المادة الكيميائية الفعالة في الفلفل الأحمر قد تعيق سرطان القناة الهضمية
الغذاء والتغذية >>>> التغذية والأمراض
الدور التقليدي لهذه المستقبلات :
تدعى هذه المستقبلات ب TRPV1 و قبل أن يكتشف العلماء وجودها في الأمعاء كانت معروفة بوجودها ضمن الخلايا العصبية الحسية ( وهي خلايا تنقل التنبيهات من المحيط إلى الدماغ ) حيث تعمل هذه المستقبلات ضمن الجملة العصبية كمستقبلات للألم لأنها ترصد بعض المنبّهات المؤذية للخلايا مثل الحرارة و الحموض والمواد الكيميائية الحارّة من البيئة المحيطة.
لكن كما ذكرنا فهي توجد في الأمعاء إذن كيف تقلّل من نمو الأروام ؟
يوجد بين مستقبلات TRPV1و مستقبلات EGFR علاقة متوازنة ( أي أن عمل أحدها يعاكس عمل الأخرى)، و لكي تتضح هذه النقطة يجب أن نفهم أولاً ما هي EGFR، تدعى بمستقبلات عامل نمو البشرة وهي مستقبلات مسئولة عن تكاثر خلايا مخاطية الأمعاء و هذا الأمر ضروري من أجل تجدد المخاطية حيث يتم استبدالها كل 4 إلى 6 أيام .
ولكن عندما يصبح هناك زيادة في نسبة ونشاط هذه المستقبلات فسيحدث تكاثر عشوائي للخلايا و بالتالي فرصة لنشوء الورم ( لأننا كما نعلم أن الورم هو تكاثر مفرط و عشوائي للخلايا )، هنا يأتي دور مستقبلات TRPV1 حيث تثبّط عمل EGFR وتمنع حدوث التكاثر الزائد.
وقد تمّ إثبات هذه الفكرة بالتجربة التالية : قام العلماء بتعديل وراثي على فئران أدّى إلى عوز في مستقبلات TRPV1 فلاحظوا زيادة احتمال نمو الأورام لديها مقارنة مع فئران سليمة .
نصل الآن إلى دور الكابساسين ...
يُستخدم الكابساسين في المراهم لتسكين الألم بما أنه مادة مخرشة وتعطي احساس بالحرقة فتمنع تشكل سيالة عصبية ألمية و بالتالي التغلّب على شعور الألم .
هذا على مستوى مستقبلات الجملة العصبية، أما بالنسبة للمستقبلات الموجودة في الأمعاء، فقد قام العلماء بإطعام الكابساسين لفئران معدّلة جينياً- لتصبح أكثر عرضة للاصابة بأورام الأنبوب الهضمي - فوجدوا أن الكابساسين قلّل من خطر تشكل الأورام وزاد فترة حياتها بنسبة 30 بالمئة .
وهكذا نجد أن للفلفل الحار دوراً واقياً من الإصابة بأورام الكولون و المستقيم و كذلك يمكن تناوله من قبل المرضى المصابين حيث يقلّل من تطوّر الورم .
*المستقبل : جزيء يوجد على سطح الخلية أو داخلها، وعندما يرتبط مركب نوعي به يحدث تفاعل أو سلسلة من التفاعلات التي ينجم عنها تأثير معيّن .
المصدر: هنا