نحن و الأبطال
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
السؤال الأهم: هل يجعلنا الأبطال أذكى؟
بنظرة سريعة داخل عقول الأبطال والأساطير والمضطهدين سأحاول الإجابة على هذا السؤال.
في كانون الأول الماضي توفي الأسطورة نيلسون مانديلا، وحينها شاهدنا الجماهير تعاني من مشاعر مختلطة من الخشوع والأسى.
ومن هنا يتبادر لنا سؤال مهم:
لماذا نؤله الزعماء الأبطال العظام؟
الجواب: إن الأبطال يقدمون لنا الإلهام والأمل، ويجعلوننا نصبح أكثر ذكاءً حيث يستطيعون تحسين نظرتنا إلى العالم ويعلموننا الدروس في مسيرة حياتنا.
بينت الأبحاث أن الأبطال ينقلون لنا الحكمة من خلال أربعة طرق:
1- يعلمنا الأبطال التعامل مع الأزمات:
في 2007 تلقى ويسلي أوتاري (عامل بناء) إشادة دولية عندما أنقذ حياة شخص غريب من قطار مترو نيويورك.
شاهد أوتاري سقوط رجل في مسار مترو الأنفاق وكان القطار يقترب وأدرك أنه لا يملك الوقت الكافي لتحريك الرجل من على مسار القطار وأخذ قراراً شجاعاً بالاستلقاء على الأرض فوق الرجل الغريب بين قضبان القطار ليحميه من أي إصابة ممكنة يتعرض لها جراء مرور القطار وهكذا يمر القطار فوقهما على حد سواء، نصف بوصة كانت تفصل أوتاري عن المعاناة من إصابة خطيرة أو الوفاة.
بعد هذا العمل تلقى أوتاري مئات رسائل الشكر حيث قام الناس بشكره لأنه علمهم بهذا العمل الذي قام فيه كيف من الممكن أن يعيش الإنسان حياته وكيف يجب عليه أن يتصرف في الحالات الطارئة.
أوتاري وغيره من الأبطال غير المعروفين يعلموننا ماذا يجب أن نتصرف وما هو الشيء الصحيح الذي يجب علينا فعله عندما نواجه تحدياً في الحياة، هم يقدمون لنا سيناريو العمل البطولي لعالم متعطش لمثل هذه السيناريوهات.
2- قصص البطولة توضح لنا حقائق حياتية متناقضة:
يناقش ريتشارد روهرر (مرشد روحي): إن قصص الأبطال مليئة بالحقائق الحياتية المعقدة حيث إنه من المستحيل للإنسان فهمها في حالة لم نوضح له أنها قصة بطل.
العديد من الحقائق هي أسرار عن نمو وتطور البشر.
مثال: (في قصة البطل، البطل لا ينمو كشخص حتى يواجه تجربة الفشل).
كتب جوزيف كامبل كمقاربة لهذه الفكرة مقولة: " حيث تتعثّر ، هناك يكون كنزك ".
الحقائق الحياتية المتناقضة في قصص الأبطال تشمل:
من الحكمة ترك منزل لنلاقي منزلاً.
يجب أن نخسر أنفسنا لنلاقي أنفسنا.
يجب أن نستسلم حتى نقدر أن ننجح.
يجب أن نتخلى عن شيء مهم حتى نحصل على شيء مهم.
3- يعلمنا الأبطال أن رحلتهم هي رحلة البشر:
يعتقد جوزيف كامبل أن رحلة الأبطال توازي مراحل تطور البشرية، كل الشباب منقادون خارج العالم المعروف الآمن باتجاه العالم الحقيقي المخيف.
الطبيب النفسي إيريك إيريكسون يقول إن مراحل تطور الإنسان تشير إلى البطل في حياتنا حيث يندفع الشباب إلى صقل مهاراتهم وقدراتهم وانتقاء هوية تميزهم.
أما كبار السن فيصلون إلى مرحلة الإبداع والإنتاج الذاتي وهذا الشيء عرفه لنا إيريك بأنه رغبة الأشخاص بإبداع أشياء تخلدهم وهكذا يقدمون للمجتمع شيئاً من رد جميله عليهم.
تعلمنا قصص الأبطال أننا كلنا مؤهلون للتطوير والتنمية لنكمل حياتنا مثل رحلة بطل.
4- الأبطال يساعدوننا على تطوير الذكاء العاطفي:
المحلل النفسي برونو بيتلهيم يعتبر أن القصص الخيالية للأطفال مفيدة بمساعدة الأشخاص عامة والأطفال خاصة على فهم التجربة العاطفية.
أبطال هذه القصص الخيالية عادة ما يتعرضون للظلم في مواجهة الساحرات أو مواجهة الأشرار ويتعرضون للإهمال وسوء المعاملة والموت.
يستطيع الشخص الذي يسمع هذه القصص أن يطور استراتيجية ليلاقي الحلول لمخاوفه وهمومه.
يعتقد بيتلهيم أن القصص المؤلمة من الممكن أن تعطينا مشاعر مربكة ومن الممكن أن تعطي الناس شعوراً أكبر عن المعنى الحقيقي للحياة وغايتها، حيث إن الظلام في قصص الأطفال يسمح لهم بالنمو عاطفياً وهذا الشيء ينمي ذكاءهم العاطفي ويجهزهم لمواجهة تحديات مرحلة البلوغ.
بالخاتمة نقول:
الأبطال يعطوننا أكثر من مجرد مصدر للإلهام. هم معلمون لنا.
حيث إنهم يكشفون لنا أسرار الإمكانيات البشرية عن طريق توضيح نماذج معقدة من الحقائق الحياتية وعن طريق رفع الذكاء العاطفي وعن طريق كشف كيف من الممكن أن تكون رحلتنا … رحلة أبطال.
الحكمة التي من الممكن أن نستفيدها من الأبطال ستساعدنا على النجاح كبشر.
و هيك صار فيني قول كل انسان فينا ممكن يتعلم من الأبطال و يكون بطل برحلتو .
أنا بعتبر انو كلنا أبطال
بس انت هل بتعتبر حالك بطل ؟
مين بيعرف يمكن تكون بالأيام مصدر إلهام لغيرك .عيش ع هالأساس
المصدر: هنا