هل تشكّل ألعاب الفيديو تدريباً للمصابين بعسر القراءة؟
الطب >>>> علوم عصبية وطب نفسي
لنفترض أنّك تتحدث مع شخصٍ ما، وفجأة سمعت صوتاً من الخلف يذكر اسمك، فإنّ الاستجابة الطبيعية في هذه الحالة أنّك ستحول انتباهك من الشخص الذي تكلمه (المنبه البصري) إلى مصدر الصوت (المنبه السمعي). يُعتبر هذا مثالاً عن تحويل الانتباه من منبه حسّي إلى آخر. وقد وجد الباحثون أنّ هذا النمط من تحويل الانتباه أصعب نسبيّاً لدى مرضى "عسر القراءة".
لإثبات ذلك قام الباحثون بإجراء تجربة على مجموعة من الناس، حيث طلبوا منهم الضغط على زر فور سماعهم لصوت معين، أو رؤيتهم لضوء باهت، أو عند حدوث المنبهين معاً.
سجل الباحثون سرعة ضغط الزر لدى كل من المشاركين ثم قاموا بتحليلها، فلاحظوا أنّ الجميع حققوا أفضل نتائجهم عندما تتالت منبهات من نوع واحد (بصري فقط أو سمعي فقط)، ولكن عندما قاموا بتطبيق منبهات مختلفة (بصري ثم سمعي أو العكس)، فقد أظهر المشاركون الذين يعانون من عسر القراءة أبطأ نتائجهم في الاستجابة عند حدوث منبه سمعي بعد منبه بصري.
فاستطاعوا بذلك التأكيد أنّ لديهم صعوبة في تحويل انتباههم من التركيز على منبه معين إلى التركيز على منبه آخر، خاصة عند تحويل الانتباه من شيء مرئي إلى شيء مسموع.
يقترح الفريق أنّ استخدام المرضى لألعاب الفيديو قد يدرّبهم على تحويل الانتباه بشكل أسرع بين المنبهات البصرية والسمعية، الأمر الذي قد يؤدّي بدوره إلى تحسين قدرتهم على القراءة والكتابة. كما يقول أحد المشرفين على الدراسة أنه بخلاف طريقة تعليم القراءة التقليدية (رؤية الحرف ثم سماع لفظه)، فإنه يعتقد أنه يجب القيام بعكس ذلك عند تعليم القراءة للمصابين بـ"عسر القراءة"، أي يجب سماع لفظ الحرف (أو الكلمة) ثم رؤيته.
مازال الأمر بحاجة إلى المزيد من الدراسات والأبحاث، ولكن هذه النتائج يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في مراكز تدريب الأشخاص المعانين من "عسر القراءة".
المصدر:
هنا
مصدر الصورة:
Jupiterimages/Brand X Pictures