تستطيع الضفادع، والكلاب، والحيتان، والحلزون وغيرها من الحيوانات تجديد أعصابها بعد إصابة ما، إلا أن الإنسان والحيوانات الرئيسة لا تمتلك القدرة على ذلك... لكن وحسب بحث جديد، فإن جزيئات صغيرة قد تستطيع حث الأعصاب على النمو وإعادة توصيل الدارات بشكل فعّال، الأمر الذي يعتبر خطوة هامة قد تقود إلى علاج آلاف المرضى الذين يعانون من إصابات النخاع الشوكي الشديدة والتي تؤدي إلى الشلل...
من المعروف أنه لكي يستطيع العصب المصاب أن يستعيد وظيفته، يجب على الاستطالة الطويلة الناقلة للاشارة المعروفة باسم "المحوار axon " أن تنمو و تشكل اتصالات جديدة مع خلايا أخرى.

في هذه الدراسة وجد الباحثون أن البروتين المسمى p45 يحفّز تجدد العصب من خلال تعطيل دور غلاف المحوار "غمد النخاعين" الذي يمنع التجدد. ولكن لا يوجد هذا البروتين في الإنسان والحيوانات الرئيسة وبعض الفقاريات، بل يوجد بدلاً منه بروتين مختلف يسمّى p75 الذي يؤدي إلى إيقاف النمو في العصب المصاب، حيث يرتبط جزيئان منه ويشكلا زوجاً يثبّت المثبّطات المُفرزة من قبل غمد النخاعين.
وجد الباحثون (من خلال دراسة مكونات البروتينات في المحاليل باستخدام تقنية الرنين المغناطيسي) أن البروتين المحفّز للنمو p45 يستطيع –من خلال ارتباطه بمنطقة محددة من البروتين p75 - تعطيل اقتران جزيئي p75، فتنخفض كمية أزواج p75 التي ترتبط بمثبطات النمو وبالتالي يستطيع المحوار أن ينمو من جديد.

تقترح نتائج الأبحاث أن أيّ عاملٍ يستطيع قطع زوج p75 بشكل فعّال (سواءً p45 أو غيره) قد يكون قادراً على تقديم علاج لإصابات النخاع الشوكي. الخطوة التالية ستكون بدراسة فعاليةp45 في تجديد الأعصاب المصابة لدى الإنسان...

المصدر:
هنا