الصلب

أداة التعذيب التّالية ليست من القرون الوسطى بل أقدم بكثير، ولكن لشهرتها ارتأينا أنّه من الضروري معرفة تاريخ هذه الأداة المؤلمة التي استخدمت لقتل وتعذيب السيّد المسيح، وقلّة منّا يعلمون أنها وجدت حتّى قبل ميلاد النبي عيسى عليه السّلام واستخدمت لقتل وتعذيب الكثيرين غيره..

تم استخدام الصليب من قبل العديد من الحضارات القديمة من القرن السادس قبل الميلاد حتى القرن الرابع بعد الميلاد عندما منع الامبراطور الروماني قسطنطين استخدامه عام 337 م.
استخدم الصلب عند الرومان لمعاقبة الأجانب والعبيد أما في اليابان فقد تم استخدامه كعقوبة على الجرائم.

تضمن الصلب العديد من اﻷشكال من خلال رفع المُدان من يديه ليترنح باقي جسده على عمود من الخشب أو المعدن ليصبح على شكل حرف ( Y ) و أما الآخر فهو الصليب بشكله المعروف للجميع, و من ثم عرضه على العامة للمشاهدة و السخرية. في العديد من الحالات يتم وضع الأفراد حتى الموت برفع جميع أو بعض أجزاء الجسم.

من أكثر القصص شهرة للموت على الصليب بعد قصة السيّد المسيح قصة يوليوس قيصر الذي تم اختطافه من قبل قراصنة عندما كان شاباً إذ توعدهم بأنه سيصلبهم و اعتبروها مزحة وعندما أصبحت بيده السلطة قام بملاحقتهم و قبض عليهم ليقوم بصلبهم و قطح حناجرهم و هو يضحك.

الموت على الصليب كان بطيئاً و كان من غير الطبيعي أن ينجو الشخص العادي على الصليب لعدة أيام. الجوع, الصدمة، الإنهاك و المرض كانت من اﻷسباب المباشرة للموت الشخص المصلوب.

أما بالنسبة للجثّة بعد الموت فكانت تبقى من دون دفن و ترمى للحيوانات المفترسة كنوع من زيادة العار.

ترجمة: بشّار الضامن
تدقيق وتصميم: ليلى السعدي

مشاهدة كافة مقالات السلسلة (لاحقاً) من خلال الضغط على الرابط (الهاشتاغ)