التخاطر.. هل أصبح حقيقةً بفضل العلم؟!
المعلوماتية >>>> عام
في دراسة تعدّ الأولى من نوعها قام فريق دولي من علماء الأعصاب ومهندسي الروبوتات بإثبات إمكانية الاتصال المباشر من دماغ إلى دماغ لدى البشر، وخرجت هذه الدراسة بنتائج جديدة كلياً تتضمّن إرسالاَ ناجحاً للمعلومات عبر الإنترنت بين فروتي رأس سليمتين تبعدان عن بعضهما حوالي 5000 ميل!
يقول بروفيسور مشرف على الدراسة: "أردنا أن نعرف إمكانية الاتصال المباشر بين دماغي شخصين من خلال استخراج النشاط الدماغي لأحد الأشخاص وحقنه في دماغ شخص آخر، مستعينين من أجل ذلك بشبكات الاتصال القائمة أصلاً كالإنترنت مثلاً، وهنا السؤال: هل سنستطيع إجراء اتصال مباشر (دماغ إلى دماغ) بين شخصين تفصلهما مسافات كبيرة من دون استخدام الجزء من الاتصال الذي يتم فيه التحدث أو الكتابة على لوحة المفاتيح؟ لقد كانت الإجابة نعم.".
بالتطرق إلى الجانب العلمي العصبي من هذا التراسل الفوري، فإن فريقي بحث أحدهما في إسبانيا والآخر في فرنسا تمكنوا من إرسال كلمتيّ التحية Hola (كلمة إسبانية وتعني مرحباً) و Ciao (كلمة إيطالية وتعني وداعاً) عبر إرسال من نوع دماغ إلى دماغ بواسطة الحاسوب بين موقع في فرنسا وآخر في الهند وذلك باستخدام تقنيتيّ EEG (الرسم الكهربائي للدماغ) الموصولة إلى الإنترنت، وTMS (التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة) بمساعدة الروبوت والمقاد بالصور.
هذا وقد أجريت دراسات سابقة حول التفاعل دماغ-حاسوب معتمدة على تقنية EEG، حيث تم تثبيت أقطاب كهربائية على فروة الرأس لتسجل التيارات الكهربائية في الدماغ التي تنشأ عندما يقوم الشخص بحركة ما أو يفكر، وعندها قام الحاسوب بإدراك الإشارة وترجمتها إلى مخرج تحكم، كَروبوت أو كَكرسي متحرك. ولكن في هذه الدراسة الجديدة أضاف فريق البحث دماغاً بشرياً آخر للنهاية الأخرى من النظام بدلاً من حاسوب، وشارك في الدراسة أربعة متطوعين أصحّاء تتراوح أعمارهم بين 28 و50 عاماً، واحدٌ منهم تم ربطه إلى واجهة دماغ-حاسوب BCI، بينما تم ربط الثلاثة الآخرين إلى واجهة حاسوب-دماغ CBI، فكان الأول من يرسل الأفكار وكان على البقية إدراكها!
باستخدام تقنية EEG تمكّن البحث بداية من ترجمة كلمات التحية إلى شفرة حاسوبية ثنائية ومن ثم إرسال النتائج من الهند إلى فرنسا عبر البريد الإلكتروني، وهناك قامت واجهة حاسوب-دماغ CBI بإرسال الرسالة إلى دماغ المتلقي عبر تحفيز موسع للدماغ، وقد استقبل المتلقّون التنبيه على هيئة بصّات (ومضات ضوئية) في رؤيتهم المحيطية، وكانت هذه الومضات وفق تتال عددي مكّن المتلقي من فك شفرة المعلومات المحتواة بالرسالة، وبرغم أن المتلقين لم يبلّغوا بشعورهم أي شيء، فإنهم تلقّوا رسالة التحية بشكل صحيح.
تجربة ثانية مماثلة أجريت على أشخاص من فرنسا وإسبانيا خلصت بنتائج نهائية كان معدل الخطأ الكلي فيها 15% فقط، 11% من تحويل الترميز الثنائي للمعلومات القادمة الى اشارات يتلقاها الدماغ المستقبل و 5% من تحويل اشارات الدماغ المرسل الى الترميز الثنائي.
يقول الدكتور المشرف: "باستخدام تقنيات عصبية عالية الضبط ك EEG اللاسلكية و TMS الموصولة إلى روبوت كنا قادرين على إرسال التفكير بشكل مباشر وموسّع من شخص إلى آخر دون أن يتكلما أو يكتبا على لوحة مفاتيح، وهذا بحد ذاته إنجاز غير مسبوق في تاريخ التواصل بين البشر، أما أن نكون قادرين على فعل ذلك عن بعد آلاف الأميال فذلك يعدّ بالتأكيد إثباتاً لإمكانية تطوير الاتصالات من نمط دماغ-دماغ، وخطوة أولى وهامة في استكشاف جدوى الاستغناء عن الاتصال التقليدي القائم على أساس اللغة أو الحركة.".
يعني بالخلاصة صار في احتمال ما نضطر نتعلم لغة تانية لنحكي مع ناس من غير ثقافات، إنّما بس نقعد ببيوتنا ونفكر شو بدنا نحكيلن!
المصادر:
هنا
هنا
مصدر الصورة:
Foto relative alla psicologia