الغربان أكثر ذكاءً مما كان يعتقد سابقاً
البيولوجيا والتطوّر >>>> منوعات بيولوجية
فقد أظهرت الغربان في هذه الدراسة أنّ بإمكانها التمييز بين كميات مختلفة من المياه، وبالتالي يمكنها اجتياز اختبار لم يتمكن الأطفال تحت ال7 سنوات من إكماله بنجاح حتى الآن. حيث نجد أدلة قوية على فهم هذه الغربان للأفعال ونتائجها، وذلك عبر مراقبة اختيارها للطرق التي ستزيح كمية أكبر من المياه للوصول إلى طعامها.
الذكاء هو سمة معروفة لدى الغرابيات، ولكن غربان كاليدونيا الجديدة تقدمت إلى مدى أبعد، مما دفع جامعة أوكلاند لوضع مجموعة من الأقفاص على جزيرة لدراسة قدراتها.
وفي إحدى التجارب في هذه الدراسة، تم استخدام وعائين زجاجيين أحدهما ضيق والآخر واسع، وكان السؤال" هل يمكن لهذه الغربان التمييز بين حجوم المياه المختلفة؟ وهل يستطيعون معرفة أنّ إسقاط حجر في الأنبوب الضيق سيؤدي إلى ارتفاع مستوى المياء اكثر".
في إحدى الدراسات السابقة، لم تبدِ الطيور إدراكاً لفعالية إسقاط الحجر في الأنبوب الضيق. ولكنّ تلك الدراسة لم تكن مثالية، حيث أعطيت الغربان 12 حجراً، وهو ما يكفي لرفع مستوى المياه بما فيه الكفاية في أيّ من الأنبوبين، ولم يكن الطيور مجبرين على استعمال الأنبوب الضيق إلا اذا أرادوا توفير الوقت.
ولكن في الدراسة الجديدة تم إصلاح ذلك الخلل باستخدام 4 حصى فقط، فكان النجاح مرتبطاً باستخدام الأنبوب الضيق.
وفي ظل هذه الظروف، أدركت الطيور أنها تحتاج إلى استخدام مواردها بحكمة، ففعلت ذلك، ووضعت الحصى في الأنبوب الأضيق.
في تجربة أخرى استخدم الباحثون أنبوب بشكل "U" حيث يسبب سقوط الحجارة على جانب واحد من أنبوب رفع منسوب المياه في الجانب الآخر حيث يوجد الطعام، وبجانبه أنبوب عادي ذو شكل سطحي مماثل ولكن لا يسبب ارتفاع الماء حيث يوجد الطعام.
لم تنجح جميع الطيور في جميع التجارب، كما لم تنجح أيّ منها في تجربة الأنبوب ذو الشكل "U"، إلا واحد، ولكن هذا لا يعني أنّ الغراب قام بفهم الآلية خلف التجربة، ولكن قد يكون مجرد ملاحظة اتصال أحد الأنبوبين مع ارتفاع الطعام دون معرفة السبب، وهذا ما يرجحه الباحثون.
لا يعرف الباحثون طرق الغربان للنجاح بهذه المهام، ولا سبب كون غربان كاليدونيا الجديدة أكثر ذكاء من أبناء عمومتهم في أماكن أخرى. ولكن نتائج هذه الدراسة ستساعد في اكتشاف كيفية نجاح هذه الغربان في مثل هذه التجارب مستقبلاً.
المصدر:
هنا
هنا