الحمى المالطية (Brucellosis)
الطب >>>> موسوعة الأمراض الشائعة
تعدُّ الحمى المالطيّة مرضاً خمجياً تسببه جراثيم البروسيلا التي تنتقل من الحيوانات إلى الإنسان عبر الحليب غير المبستر غالباً أو الجبنة أو مشتقاتها ونادراً ما ينتقل عبر الهواء أو التماس المباشر مع الحيوانات المصابة.
ومن أهم أعراض المرض الحمى والتعب وألم المفاصل. ويمكن معالجة المرض بنجاح بالصادات الحيوية وغالباً ما تستمر المعالجة لعدة أسابيع أو أشهر ومع ذلك يبقى نكس المرض شائعاً.
ما هي الأعراض التي يشتكي منها المريض؟
قد تظهر الأعراض على المريض بعد التقاطه للعدوى بأيام قليلة وقد تتأخر حتى بضعة أشهر. وتشبه أعراض المرض أعراض الانفلونزا، يشتكي المريض عادةً من:
- الحمى والقشعريرة chills والتعرق، وتعد الحمى العرض الأساسي للمرض وتوجد عند 80-100% من المرضى.
- التعب والشعور بالضعف العام بالإضافة لفقدان الشهية ونقص الوزن.
- الصداع وألم المفاصل والعضلات والظهر.
- الأعراض الهضمية كعسر الهضم dyspepsia وألم البطن والإمساك.
- اضطرابات النوم (غير شائعة)
قد تختفي أعراض المرض لأسابيع أو لأشهر ثم تظهر من جديد، وقد يصبح المرض مزمناً عند بعض المرضى ويستمرلسنوات بالرغم من العلاج. ويعد المرض مزمناً إذا استمرت الأعراض لأكثر من سنة، ويشيع غياب الحمى في الشكل المزمن ويعاني المريض من التعب الدائم والألم العضلي والاكتئاب وألم المفاصل ويشيع هذا الشكل عند البالغين >30 سنة ويندر عند الأطفال.
متى ينبغي عليك مراجعة الطبيب؟
من الصعب تشخيص الحمى المالطية في المراحل المبكرة فأعراضها تتشابه مع أعراض الكثير من الأمراض بما فيها الانفلونزا. ينبغي عليك مراجعة الطبيب إذا عانيت من تعب شديد غير معتاد أو ألم عضلي أو حمى مع وجود عوامل خطورة للإصابة بالمرض أوإذا كنت تعاني من حمى مستمرة.
كيف ينتقل المرض للإنسان؟
تصيب جراثيم البروسيلا العديد من الحيوانات البريّة والداجنة ومنها الأغنام والماعز والجمال والخنازير والكلاب وقد تصيب بعض أنواع البروسيلا الفقمات والحيتان. وينتقل المرض من الحيوانات إلى الإنسان بطرق متعددة منها:
- الحليب ومشتقاته الخام raw) ): قد تنتقل الجراثيم للإنسان عن طريق تناول الحليب غير المبستر، الآيس كريم، الزبدة والجبنة. ينتقل المرض أيضًا بتناول لحم الحيوانات المصابة عندما يكون غيرمطبوخٍ بشكل جيد.
- الاستنشاق: تنتشر جراثيم البروسيلا بسهولة في الهواء، ويعد المزارعون وعمَّال المسالخ والعاملون في المخابر الأكثر عرضةً للعدوى بهذه الطريقة.
- التماس المباشر: قد تدخل الجراثيم عبر جرح في الجلد عند التّماس مع دم الحيوانات أو المني أو المشيمة. ومن النادر انتقال العدوى بالتماس المباشر مع الحيوانات المنزلية كلمسها واللعب معها.
لا ينتقل المرض عادةً من إنسان لآخر، ولكن وُثقت حالاتٌ من انتقال العدوى من الأم إلى طفلها أثناء الولادة أو الإرضاع. كما أنه من النادر انتقال المرض بالاتصالات الجنسية أو عبر نقل الدم أو زرع نقي العظم.
ما هي عوامل الخطورة للإصابة بالمرض؟
ينتشر المرض بشكل كبير في منطقة حوض المتوسط وأوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.
يواجه العاملون في بعض المهن خطورة أعلى بسبب تماسِّهم مع الحيوانات ومنهم الأطباء البيطريون، مربُّو الأبقار، عمال المسالخ، الصيادون وعمال المخابر.
هل يسبب المرض مضاعفات خطيرة؟
قد تصيب الحمى المالطيّة أي جزء من الجسم كالقلب والكبد و الجهاز التناسلي، و الجهاز العصبي المركزي. وقد يسبب المرض المزمن مضاعفات في عضو واحد أو في كل أنحاء الجسم، ومن هذه المضاعفات:
- التهاب الشغاف (endocarditis): وهو من أخطر المضاعفات التي قد تنتهي بتدمير صمامات القلب ومن ثم الوفاة.
- التهاب المفاصل: يتظاهر التهاب المفاصل بالألم، الصلابة والانتفاخ ويصيب بشكل خاص الركبة والورك والكاحل والمعصم.
- التهاب الخصيتين والبربخ( epididymo-orchitis): ويتظاهر بالانتفاخ والألم الذي قد يكون شديداً.
- التهاب الكبد والطحال: مما يؤدي لضخامتهما وقد يسبب المرض تشكُّل خراجات abcess في الكبد.
- انتشار الإنتان إلى الجهاز العصبي المركزي: وقد يؤدي إلى حالات مهددة للحياة كالتهاب السحايا( الأغشية المحيطة بالدماغ والنخاع الشوكي) أو التهاب الدماغ.
- قد تؤدي إصابة الحامل بالمرض إلى الإجهاض وإصابة الجنين بداء البروسيلا الخلقي وقد تتسبب بنقل المرض للكادر المشرف على التوليد.
كيف يتم تشخيص المرض؟
يتم تشخيص المرض عبر تحليل الدم أو نقي العظم للكشف عن جراثيم البروسيلا أو تحليل الدم للبحث عن الأجسام المضادة للجرثوم، كما قد يطلب الطبيب إجراء مزرعة للسائل الشوكي للتحقق من وجود العدوى. ولكشف المضاعفات قد يستعمل الأطباء عددًا من الوسائل التصويرية كالأشعة السينية والطبقي المحوري والرنين المغناطيسي.
هل يوجد للمرض علاج فعَّال؟
تهدف معالجة المرض إلى تخفيف الأعراض ومنع عودة المرض وتجنٌّب المضاعفات. وتعتمد المعالجة على الصادات الحيوية(antibiotic) لمدة 6 أسابيع على الأقل، وقد تستمر الأعراض برغم المعالجة لعدة أشهر. يشفى أغلب المرضى بشكلٍ تامٍ دون أيَّة مضاعفات إذا تلقوا العلاج المناسب، وينكس المرض عند 10% من المرضى حتى مع العلاج، ومن النادر (أقل من 0.4%) أن يؤدي المرض للوفاة، ويعد التهاب الشغاف السبب الرئيسي للوفيات.
ماهي طرق الوقاية الموصى بها؟
تعتمد الوقاية بشكل أساسي على ضبط المرض عند الحيوانات عبر التحري عن المرض وقتل الحيوانات المصابة به وإعطاء الحيوانات السليمة اللقاحات الواقية. ولتقلل من خطر إصابتك بالمرض يمكنك اتباع هذه النصائح:
- تجنُّب تناول مشتقات الحليب غير المبسترة كالجبنة والآيس كريم.
- اطبخ اللحم بشكل جيد: ينبغي طهي اللحم حتى تصل حرارته ل 63-74 درجة مئوية. ويفضل طلب اللحوم المطهوة جيدًا عند تناول شرائح اللحم في المطاعم. يفيد طهي اللحم بشكل جيد في القضاء على البروسيلا وجراثيم أخرى كالسلمونيللا (المسببة للحمى التيفية) والإيشريشيا الكولونيةE.coli .
- ارتدِ القفازات: ينبغي على العاملين في مهن تعرضهم للتماس مع الحيوانات كالأطباء البيطريين والمخبريين وعمال المسالخ ارتداء القفازات المطاطية عند تعاملهم مع الحيوانات المريضة أو الميتة أو قيامهم يتوليدها.
- خذ كل الاحتياطات الممكنة في الأماكن عالية الخطورة: من الضروري العمل بالشروط الصحية المناسبة في المخابر التي تتعامل مع أنسجة الحيوانات، بالإضافة لمعالجة أي شخص تظهر عليه الأعراض بشكل جيد. ومن الضروري على عمال المسالخ ارتداء الثياب الواقية وفصل الأماكن التي يتم بها ذبح الحيوانات عن بقية المناطق.
- تلقيح الحيوانات المنزلية: أدى تطبيق برامج تلقيح الحيوانات في الولايات المتحدة إلى القضاء على داء البروسيلات بين المواشي. ومن الضروري الانتباه إلى كون الجرثوم الموجود في اللقاح جرثوما حيًّا، فإذا ما تعرض الشخص لوخزة الإبرة أثناء تلقيح الحيوان فينبغي عليه تلقي العلاج المناسب. وللأسف لا توجد لقاحات للبشر.
الحاشية:
التهاب الشغاف: هو التهاب البطانة الداخلية للقلب.
*ويطلق عليها أيضاً أسماء مثل: حمى البحر الأبيض المتوسط، حمى جبل طارق، حمى قبرص، داء البروسيلات
المصادر:
هنا
هنا
هنا
مصدر الصورة:
هنا