لماذا نبكي؟
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
إذاً من يبكي أكثر الرجل أم المرأة ؟
هذا السؤال تمت الإجابة عليه منذ عقود و عبر العالم حيث أن جميع الدراسات توصلت الى نفس الاستنتاج : المرأة تبكي أكثر من الرجل !!
في عام 1980 وجدت الدكتورة ويليام فراي أن المرأة تبكي 5.3 مرة في الشهر و الرجال يبكون بمعدل 1.3 مرة بالشهر ،لأسباب:
1_ بيولوجية: قد يكون هناك سبب هرموني لبكاء النساء أكثر من الرجال ، التيستوسترون قد يمنع البكاء ، في حين أن هرمون البرولاكتين -الذي هو بمستويات أعلى عند النساء -قد يشجع عليه .
2_ اجتماعية و ثقافية: وجد أن عدد مرات بكاء الرجال و النساء تكون اكثر عدداً في البلدان التي فيها حرية تعبير أكبر و كذلك الناس في البلدان الغنية قد يبكون أكثر لأنهم يعيشون في ثقافة تسمح لهم بذلك في حين الناس في البلدان الفقيرة يبكون أقل مع أنهم يملكون أسباب للبكاء أكثر و بكاؤهم الأقل سببه الأعراف الثقافية التي تحجّم التعبير العاطفي .
قد يعكس البكاء أيضاً أنماط التعلق كما وجد الباحثون ،حيث أن الأشخاص الذين لديهم أنماط اتصال آمنة هم أكثر راحة ليعبروا عن مشاعرهم و يبكون بطريقة تعتبر طبيعية و صحية .
أما الأشخاص ذوي أنماط الإتصال غير الآمنة يبكون بشكل غير لائق _سرعة في البكاء و صعوبة في تهدئة الدموع -.
وفي حالة الأشخاص ذوي النمط الرافض للآخرين غير المحب لتشكيل علاقات كان لديهم صعوبة في البكاء .
أما بالنسبة للأشخاص شديدي التعلق بالآخرين اي الإتكاليين فإنهم يبكون أكثر من الأشخاص الآمنين المستقرين ،بشكل عام النساء من كل الأنماط يبكين أكثر من الرجال .
هل البكاء مفيد لك ؟
بالنسبة للطفل الرضيع ، الدموع تلعب دورا هاما للتواصل و التعبير عن الحاجات ،لكن هل هذا ينطبق على البالغين ايضاً ؟
الدموع تجعلنا ندرك فورا أن الشخص حزين في حين أنّه من غير الدموع يكون صعب إدراك ذلك .فيمكننا إذن اعتبار الدموع وسيلة دعم إجتماعية ، فقد وجدت دراسات أن الناس أكثر ميلاً لتقديم الدعم لأشخاص ذوي دموع ظاهرة أكثر من أولئك الذين لا يظهرون دموعهم .
هل للدموع دور علاجي ؟
وجد الكيميائي فراي أن الدموع العاطفية تحوي بروتينات أكثر من الدموع الغير العاطفية التي نذرفها أثناء تقطيع البصل مثلاً، وكان الإدعاء بأنه عندما تبكي لأسباب عاطفية فإنك تدخل ضمن عملية شفاء ولكن هذا الأمر غير مؤكد تماماً .
إذن هل البكاء يساعد عاطفياً ؟
بعض من الدراسات و البحوث لمجموعة من الشباب وجدو بشكل عام أن البكاء كان مريحاً لهم فقط في حال وجدوا من يدعمهم -كصديق مقرب- مهما كان سبب البكاء و قد يكون و جود صديق واحد هو المفضل أكثر .
دموعكي سيدتي قد تبرد رغبته الجنسية !
في سلسلة من التجارب من قبل باحثين في معهد وايزمان و أكدتها تجارب مماثلة في كورية الجنوبية ،و جدت أنّ الرجال كانت إثارتهم أقل في حال اشتموا رائحة دموع النساء مع تعريضهم لمثيرات جنسية بمقارنتهم مع رجال اشتمو رائحة محلول ملحي سارين - مادة بنفس ملوحة الدموع استخدمت للمقارنة - .
ماذا عن الذين لا يستطيعون إفراز الدموع ؟
بإعتقاد الباحثين أن الذين لا يستطيعون إفراز الدموع و البكاء لأسباب مرضية أو لمجرد عدم قدرتهم ، لم يستطيعوا أن يختبروا في حياتهم عواقب نفسية و اجتماعية هامة، كمرضى متلازمة سوجرون حيث وجد الباحثون أن 22% من هؤلاء المرضى لديهم صعوبة في التعبير عن مشاعرهم مقارنة بعينة من الناس الطبيعين .
ويبقى العديد من الأسئلة حول سبب البكاء تحتاج للبحث عن الجواب و سيكون هنالك أمور مذهلة كثيرة لتعرف ! .
المصدر: هنا