حَــب الـشـبـاب...أسـبـاب وعـلاج
الطب >>>> مقالات طبية
ولكن ما هو حب الشباب؟
طبيّاً يطلق على هذه الحالة مصطلح "العُد Acne" وهو عبارة عن حالة التهابية ناتجة عن التفاعل بين الهرمونات، والزُهم (مادة دهنية تفرزها الغدد الدهنية)، والجريبات الشعرية، والجراثيم الموجودة على سطح الجلد. ولكن كيف ذلك ..... إليكم القصة :
عند البلوغ يزداد مستوى الأندروجين في الجسم، والأندروجين بدوره يقوم بزيادة إفراز الزهم Sebum من الغدد الزهمية (الدهنية)، يؤدي ذلك إلى انسداد مسامات الغدد الدهنية التي تصاب بدورها بالجراثيم البروبيونيّة العُدّية Propionibacterium acnes، فينتج عن هذا التفاعل الالتهابي ما يسمى بـ "البثور Pimples " التي نسميها نحن "حب الشباب".
ينتشر حب الشباب في الوجه، الرقبة، الظهر، الصدر والأكتاف، حيث يصاب الوجه في 99% من الحالات، ويصاب الظهر بنسبة 60% من الحالات أما الصدر فيصاب بنسبة 15%.
من يصاب بحب الشباب ؟
• يصاب تقريباً جميع المراهقين بالعدّ ولكن بدرجات مختلفة، ويميل العد لإصابة الذكور أكثر من الإناث.
• وجود بعض العوامل الوراثية والقصة العائلية للإصابة بهذا المرض يلعب دوراً في الإصابة، كما أن التوافق بين التوائم يلعب دوراً (فإصابة أحد التوأمين يجعل الآخر أكثر عرضة وأكثر احتمالية للإصابة أيضاً).
• تظهر الأعراض عند الفتيات خصوصاً قبيل العادة الشهرية، وعند المصابات بالمبيض متعدد الكيسات.
• يظهر العد في الحالات التي يضطرب فيها إنتاج الأندروجين كبعض الأمراض التي يعتمد علاجها على تعويض التستوستيرون، سوء استخدام الستيروئيدات الابتنائية، داء كوشينغ والأورام التي تسبب ظهور الصفات الذكورية عند النساء Virilism مثل سرطان Arrhenoblastoma (الذي يصيب المبيض ويسبب إفراز للهرمونات الذكرية).
ما هي أشكال الإصابة ؟
تختلف شدة الإصابة من شخص لآخر، فليس جميع الشباب يصابون بنفس الشكل من العُد، ونميز الأشكال التالية :
1. الزؤان المغلق Closed comedo : وهو عبارة عن جريب شعري متضخم ومسدود، يكون تحت مستوى الجلد (أي غير مرتفع عن سطح الجلد) ذو رأس أبيض (المادة البيضاء عبارة عن زهم مع حطام الخلايا والجراثيم).
2. الزؤان المفتوح Open comedo : عندما يصل الزؤان إلى مستوى سطح الجلد وينفتح على الوسط الخارجي يدعى بالزؤان المفتوح، وهنا يصبح رأس الزؤان ذو لون أسود نتيجة تغير تركيب الزهم بعد تفاعله مع الهواء.
3. الحطاطات Papules : وهي آفات التهابية تظهر كاندفاعات صغيرة وردية اللون مؤلمة عند الجس.
4. البثور Pustules : وهي عبارة عن اندفاعات جلدية مملوءة بقيح أبيض أو أصفر ذو قاعدة حمامية محمرة.
5. العقيدات Nodules : وهي عبارة عن اندفاعات كبيرة صلبة مؤلمة تكون مستقرة عميقاً في الجلد.
6. الكيسات Cysts : وهي عبارة عن آفات عميقة مؤلمة مملوءة بالقيح قد تسبب تشكل ندبات على الجلد
بعض العوامل التي تزيد من شدة هذه الآفات :
• مستحضرات التجميل الزيتية (كالمرطبات).
• تغير مستوى الهرمونات عند المراهقات والنساء قبل 2 إلى 7 أيام من بدء الدورة الشهرية.
• الضغط الناتج عن المعدات والخوذ الرياضية، حقائب الظهر والملابس الرياضية الضيقة.
• عوامل بيئية مهيجة كالتلوث والرطوبة العالية.
• عصر أو ثقب حب الشباب.
• فرك أو حك الجلد المصاب.
• الإجهاد والشدة النفسية.
يمكن أن يصيب العُد جميع الأعراق والأعمار، إلا أن أكثر فترة يصاب بها المرضى ما بين عمر 11 و 30 سنة حيث يشكلون نسبة 80% من المصابين، وعند معظم المرضى تختفي هذه الحبوب عند الوصول لسن الثلاثين، وعند نسبة أقل من المرضى يمكن أن تبقى هذه الآفات لعمر الأربعين أو الخمسين.
العلاج :
فقط ثلاثة أنواع من الأدوية تم إثبات فائدتها في علاج العد وهي : بنزويل البيروكسيد، الريتينوئيدات والصادات (المضادات الحيوية)، ومعظم المصابين يحتاجون على الأقل إلى دواء واحد أو دوائين وذلك حسب شدة الإصابة.
• بنزويل البيروكسيد Benzoyl Peroxide : يقوم باستهداف الجراثيم الموجودة على سطح الجلد والتي تسبب العد، ومن أكثر التأثيرات الجانبية التي يسببها شيوعا ً تهيج وجفاف الجلد.
• الريتينوئيدات Retinoids (مشتقات الفيتامين A) (وهو الدواء المعروف بالريتّان) : يساعد في علاج المراحل الأولية من العد (الرؤوس البيضاء والرؤوس السوداء) حيث يقوم بفتح هذه الرؤوس مما يسهل دخول الصادات إليها، من أهم تأثيراته الجانبية تهيج الجلد وارتفاع نسبة الكوليسترول والغليسيريدات الثلاثية، ويجب تجنب التعرض لأشعة الشمس عند استخدامه لأن ذلك يؤدي إلى تهيج الجلد.
يعتبر هذا الدواء من أقوى الأدوية وأكثرها فعالية في علاج العد، يعطى لمدة تتراوح بين 15 إلى 20 أسبوعاً تكون كافية عادةً للتخلص من العد، ولكن في المقابل يجدر الذكر بأن هذا الدواء يسبب تشوهات في الأجنة، لذلك يمنع إعطاؤه في أثناء الحمل، وعلى المرأة التي تستخدم هذا الدواء استخدام نوعين من موانع الحمل قبل شهر من استخدامه ولمدة شهر بعد الانتهاء منه، وعليها استشارة الطبيب للاستفسار عن الوقت الملائم للحمل بعد الانتهاء من العلاج، فعادةً ما يتم منع الحمل لمدة عام بعد انتهاء البرنامج العلاجي بالريتينوئيد.
بعض المرضى يصابون بالاكتئاب بسبب التغيرات التي تصيب الجلد نتيجة العلاج بالريتينوئيد، وقد يترافق العلاج بتغيرات في المزاج وقد تم ذكر بعض حالات الانتحار عند المرضى الذين يأخذون هذا الدواء (رغم أنه لم تثبت العلاقة بين تناول الدواء والميل للانتحار). لذلك يُنصح المرضى الذين يشعرون بالحزن أو لديهم أعراض الاكتئاب من نقص الشهية ونقص التركيز وفقدان الاهتمام بالنشاطات المحببة بمراجعة الطبيب المختص.
• الصادّات Antibiotics : والتي يمكن تطبيقها موضعياً (مثل Erythromycin ، Clindamycin) أو التي تؤخذ فموياً (مثل التتراسيكلينات ومشتقاتها)، حيث تستهدف هذه الأدوية الجراثيم السطحية وتخفف من الالتهاب في مكان الآفة. تكون الصادات أكثر فعالية عند مشاركتها مع الريتينوئيد أو بنزويل البيروكسيد.
• العلاج الهرموني : قد يكون ذو فائدة عند النسوة اللاتي يعانين من أعراض وعلامات فرط إنتاج الأندروجين كاضطراب العادة الشهرية وتفرق الأشعار. ويتضمن العلاج الهرموني جرعاتٍ منخفضة من الإستروجين والبروجسترون (نفسها حبوب منع الحمل).
المصادر:
هنا
هنا
هنا
مصدر الصورة:
هنا