عشرة ابتكارات من عام 2014 ستغير الطب البشري كما نعرفه
الطب >>>> مقالات طبية
بناءً على نصائح خبرائنا قمنا باختيار عشرة ابتكارات ستُحدث ثورةً في عالم الرعاية الصحية
1- العلاج بالبراز:
زرع البراز أو زرع جراثيم البراز قد يكون مفهوماً صعباً بالنسبة للمعدة ولكن بسبب نجاح هذه العملية على الرغم من التداخلات التنظيمية الأخيرة، يبدو أنها أثبتت جدارتها للبقاء.
زرع جراثيم البراز تحمل ما يقارب 90% من معدل الشفاء للمرضى الذين يعانون من الانتان بجراثيم المِطثيات العسيرة ومعدل الشفاء هذا أعلى بكثير من معدلات العلاج بالصادات.
العديد من المحاولات البدئية لزرع جراثيم البراز كانت تعتمد على استخدام الحقن الشرجية أو تنظير القولون، ولكن وبفضل الباحثين والصناعات تم تطوير طرق أكثر قبولاً لهذه العملية تتضمن نقل كبسولات برازية مجمدة فموياً أو حتى بنوك للبراز.
تهدف هذه العلاجات لاستعادة الجراثيم الطبيعية للأمعاء وتُظهر آمالاً في العديد من الحالات الأخرى أيضاً.
إنَّ اضطراب توازن الجراثيم الطبيعية في الأمعاء (الفلورا) تمت ملاحظته في الكثير من الحالات المرضية المتنوعة مثل السكري والتهاب المفاصل الرثياني(الروماتويدي) وحتى في اضطرابات الدماغ.
حتى التوحد والتصلب المتعدد تم اكتشاف ارتباطها بحالات عدم توازن فلورا الأمعاء.
2- بنوك البراز الصحي:
إن ازدياد شعبية العلاج بآلية زرع الجراثيم البرازية جلب معه ازدياد الطلب على البراز، وعلى كل حال فإن فحص متبرعي البراز ومعالجة البراز قد تكون عملية شاقة.
البروفسورالمساعد براون من جامعة وارين البرت أَعلم فريق أخبارنا أن موقع OpenBiome أعلن أنه قادر على تأمين المواد لعدد كبير من الأطباء والباحثين وبتكلفة معقولة 250$ للجرعة.
وهذا أمر جيد جداً بالنسبة للمرضى الذين قد يُمضون ساعات عديدة وهم ينتظرون نتائج عملية فحص عينات براز المتبرعين وتعيينها. كما يمكن القول أنها عملية أكثر أماناً حيث يقومون بمتابعة المتبرعين بكل حذر عند وبين التبرعات.
ثم يقومون بالحجر على جميع العينات لمدة 30 يوم إلى أن يُعاد فحص المتبرعين وتأكيد سلامتهم.
حالياً تقوم المؤسسات بإعداد بنوك البراز الخاصة بها.
3- البنكرياس الالكتروني لمرضى السكري (النمط الأول):
إن الأجهزة التي تحاول توليد البنكرياس تم إخراجها من المراكز الدراسية التجريبية إلى العالم الحقيقي، ممثلةً تقدماً كبيراً في هذه التكنولوجيا.
يتضمن النظام جهازًا لمراقبة سكر الدم بشكل مستمر و"دماغًا" يشابه الأجهزة الذكية، يقوم بحساب الكمية المناسبة من الإنسولين للحفاظ على مستوى سكر الدم بشكل مناسب، بعدها يقوم بالتواصل مع آلة حقنٍ تقوم بضخ الإنسولين وفي بعض الحالات الغلوكاجون (الهرمون المعاكس لهرمون الأنسولين).
يمكن للمرضى أن يرتدوا هذا الجهاز من دون أي قلق حول تفاصيل مراقبة سكر الدم وذلك عند مرضى السكري من النمط الأول.
يعِدنا الباحثون بجهازٍ صديقٍ للمستخدم ويمكن الاعتماد عليه خلال السنوات الخمسة القادمة.
4- الموجات الدماغية والواسمات الحيوية في الطب النفسي:
إن أحد أهم ما يبحث عنه الأطباء النفسيون وباحثو علم النفس هو الآليات البيولوجية في ملاحظة وتشخيص الأمراض العقلية.
وعلى الرغم من أنه حتى الآن يبقى تشخيص الأمراض العقلية سريرياً (معتمداً على الأعراض لا على الفحوص الاستقصائية) فإنه يوجد عدد من الاكتشافات المتقدمة في هذا الموضوع أحدها الوسائل التشخيصية المعتمدة على تصوير الدماغ والموجات الدماغية.
في دراسة حديثة أظهرت أن التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي قد يكشف علامات عصبية معرفية تحدد مرضى التوحد مقارنة مع الأشخاص الطبيعيين بدقة مذهلة تصل إلى 97%.
دراستان حديثتان أخريتان أظهرتا أن تخطيط موجات الدماغ قد تكون مفيدةً في تحديد خطورة الإصابة بمرض الذهان واتخاذ خطوة لعلاجه، وربما احتمالية علاج الفصام عبر عملية تشبه الارتجاع البيولوجي القائم على موجات الدماغ الكهربائية.
الدراسة الأولى منشورة في Schizophrenia Research وجدت أن مرضى الفصام لديهم خلل في العملية السمعية يظهر جليًّأ على موجات الدماغ الكهربائية.
الدراسة الثانية والتي نشرت في NeuroImage هي دراسة سريرية أثبتت أن موجات الدماغ الكهربائية ترتبط بالاعتلالات المعرفية والنفسية عند المرضى، كما أنها قادرة على التنبؤ بشدة الأعراض والتي تحدد آلية العلاج لاحقاً.
5- إنها سهلة الابتلاع: الحبة الذكية:
حساس صغير جداً قابل للهضم مقدَّم لنا من شركة Proteus Digital Health سوف يقوم بقلب الطاولة على العلاجات الطبية.
الحساس الذي يكلف أقل من قرش واحد يتم وضعه على الحبة ويتم تفعيله بالعصارات المعدية. يتم بعدها إرسال إشارة رقمية إلى السوار الطبي المنظِّم و الذي يرتديه المريض على ذراعه.
يقوم هذا الحساس بتسجيل الوقت الذي تم فيه هضم الدواء كما يسجل دقات قلب المريض ودرجة حرارته ووضعيته وأنماط النشاط والراحة عنده.
وفي النهاية يقوم بعرض هذه المعلومات في السياق الذي يحدد لنا مدى فعالية هذا الدواء.
على سبيل المثال إذا كان المريض يتناول دواءً للقلب نرغب بأن يقوم بخفض معدل ضربات قلبه، يمكننا معرفة ما إذا كان الانخفاض في معدل ضربات القلب ناجماً عن الدواء أم بسبب أن المريض لا يقوم بأية نشاطات.
يتم نقل هذه المعلومات لاسلكيا إلى تطبيق على الجهاز النقال الذي يقوم بإرساله إلى المزود لهذا الدواء أو للشخص الذي يقوم توفير الرعاية الصحية أو لأحد الأقرباء.
يستلم المرضى أيضاً رسائل نصيةً تذكيريةً في حال لم يقوموا بتناول حبوبهم.
6- زرع الرحم يُتيح المجال للحمل والولادة:
واحد من أعظم الإنجازات الجراحية لعام 2014 تم نشره في Lancet وبعد ما يزيد على العقد من الأبحاث، تم تسجيل أول حالة ولادة حية ناجحة بعد عملية زرع رحم.
المريضة ذات الخمسة والثلاثين عاماً تم نقل الرحم إليها من صديقةٍ للعائلة تبلغ من العمر 61 عاماً.
بعد سنة من الزرع خضعت المريضة لعملية نقل جنين مجمَّد تضمنت نقل جنين واحد، تمت عملية الإلقاح في الزجاج وتم اختيار الجنين ومن ثم تجميده قبل القيام بزرعه في الرحم.
نجم عن ذلك حالة حمل وحيدة.
في الأسبوع 31 وخمسة أيام من الحمل تم إحضار المريضة إلى المشفى بسبب إصابتها بمتلازمة ما قبل الإرجاج (حالة من ارتفاع الضغط عند الحامل تترافق مع نوبات صرعية) وخضعت لعملية قيصرية.
نجم عن هذه العملية ولادة طفلٍ صحيح الجسم يزن ما يقارب 1775 غرام، وتلت عملية الولادة فترة هادئة للأم والجنين.
7- علاج السكتة ضمن سيارات الإسعاف:
في تدبير السكتة يوجد مقولة "الوقت هو الدماغ" أي أنه كلما تم علاج المرضى مبكراً كلما كانت فرصتهم في التعافي أكبر.
خلال السنوات العدة الماضية تم ملاحظة العديد من الدراسات التي تُعطي دلائلًأ على أهمية تقديم العناية الصحية مباشرة بعد السكتة، وتحديداً العناية الصحية التي تسبق الوصول إلى المشفى وخاصة في الوحدات الإسعافية التي تنقل المريض (سيارات الإسعاف).
في دراسة جديدة نشرتها JAMA Neurology أظهرت أن الرعاية الصحية المقدمة في هذه الوحدات المتنقلة نجم عنها عدد أكبر من المرضى الذين يتلقون الأدوية (حالَّات الخثرة الوريدية) خلال ما يدعى ب (الساعة الذهبية) وهي الستون دقيقة الأولى مذ بدء الأعراض.
والآن فإن الدراسات التي تُجرى حول معالجة السكتة بالمغنزيوم (ما تزال في طور التجريب) تأملُ في الحصول على نتائج إيجابية لعلاج السكتة باستخدام المغنزيوم كواقي عصبي قبل الوصول إلى المشفى، وتوضح لنا أن علاج السكتة يمكن تقديمه ضمن شبكة كبيرة من أقسام الطوارئ - سيارات الإسعاف - ومُسعفِي الطوارئ.
8- التنكولوجيا وسعت القدرة على الحصول على بيانات المرضى:
إن مفهوم البيانات المولدة من قبل المرضى ليس شيئاً جديداً ولكن أيام أجهزة قياس ضغط الدم اليدوية واختبارات سكر الدم بوخز الإصبع سوف تولي بلا رجعة، تاركة المكان وراءها للهواتف الذكية والأجهزة التنكولوجية التي يمكن ارتداؤها.
هذه الأجهزة لا تقوم بقياس البيانات فحسب بل تقوم بتحليلها مباشرة.
قريباً ستكون الساعات الذكية متوفرة كمُنظِّمات مستمرة لضغط الدم أو تركيز أوكسيجين الدم، كما أن المستشعِرات القابلة للارتداء سوف تقوم بمتابعة القياسات الحيوية للجسم مثل نِتاج القلب وحجم الضربة القلبية.
حتى التحاليل المخبرية الروتينية تتجه الآن إلى الأجهزة الذكية، ولكن فجأة سيصبح لدى المعالِجين والمرضى بيانات طبية أكثر حتى مما يحتاجون.
ويوجد الآن بعض المخاوف حول نوعية هذه المعلومات فيما إذا كانت دقيقةً أو مضلِّلة؟ أو كيف يمكن للمعالج أن يتعامل مع كميات المعلومات الهائلة التي سيرسلها له المرضى للاستشارة؟ وهل ستقوم خوازرميات الكمبيوتر بإلقاء العديد من التنبيهات غير الضرورية له؟
هذه الاستفسارات تحتاج إلى معالجتها من قبل الرقابة التنظيمية والبرمجيات الحاسبية مما يعزز الراحة في الوسط الطبي.
9- الصادات الحيوية الجديدة:
"إن خط الأنابيب لاستخراج صادات جديدة بطيء ولكنه لا يجف"، هذه المقولة كانت إشارةً إلى حادثة الموافقة على ثلاثة صادات جديدة فعالة تجاه جراثيم العنقوديات الذهبية المقاومة للميثيسيلين. هذه الأدوية هي tedizolid الدواء الفموي، مفعوله شبيه بدواء linezolid ولكن بجرعات أقل وسعرٍ أرخص، ودواء dalbavancin الوريدي الذي يمتلك عمراً نصفياً مقداره ستة أيام، ودواء oritavancin وهو دواء وريدي آخر ذو فعالية تستمر لأسابيع.
10- الهواتف الذكية من منظور جديد:
طب العيون عن طريق الهاتف بدأ يصبح حقيقةً عن طريق استخدام الهواتف الذكية. مؤخراً تم اختبار القدرة على فحص تنكس البقعة الصفراوية في الشبكية ومراقبتها.
طور الباحثون في جامعة ستانفورد جهازين يمكن استخدامهما مع الهاتف الذكي لتقييم والتقاط صور للجزء الأمامي من العين وأيضاً قعرها. عُدَّة فحص العين المحمولة أو ما يدعى اختصاراً بـ PEEK هو جهاز آخر يُربَط بالكاميرا على جهازك المحمول لبدء عملية فحص الشبكية، يمكن أن يتم استخدامه لتشخيص الزَرَق والساد.
يمكن التقاط الصور وحفظها لتقييم ومتابعة التحسن.
هذا الأمر سوف يخفض الاعتماد على تجهيزات العيادة الطبية باهظة الثمن ويسهل عملية الفحص الروتيني للعين ويمكن له أن يكون في متناول يد الأشخاص الذين يحتاجونه بشده- هذا أمر هام إذا أخذنا بعين الاعتبار وجود 39 مليون شخص أعمى حول العالم، وحقيقة أنه يمكن منع حدوث 80% من الاعتلالات البصرية أو شفائها.
المصدر: هنا