تناقص أعداد الكائنات الحية خلال الأربعين عاماً الماضية
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> علم البيئة
أظهرت دراسة المؤشر الحيوي العالمي بين عامي 1970 و2010 تناقصاً في أعداد الفقاريات بلغ مقداره 52%. يعني ذلك أن العدد الكلي الحالي للكائنات الفقارية التي تشمل الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات والأسماك، هو نصف عدد الفقاريات التي كانت تعيش في عام 1970.
إن مصطلح المؤشر الحيوي العالمي (LPI) الذي استخدم في الحصول على النتائج السابقة، هو مصطلح يشير إلى حالة التنوع الحيوي وتوزعه في كوكب الأرض، ويدرس اتجاه التغير في أعداد آلاف الأنواع من الفقاريات في مختلف المجموعات التصنيفية والعوالم الجغرافية والبيولوجية.
للحصول على المؤشر الحيوي تستخدم سلسلة من البيانات التي يتم الحصول عليها من دراسة حجم التجمعات الحيوية وكثافتها ضمن فترة زمنية معينة. مثلاً بالنسبة لنوع معين من الحيوانات كنوع من الطيور، يتم عد أعشاش أو أزواج الطيور بدلاً من العد المباشر، وإدخالها في قاعدة بيانات شاملة وتحليلها للحصول على نتائج موثوقة، بطريقة تشبه سوق الأسهم ... إلى حد ما.
يعتبر التناقص الحالي في تعداد الفقاريات أشدّ تدهورٍ تم تسجيله حتى الآن، وهو أكبر تناقص حدث في التاريخ، تمت دراسته وتوثيق نتائجه نتيجة اتخاذ منهجية جديدة أكثر تمثيلاً ودعماً للتنوع الحيوي
العالمـي.
بلغ تدهور أعداد الفقاريات أشده في المناطق المدارية بين عامي 1970 -2010، حيث يُظهر المؤشر الحيوي تناقصاً مقداره 56% في 3811 تجمعاً حيوياً، لحوالي 1638 نوعاً من الكائنات الحية الفقارية. بلغ التناقص أيضاً حوالي 36% في 1606 نوع لنفس الفترة الزمنية في المناطق المعتدلة، وتظهر الأرقام في أميركا الجنوبية هبوطاً مخيفاً وصل حتى 83%. ويعتبر فقدان المسكن الطبيعي للحيوانات وتآكل التربة وتعريتها والاستغلال الإنساني للموارد الطبيعية المتمثل بالصيد، من المسببات الأساسية لهذا التدهور. بالإضافة الى تغير المناخ، فهو سبب شائع لتناقص أعداد الكائنات الحية، مما سيزيد الأمور تعقيداً في المستقبل القريب.
وفيما يتعلق بحيوانات اليابسة والماء؛ كان التناقص على اليابسة حوالي 39%، إذا لا تبدو الأمور مبشرة بالخير أبداً، علماً أن المسؤول الرئيسي عن هذا التناقص هو فقدان المسكن الطبيعي الناجم عن التوسع العمراني والزراعي والصناعي للإنسان. وفي المياه العذبة، بلغ تناقص الفقاريات الـ 76%، ومن أهم مسبباته التلوث، بالإضافة إلى تغير منسوب المياه بسبب إقامة السدود الكهرومائية مما يؤدي إلى فقدان المسكن الطبيعي و تشتت الأنواع، واجتياح أنواع أخرى متعدية.
تناقصت الأنواع البحرية بمقدار 39% في الفترة ما بين 1970 و2010. كان التدهور على أشده في الفترة بين 1970 ومنتصف الثمانينات، ليستمر في تناقصه مؤخراً بعد فترة استقرار نسبية. أكثر المناطق البحرية المتضررة هي المناطق المدارية والمحيطات الجنوبية وأهم الأنواع المتضررة هي السلاحف البحرية وأسماك القرش والطيور البحرية المهاجرة.
في الـ 40 عاماً الفائتة تم القضاء على نصف الأنواع الحيوانية .... ماذا تتوقعون أن يحصل خلال الـ 40 عاماً القادمة؟!
مصدر المقال:
هنا
مصدر الصورة:
هنا