لدغةُ حشرة كفيلةٌ بجعلك نباتيّاً!
البيولوجيا والتطوّر >>>> بيولوجي
حيث ينقل القراد المعروف بـاسم القراد وحيد النجم (Amblyomma americanum) مجموعة من الأمراض المختلفة إلى الإنسان كحمى الجبال الصخرية المرقطة، وعلى الرغم من أنه لا ينقل مرض اللايم Lyme Disease (وهو مرض بكتيري ينتقل عن طريق بعض أنواع القراد)، إلا أنه يعد من أكثر الأنواع الناقلة للأمراض والعدوى إلى البشر. لكن أكثر ميزة مثيرة للاهتمام عند هذه الكائنات هي قدرتها على جعل الأشخاص المصابين بلدغتها ذو حساسية للحوم، حيث يحمل هذا القراد مادة ألفا-غال alpha-gal في أمعائه وهي عبارة عن سكر (Galactose-alpha-1،3-galactose) الذي يتواجد في لحوم الثدييات غير الرئيسية بشكل طبيعي كالأبقار والخنازير.
الجدير بالذكر هنا بأن المعدة تهضم سكر alpha-gal بدون أي تأثيرات جانبية في ظل الظروف العادية، لكن وجوده في مجرى الدم هو مسألة مختلفة تماماً، فعندما يقوم القراد بإدخال هذا السكر إلى الجسم خلال عملية اللدغ، يقوم جهاز المناعة بصنع أضداد لمواجهته، بحيث يسبب حدوث معركة عند التقاء هذه الأضداد بسكر alpha-gal سواء أكان ذلك في مجرى الدم أم في الجهاز الهضمي.
وتختلف شدة الارتكاس (الحساسية الناتجة عن العمل المناعي تجاه المادة المحسِّسة) من شخص إلى آخر، حيث تسبب هذه الحساسية التورم والاحمرار، بالإضافة إلى أعراض الحساسية المفرطة بما في ذلك القيء، الإسهال، صعوبة في التنفس، وانخفاض في ضغط الدم، ولكن في الحالات الشديدة قد تؤدي إلى عدم القدرة على التنفس والاختناق، والشعور بالاحتراق في كل مرة يأكل فيها الشخص اللحم.
ظهرت أعراض مماثلة سببتها عدة أنواع من القراد في أستراليا قبل سبع سنوات، وحالياً ينتشر القراد بشكل واسع في الولايات المتحدة، وأصبح شائعاً بشكل خاص في لونغ آيلاند Long island، حيث ازداد عدد المصابين بلدغات القراد بشكل هائل، وقد بلّغت الدكتورة إرين ماكغنتي Erin McGintee عن 200 حالة شوهدت في الجزيرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
إن المصابين بهذا النوع الجديد من الحساسية مازال بإمكانهم تناول لحوم الأسماك و الدجاج، لكنهم قد يواجهون الانتكاسة نفسها إذا تناولوا بعض مشتقات الحليب أو حتى الخضار المطهية بدهون اللحم الأحمر. في حين أن المختصين بالأمراض التحسسية ما زالوا غير متأكدين إذا ما كانت هذه الحساسية ستتراجع وتزول مع مرور الزمن، خاصةً أن كثيراً من المصابين ذكروا أن رد الفعل المناعي يزداد سوءاً في كل مرة، و قد اضطر بعضهم إلى حمل "أقلام الإبينيفرين EpiPens " و هي حقن آلية مملوءة بمادة الإبينيفرين يحملها الشخص المعرض للإصابة بالصدمة التأقيّة حتى يتمكن من درء خطر الاختناق أو توقف القلب.
و قد حذرت الدكتورة McGintee من أن رد الفعل المناعي قد لا يظهر حتى ثماني ساعات بعد تناول اللحوم الحمراء الأمر الذي يجعل من الصعب التكهن بسبب الصدمة التأٌقيّة عند وصول المصاب إلى المشفى.
المصادر:
هنا
هنا