عالم الفن السابع..المشهد الأول ..أكشن !
الفنون البصرية >>>> عالم السينما والتلفاز
تخيّل فقط هذا الإنجاز الصّوري. تخيّل أنّه يحتاج فقط إلى تحيّن لحظة واحدة فقط، لحظة تختزل الألم أو الفرح، الدهشة، أو التعب، لحظة تختزل مشاعر، وأحاسيس في كبسة زر !
كذلك هي السّينما.
هذا الفن المدهش، الخازن المصوّر لحضارات خَلَت والمُتنبّئ لحضارات قادمة.
في مدّةٍ زمنية قد لا تتجاوز 120 دقيقة، نعود 120 عام إلى الوراء، نشاهد مُدناً طَحنتها حروب ، دول مرّت عليها الكوارث، بقع من العالم اندثرت في النسيان.
في مدّة زمنية وجيزة يحجر لك فلم ما، تذكرة إلى المكان الذي تريد، والزمان الذي تشاء..ترحل شرقاً أو غرباً، تحطّم البوصلة، تلغي اقيانوسات الزمن فتبحر نحو المستقبل.
قد تغادر مقعدك دون أن تغادره فعلياً، قد ترحل نحو كوكب آخر وربّما مجرّة آخرى.
في مدّة زمنية وجيزة، وبقدرة ساحر خارق القوى، يُمسك بتلابيب الرّوح والعقل،قد تقسم بأنك شمَمتَ عطر آنية الزهور الموضوعة على مائدة في مشهد، قد تستنشق بعمق أريج غابة قد مرّ فيها البطل أمام ناظريك، لا أنت شمَمته حقّاً ولا الغابة كانت أمام ناطريك ! فما الذي حصل !؟
تبكي طويلاً ،تضحك كثيراً، ربّما يمتلكك الرعب، وقد تشلّك المفاجأة عن الكلام ! شبكة من الأحاسيس المعقّدة،تبقى متخبّطاً في خيوطها بعد مشاهدتك لفلم ما، لا تتجاوزها بانتهائه، بل قد تمتد معك ساعات وربّما أيام طوال .
مع الباحثون السوريون، سنحجز لكم تذكرة لنبحر في الفن السابع، مع أجمل و أهم ما قدّمت السينما من أفلام أرّخت الّلحظة و وثّقت الحدث، وكرّمت أشخاص مرّوا على هذا الكوكب ببصمة مميزة .
ما قد يتبادر إلى أذهان البعض في أن السينما والأفلام وما يدور في هذا الفلك هو مُجرد فن إمتاع أو تسلية، فهو ينظر بعين واحدة إلى الحقيقة والّتي تُختصر في: "السينما، تاريخ اللحظة". وما قد لا يسعفنا الوقت ولا الجهد لأن نقرأه في مجلّدات سميكة خطّها مؤرّخون وكتّاب. قد يختزلها فلم واحد!
في عالم يزداد قباحة شيئاً فشيء، سيقوم فريق الفن والتراث، بإضفاء لمسة من الجمال والمتعة أسبوعياً، مع سلسلة الفن السابع .
عن السينما، بداياتها ونشوئها، نبدأ في المرّة القادمة .
ما تصوّركم لهذه السلسلة ؟! شاركونا الرّأي