لطالما حاولت هوليوود جاهدةً أن تصور لنا مخلوقات الفضاء فكانت غالباً كائناتٍ ذات عيونٍ كبيرةٍ جداً ورأس أكبر، وربما كان دماغها غير مغطً بالجمجمة بل مكشوفاً، هذه التصورات كانت إما مقززةً أو مضحكةٍ وربما سخيفة، لكنها كانت تسمح لنا بتصور أشكالٍ غريبةٍ للحياة، والغرابة والغموض هما ما يحبه الإنسان ويروق له.

لكن، واليوم، لن أستخدم عدسة مخرجي هوليوود لأريكم كائنات الفضاء بل سأستعمل عدسة العلم لأطلعكم على ما كشفه لنا من تحف الطبيعة متمثلةً في كائناتٍ بحريةٍ أقل ما يقال عنها أنها من كوكبٍ آخر، ليس فقط بسبب الشكل، فالعلم لا يقف عند ذلك بل يتجاوزه إلى فهم كل شيءٍ تقريباً عن هذه الكائنات، والتي ستدهشنا –بفضل العلم – بميزاتٍ أخرى غير الشكل لا تقل عنه إدهاشاً وروعة
لمَ الإطالة؟! ارتدوا بذلة الغطس واتبعوني فمياه المحيط تحوي ما هو أجمل من ذهب سفن القراصنة الغارقة..

1- :Atolla Jellyfish



الاسم العلمي: Atolla wyvillei
هذه ليست مركبة فضاء، إنه Atolla Jellyfish وهو كائنٌ منتشرٌ في كافة محيطات العالم لكن ليس من المرجح أن تقابله وأنت تسبح لأنه يعيش على أعماقٍ تتراوح بين 500 إلى 5000 متر تحت سطح الماء فهو بذلك قد يبدو مركبةً مائية وليست فضائية. على كلٍّ فهو ككل الكائنات التي تعيش في الأعماق قادرٌ على إصدار الضوء بواسطة بعض التفاعلات الحيوية، لكن وعلى عكس الكثير كائنات الأعماق التي تصدر الضوء للدفاع عن نفسها، فإنه يستخدم الضوء كي يجذب الانتباه! فهو يقوم بذلك ليجذب من هو أكبر من مفترسيه فيأكله أو ببساطة يتشاغل الإثنان ببعضهما مما يعطيه فرصة الهرب، ذكي، أليس كذلك؟!!
يملك هذا الحيوان مجساتٍ كثيرة وهناك واحدٌ من هذه المجسات أطول من البقية لسببٍ غير معروفٍ حتى الآن، ربما يساعده في اصطياد الفرائس كما هو الحال بالنسبة لباقي الكائنات البحرية التي تمتلكها.

2- سمكة القطب الجنوبي: Antarctic Icefish



الاسم في الكتابات العلمية: Antarctic notothenioid fish
حسناً، نحتاج الأن إلى بذلة غطسٍ مقاومةٍ للبرودة، وذلك لأننا ذاهبون إلى المحيط المتجمد الجنوبي، حيث سنقابل هناك " سمكة القطب الجنوبي "، وإذا صدق حدسي فإنكم تستغربون لماذا تبدو وكأنها شفافة.
حسناً، إنها كذلك بسبب أنها لا تمتلك بروتين الهيموغلوبين الموجود عند الفقاريات والذي يعطي اللون الأحمر للدم والمسؤول عن نقل الأوكسجين، ولكن لديها ما لا يملكه كثيرون، بروتينات "مانعة للتجمد" ترتبط ببلورات الثلج في الدم لحمايتها من التجمد، حيث أنّ حرارة البيئة التي تعيش فيها تتوزع بين 3.5 درجة مئوية و-1.8 درجة مئوية........ بدأت أشعر بالبرد!

3- الروبيان الامبراطور :Emperor Shrimp



الاسم العلمي: periclimenes imperator
والآن، ما رأيكن آنساتي، أليس هذا الحيوان الجميل ظريفاً! ألا تتمنين أن تربينه في حوض الأسماك، إن مظهره غريبٌ ورائعٌ فعلاً واسمه كذلك " الروبيان الامبراطور". لكن وكما تعرفون فإن هذه الألوان الملفتة للنظر تجذب انتباه الأعداء كما تجذب انتباه المعجبين، فكيف له أن يحمي نفسه وخصوصاً أنه بطول عدة ميليمترات؟! إنه يمتطي ظهر بعض كائنات البحر الأخرى في علاقةٍ تشاركية، فغير أنّه قادر على تمويه نفسه مع جسم المضيف، تؤمن له هذه الكائنات الحماية وتقدم له خدمة مواصلات حيث تقله إلى أماكن الغذاء بسلام، وبالمقابل فإنّ أجرة هذه الحلزونات زهيدة، إنها تخليصها من بعض الطفيليات.

4- :Felimare Pecta



الاسم العلمي: Felimare Pecta
ما هي الظروف المناسبة لهذا الحيوان، حرارةٌ معتدلة، عمقٌ بين 0 إلى 55 متر كحدٍ أقصى، ضغطٌ اعتيادي، ما الغريب في هذا الحيوان إذاً؟! لا شيء إلا أنه حلزون، لكنه ليس مقززاً بل جميلاً جداً، وطعامه المفضل هو "سبونج بوب"، نعم، طعامه المفضل هو الاسفنجيات، على الأقل مازال لدينا "بسيط"..

المصادر:
الحيوان الأول:
هنا
هنا
الحيوان الثاني:
هنا
هنا
هنا
الحيوان الثالث:
هنا
هنا
هنا
الحيوان الرابع:
هنا