراض النفسيّة مثل الاكتئاب قد لا تبدو أعراضها واضحة. ورغم أن تشخيص الأمراض النفسيّة عن طريق تحليل الدم اعتُبِر مستحيلاً لفترة طويلة، إلا أنّ هذه الدراسة تقول أنّ تشخيص الاكتئاب اعتمادًا على الدم قد يصبح ممكنًا قريبًا.
فقد اكتشف العلماء مؤخرًا جزيئة في الدماغ "تدعى miR135" (وهي أحد أنواع RNA الصغيرة للغاية microRNA) تساعد في تنظيم مستوى السيروتونين (ناقل عصبي أحد مسؤوليّاته الشعور بالسعادة)، حيث تعمل على تنظيم وظيفة الخلايا الدماغيّة في إفراز كميّات كافية من السيروتونين لتضمن حماية الجسم من الاكتئاب والتوتر.

لفهم آليّة عمل miR135 قام العلماء بإجراء تعديلات وراثيّة على مجموعتين من الفئران، بحيث يحتوي دم المجموعة الأولى نسبة عالية من miR135، والعكس بالنسبة للمجموعة الثانية. فلاحظوا ارتباطًا واضحًا بين مستوى هذا البروتين ودرجة الاكتئاب، كما لاحظوا ارتباطه بالمورّثة المسؤولة عن الاضطّراب ثنائيّ القطب bipolar disorder (أحد الأمراض النفسيّة الشائعة التي تتميّز بتناوب فترات من الكآبة مع فترات من الابتهاج (ارتفاع المزاج) غير الطبيعي).

الجدير بالذكر أنّ هذه الدراسة التي تفتح هذا الباب بخطى واثقة، كان قد سبقها دراستان في عام 2012 تكهّنت نتائجهما بإمكانية مراقبة الأمراض النفسيّة (خاصّة الاكتئاب) عن طريق معايرة الدم. ويأمل القائمون على هذه الدراسة الأخيرة أن يصبح تشخيص الاكتئاب ممكنًا بالاعتماد على تحليل بسيط للدم، كما يخططون لدراسات أخرى تسعى لاستخدام هذا الاكتشاف الحديث في صناعة أدوية لمعالجة الأمراض النفسيّة.

المصدر: هنا