علموا أولادكم هذه الدروس الأساسية في المال قبل فوات الأوان
الاقتصاد والعلوم الإدارية >>>> اقتصاد
أنا أحب أولادي جداً، و لكن ليس هذا هو المستقبل الذي نحلم به لأولادنا. فنحن جميعاً نريد لهم أن يكونوا ناجحين و مستقلين عنا، أليس هذا صحيحاً؟
بطبيعة الحال بات من الصعب بالنسبة للشباب إيجاد عمل جيد المردود هذه الأيام، كما أن تكاليف الحياة باتت أكثر ارتفاعاً. و لكن بغض النظر عن هذه العقبات، يفتقر معظم اليافعين للمهارات المالية الضرورية.
إليكم هذه الدروس الخمسة الأساسية التي يتوجب على الصغار استيعابها، و كيف يمكنكم مساعدتهم في ذلك.
1- المفاضلة بين الأشياء:
إن فهم المفاضلة المالية هو الدرس الأهم. فإذا رغب أولادك في شيء ما، عليهم أن يتخلوا بالمقابل عن شيء آخر. يهمل العديد من الأهل للأسف تعليم أولادهم مبدأ الندرة أو المفاضلة من خلال منحهم كل ما يريدونه طوال الوقت. أو أنهم يسارعون على الدوام لإنقاذ أولادهم من أي مأزق. أنا شخصياً أعتقد أن هذا خطأ كبير يرتكبه الأهل. إذ أننا عندما نفعل ذلك فنحن نحرمهم فرصة التعلم و التطور في المرات القادمة، بل نحن بذلك نتسبب بفشلهم.
أعطوا أولادكم الفرصة ليتعلموا المفاهيم التالية:
• المال محدود.
• لا يمكنهم الحصول على كل شيء.
• عليهم أن يتخلوا عن بعض الأشياء في مقابل الحصول على أشياء أخرى (لا شيء مجاني).
من السهل قول هذه الأمور، و لكن تطبيقها صعب. أعرف هذا لأن لدي ثلاثة أولاد. و لكن على الرغم من صعوبة تطبيق هذه المفاهيم علينا أن نكون حازمين إذا أردنا لأولادنا أن يكبروا و يعتمدوا على أنفسهم في يوم من الأيام.
2- وضع ميزانية:
وضع الميزانية هو الوصفة السرية للنجاح المالي بغض النظر عن مقدار الربح الذي نجنيه. هناك الكثير من الأشخاص الذين يجنون مبالغ كبيرة من المال و مع ذلك يُعتبرون غير ناجحين مالياً لأنهم لا يضعون ميزانية لهم. و المثال الأكبر لهذه الحالة هو شخص كان يجني أكثر من أربعمائة ألف دولار في العام، و لا بد أنكم تعتقدون أنه كان إنساناً ناجحاً. في الحقيقة كان هذا ليكون صحيحاً لو أنه عاش في حدود موارده الوافرة. و لكن المشكلة أنه لم يفعل. فقد قام بإنفاق أكثر من سبعمائة ألف دولار سنوياً، و استنفذ استثماراته عاماً بعد عام حتى أفلس في النهاية.
علموا أولادكم الطرق المناسبة لوضع ميزانيتهم. لا يهم كم لديهم من المال، و لكن ما يهم هو مراقبة طرق إنفاقهم لهذا المال. يمكنهم تعقب أوجه إنفاقهم من خلال جداول برنامج "Microsoft Excel"، أو من خلال بعض برامج الحاسوب المخصصة لهذا مثل YNAB.
بغض النظر عن الطريقة، قم بتعليمهم وضع ميزانيتهم و تابعهم شهريا لتتأكد من أنهم يراقبون نفقاتهم جيداً.
3-الصبر:
أنت تعرف مسبقاً كشخص بالغ أن الأشياء الجيدة تحدث في وقتها، و لكن الأشخاص الأصغر سناً غالباً ما يرغبون في الحصول على نتائج فورية، مما يمكن أن يؤدي إلى نتائج كارثية أو قرارات متسرعة.
أكثر مثال يحضرني عن هذا هو لصديق لي كان يسعى دائماً إلى الوظائف التي تَعِد بالنجاح الفوري دون جهد يذكر، و في كل مرة كان الفشل نصيبه. لم يكن هذا الصديق يرغب في بناء مستقبله خطوة بخطوة، و كانت النتيجة أنه بقي يدور في حلقة مفرغة، و لم يجد حتى الآن مهنة ثابتة بمستقبل واعد.
من الواضح أن الصبر يؤتي ثماره عندما يتعلق الأمر بالاستثمار. لذلك اشرح لهم كيف أن المال ينمو مع مرور الوقت، و كيف أنه حتى المبالغ الصغيرة يمكن أن تغير حياتهم يوماً ما بالاستثمار الدائم. فهذه أشياء لا تنتظروا من أولادكم أن يتعلموها لوحدهم.
4- تقرير المصير:
مهما حصل لا تجعل أطفالك يصبحون ضحايا يائسين، تكلم معهم حول القرارات التي أخذتها في حياتك وكيف أثرت عليك سلباً أو إيجاباً. اضرب لهم أمثلة فعلية و تحمل مسؤولية قراراتك أمامهم. شجعهم ليفكروا ملياً بالمفاضلات أو الخيارات التي يوشكون على القيام بها، و قوي إيمانهم و قناعتهم أنهم هم وحدهم من سيقرر كيف ستكون حياتهم المستقبلية.
5-قيمة العمل:
على كل طفل أن يفهم أهمية القيام بالواجب. عادت ابنتي ذات يوم من المدرسة و قد حصلت على علامة متدنية في امتحان هام، و قد شَعَرْتُ بالغضب لأنها لم تبذل جهداً كافياً في امتحانها، و لأنها قد حصلت على علامة متدنية نتيجة لذلك. و لكنها استوعبت هذا الدرس القاسي و كانت ثماره جيدة عندما دخلت في فترة التدريب، حيث كانت تقريباً أفضل عنصر في الفريق كله، و تدفقت عليها فرص العمل نتيجة لذلك.
دع أطفالك يتمتعون بثمرة الجهد و الاستعداد الجيد، و دعهم يختبرون عواقب التكاسل. فدروس الحياة لا تقدر بثمن.
أرى من خلال خبرتي أن هذه الدروس الخمسة لها التأثير الأكبر على حياتنا المالية. و أن الأشخاص الذين استوعبوها جيدا هم الأكثر نجاحاً. إن أفضل هدية يمكن أن تقدمها لأطفالك هي مناقشة كل فكرة من هذه الأفكار الخمس معهم، و تفعيل ممارستهم لها في حياتهم اليومية.
ماهي الدروس الأخرى التي تعتقدون أنها مهمة ليتعلمها أولادنا؟؟ و ماذا تعلمتم أنتم من تجاربكم؟؟
المصدر:
هنا