رفع الأثقال لفترات قصيرة يحسن الذاكرة .
الطب >>>> علوم عصبية وطب نفسي
فلقد وجدت الدراسة التي قام بها معهد جورجيا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية أن رفع الأثقال لمدة قصيرة يحسن الذاكرة طويلة الأمد لدى الشبان اليافعين بمقدار 10 بالمئة.
وقد أشارت البحوث السابقة إلى حقيقة أن التمارين الرياضية تحسن الذاكرة، لكن أغلبها قد ركز على تمارين الآيروبيك (التمارين الهوائية ) التقليدية، كالجري و تمارين الإحماء السويدية مثلاً .
عوضًا عن ذلك، فقد نظر هذا البحث في تأثير رفع الأثقال لفترة محددة على نتائج اختبار الذاكرة وذلك قبل يومين من أدائه. وعلى عكس الدراسات السابقة، فقد طلب الباحثون من المشاركين في هذا البحث تذكر معلومات معينة حدثت (قبل) قيامهم بالتمرين المطلوب وليس التي حدثت (بعد) ذلك، وذلك استجابة لبحث جديد على الحيوانات اقترح أن وضع الجسم تحت جهد عضلي معين في الفترة التالية لتعلم معلومة جديدة يساعد على تثبيت هذه المعلومة في الذاكرة.
لمعرفة المزيد عن هذا الاقتراح لدى البشر، قام الباحثون باختبار 23 شابـًا يافعًا عن طريق الطلب منهم مشاهدة سلسلة من 90 صورة عشوائية (مشاهدة وليس حفظ). وبعد ذلك قام نصف المتطوعين فقط بأداء 50 حركة ضغط للساقين بتطبيق أعلى وزن يستطيع فيه هؤلاء المتطوعون إجراء التمرين. ولقد تم اختيار تمرين ضغط الساقين نظرا لسهولته من جهة ولإمكانية أدائه من قبل الأشخاص ضعاف البنية الجسدية أو الذين لايستطيعون الجري من جهة أخرى.
وبعد يومين، تم عرض الصور الأولى مع 90 صورة جديدة أخرى على المتطوعين. وقد استطاع الأفراد الذين قاموا بأداء التمرين تذكر 60% من الصور الأصلية، بينما استطاع الأفراد الذين لم يقوموا بأداء التمرين تذكر 50% فقط من الصور الأصلية. ولقد تم نشر هذه النتائج في مجلة Acta Psychologica.
و قالت (Lisa Weinberg) ليزا وينبرغ، الطالبة المتخرجة من معهد جورجيا للتكنلوجيا والتي قامت بقيادة هذه الدراسة، في مؤتمر صحفي: "دراستنا تشير إلى عدم الحاجة لأن يخصص الناس وقتا كبيراً لكي يحسنوا من أداء ذاكرتهم".
وقد أجرى الباحثون أيضًا اختباراً للمؤشرات الفيزيولوجية للمجموعة التي قامت بأداء التمرين العضلي، بما فيها مؤشرات الجهد في لعابهم وعدد ضربات القلب لديهم. وتم بشكل مثير للنظر ملاحظة أن الأشخاص الذين بذلوا الجهد الأعلى أثناء أدائهم للتمرين الموصوف بعد عرض الصور ال90 الأصلية كانوا أكثر قدرة على تذكر الصور الأصلية بعد أداء التمرين. وهذا يساعد الباحثين على الوصول لفهم أفضل حول العملية التي ساعدت من قام بأداء التمرين على احتجاز المعلومات التي تم عرضها عليهم في ذاكرتهم.
وهنا تقول Audrey Duarte، والتي شاركت في إجراء هذه الدراسة، في مؤتمر صحفي: "قدمت نتائجنا، ومن دون الحاجة لإجراء صور رنين مغناطيسي وظيفي fMRI (Functional Magnetic Resonance Imaging) باهظة الثمن، فكرة عن مناطق الدماغ التي قد تكون مسؤولة عن التأثيرات الإيجابية للجهد البدني على الذاكرة. وتعتبر النتائج التي وصلنا إليها في هذا البحث مشجعة لأنها تنسجم مع دراسات سابقة تشير إلى مناطق الدماغ المسؤولة عن التأثيرات الإيجابية للجهد البدني على الذاكرة".
ويعمل الفريق البحثي الآن على دراسة كيفية الاستفادة من التمارين البدنية عند الأشخاص المتقدمين بالعمر وأولئك الذين يعانون من مشاكل في الذاكرة . و بالنهاية متل ما قالو العرب ( العقل السليم في الجسم السليم )
المصادر:
هنا
هنا
مصدر الصورة:
هنا