اكتشاف مورّثة تتحكم في عمليات استقلاب الدسم
البيولوجيا والتطوّر >>>> علم الجينات
إذ على العكس من وقتنا الحالي؛ لم يكن الطعام متوافراً بشكلٍ دائمٍ سابقاً، لذا صُمّمت العمليات الاستقلابية في جسم الإنسان لتقوم بالاستخدام الأمثل للطاقة و استهلاك أقلّ مستوى منها، فالمواد الدسمة تعتبر مصدراً للطاقة لذا يخضع تشكيلها واستهلاكها لعمليّات معقّدة، تقوم فيها سلسلة من المنظّّمات في الكبد بضبط الاستقلاب من أجل تخزين الطاقة الفائضة واستخدامها عند الحاجة إليها.
وقد تمّ التوصّل إلى معلومات أدقّ عن هذه العمليّة من خلال دراسة حديثة، مكّنت العلماء من تحديد بروتين يلعب دوراً هاماً في عمليّات استهلاك الطاقة في الأطعمة ذات المحتوى العالي من الدسم والعمليّات المسؤولة أيضاً عن تشكيل مدّخرات الدهون. وهو ينتمي إلى مجموعة بروتينات السيرتوين ذات الوظائف الحيوية المتعددة.
ففي سياق العمل، أُجريت الأبحاث على مجموعة من الفئران المعدّلة وراثياً بحيث يغيب لديها السيرتوين المعروف باسم SIRT7، ثمّ أُعطيت حبوباً ذات محتوى عالٍ من المواد الدسمة لعدّة أشهر، وقورنت النتائج مع مثيلاتها من الفئران التي يتوافر لديها SIRT7 وخضعت لنفس الشروط، فكانت النتائج كالتالي:
حافظت الفئران التي يغيب فيها بروتين SIRT7 على وزنها وكانت مستويات الشحوم الثلاثية والكوليسترول في الكبد لديها أقل إضافةً إلى أنّ مستويات الإنسولين لديها كانت طبيعية، وكلّ ذلك مقارنةً بالفئران غير المعدّلة وراثياً.
فكانت خلاصة الدراسة بأنً غياب الـ SIRT7 مكّن الفئران من التعامل بشكل أفضل مع الطاقة الزائدة الناتجة عن النظام الغذائي السابق، ولم يكن هناك أي تشكيل مَرَضي لمدّخرات الدهون.
أي أنّ الوجود الطبيعي لهذا البروتين هو سبب في تخزين الدهون وحدوث السمنة كما ذكرنا في بداية المقال من أجل توفير الطاقة كاستجابة لقلّة الغذاء.
ولتوضيح ما حدث على المستوى الجزيئي، قام العلماء بدراسة العمليّات التي تُعتبر مورّثات الخلايا الكبدية مسؤولةً عنها، فوجدوا بأنً SIRT7 يفعّل التعبير الجيني للعديد من المورثات المسؤولة عن عمليّة استقلاب اللبيدات، وأنّ هذه المورّثات بقيت معطلّة لدى خلايا الكبد الخالية من بروتين SIRT7 في الفئران المعدلة وراثياً ولم يحدث تخزين للدهون فيها.
هناك آليّة أخرى يعمل من خلالها هذا البروتين وهي تثبيط تدرّك(تفكك) بعض أنواع البروتينات التي تساهم في تخزين الطاقة وبالتالي يعمل على بقائها لفترة أطول، ومنه نستنتج أن غياب الـ SIRT7 يؤدي إلى تدرّك هذه البروتينات و بالتالي تشكيل أقل لمدّخرات الدهون.
يأمل الباحثون من خلال هذه النتائج تطوير علاجات جديدة تعمل على تثبيط مورّثة SIRT7 وملاحظة فيما إذا كانت ستؤدي لنفس التأثيرات التي حدثت عند الفئران، ومن ثمّ الوصول لدواء يقلّل من فعالية استقلاب المواد الدسمة ويجنّب زيادة الوزن وما يرتبط بها من أمراض
المصدر:
هنا