الإدارة في 1910s الإدارة العلمية وفريدريك تايلور
الاقتصاد والعلوم الإدارية >>>> العلوم الإدارية
تدل الاكتشافات الأثرية – بما فيها الحضارات السورية القديمة- على ممارسة الإدارة (وفن التسيير) منذ بدء الخليقة ، رغم ذلك تأخر ظهور علم الإدارة كفرع مستقل من المعرفة إلى بدايات القرن 19 عشر.
كان من أول هذه النظريات وأشهرها نظرية ( الإدارة العلمية ) لصاحبها المهندس الشهير فريدريك وينسلو تايلور الملقب أبا الإدارة العلمية ، كان أول من درس سلوك العاملين من منظور علمي بحت محاولاً مع زملائه بذلك زيادة إنتاجية العمال من خلال ما يعرف بدراسة الحركة والزمن والتي تعتمد على تقليص الحركات غير الضرورية أثناء العمل ، كما كان يعتقد أنه يمكن رفع أداء العاملين من خلال إيجاد نظام للأجور بحيث يرتبط أجر العامل بكمية إنتاجه التي يحققها ، وبالإضافة إلى ذلك فإنه كان يرى ضرورة انتقاء العاملين وفق متطلبات العمل البدنية ، ونادى أيضاً بضرورة التفاعل والتعاون الإيجابي بين المديرين والعاملين ، حيث لم يكن يوجد هذا التعاون من قبل ، مما لم يكن يؤدي إلى زيادة ملحوظة في وقت العمل وكفاءته.
( مبادئ الإدارة العلمية ) هو اسم الكتاب الشهير الذي قام تايلور بنشره عام 1911 ، واعتبر من أكثر كتب الأعمال مبيعاً ، امتد تأثيره إلى العديد من الأماكن والأشخاص مثل فرانك وليليان جلبرت وغيرهم من المفكرين الإداريين وعلماء النفس الصناعيين ، فكان له أثره على الفكر الإداري برمته ، يتضمن الكتاب جل أفكار تايلور التي توصل إليها ، ويمكن تلخيص هذه الأفكار في أربعة مبادئ رئيسية :
1- اتباع الأساليب العلمية لدراسة العمل وتحديد الطرق الأكثر كفاءة لإنجاز المهام بدلاً من الطرق التقليدية التي تعتمد التخمين والعشوائية .
2- المنهجيّة في انتقاء العاملين واختيارهم وفقاً لمتطلبات العمل على أساس القدرة والدافع ، وتدريبهم وتنمية قدراتهم لإنجاز أعلى مستوى من الإنتاجية والكفاءة .
3- رصد أداء العاملين وتوفير النصح والإرشاد لضمان اتباعهم أفضل الطرق في العمل وأكثرها نجاعة .
4- تقسيم الأعمال بين المديرين والعاملين ، بحيث يختص المديرون بالتخطيط والإشراف وإتاحة الفرصة للعاملين للعمل الدؤوب وتحقيق أفضل النتائج .
العديد من المآخذ والانتقادات وجهت إلى منهج تايلور الإداري ، تتمثل في كون الإدارة العلمية تركز على زيادة الإنتاجية من خلال تحفير العامل مادياً بدون أن تعطي دوراً كبيراً للجانب الإنساني ، وأيضاً فإن الإدارة العلمية أهملت نوعاً ما أهمية العمل الجماعي في المنظمة والتنظيمات غير الرسمية ، كما أن الإدارة العلمية تعنى بتقسيم العمل إلى خطوات صغيرة مركزةً على كيفية أداء كل شخص لمهامه ، في حين أنّ المدارس الحديثة تميل إلى دراسة نظم العمل بطرق أكثر شمولية من أجل تقييم الكفاءة وتعظيم الإنتاجية ، وتركز إدارة تايلور العلمية على العمل الآليّ بدون النظر إلى الجانب الإنساني ، أما المدارس الحديثة فترى ضرورة توفير بيئة عمل مرضية ومحفزة للعامل والتي هي عناصر هامة في الكفاءة والإنتاجية .
إلا أن هناك قناعة راسخة في البيئة الأكاديمية لعلم الإدارة بأن أفكار F.S Taylor أدت دوراً هاما في نشوء المدارس الإدارية، يلاحظ ذلك بشكل جلي من الإشارات الكثيرة للإدارة العلمية في الدوريات والمجلات العلمية.
المصدر :
هنا
The Economist - Guide to Management Ideas and Gurus
مصدر الصورة :
هنا