ضغوطات النحل
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> عجائب الأحياء
"الضغط على النحل الصغير ليكبر بسرعة كبيرة يمكن أن يكون عاملاً رئيسياً في تفسير الانخفاض الكارثي لأعداد النحل في جميع أنحاء العالم" هذا ما خلصت إليه إحدى الدراسات مؤخراً فكيف يكون ذلك!
يشكل اضطراب انهيار الخلايا (CCD) تهديداً كبيراً لمستعمرات النحل في جميع أنحاء العالم، ويؤثر هذا الاضطراب على قدرتها على القيام بدورها الحيوي من تلقيح المحاصيل الغذائية المهمة، مما جعل منه مصدراً قلقٍ للباحثين والمزارعين في كافة أنحاء العالم منذ ما يزيد عن عقد من الزمن، لكن حتى الآن لم يتم تحديد السبب الرئيسي لهذه الظاهرة بعد.
عادة ما يبدأ النحل بالبحث عن الطعام عندما يصل إلى 2-3 أسابيع من العمر ولكن عندما تتعرض المستعمرات للمرض، نقص الغذاء، أو غيرها من العوامل التي تسبب موت النحل ذو الخبرة كبير السن، يبدأ النحل الأصغر بالبحث عن الطعام بعمر أصغر من المفروض.
قام الباحثون وباستخدام أجهزة بث موجات تربط بالحشرات، بتتبع الآلاف من النحلات وتعقب حركتها طوال حياتها. ووجد الباحثون أن اللاتي بدأن رحلاتهن في أعمار أصغر من المعتاد كنّ قد أكملن رحلات بحثٍ أقل من غيرهن، وكــُــنّ أكثر عرضة للموت في أولى رحلاتها.
استخدم الباحثون من جامعة الملكة ماري في لندن (QMUL)، جامعة ماكواري في سيدني، جامعة واشنطن في سانت لويس وجامعة سيدني، هذه المعلومات لعمل نموذج يدرس تأثير هذه النتائج على طوائف نحل العسل.
ووجدوا أن أي إجهاد ينتج عنه موت النحل الكبير بالسن يؤدي إلى إجبار المزيد من أعداد النحل الشاب ليقوم بالرحلات بمراحل مبكرّة. هذا التزايد أدى لمزيد من حالات الموت المبكر و بالتالي تدهور المستعمرة كما أظهرت ملاحظات الـ CCD في جميع أنحاء العالم.
من المرجح أن تكون مغادرة النحلات الشابات للخلية في وقت مبكر نوعاً من السلوك التكيفي لانخفاض أعداد النحلات العاملة الكبيرة. ولكن إذا استمر ازدياد معدل الوفيات لفترة طويلة جداً فإن الخلية ليست كبيرة بما يكفي لتحمل ذلك الضغط على المدى القصير، وهذا رد فعل طبيعي يمكن أن يخل بالتوازن المجتمعي للمستعمرة وله عواقب كارثية عليها.
تشير النتائج إلى أن تتبع السن الذي يبدأ به النحل بالعمل قد يكون مؤشراً جيداً للصحة العامة للخلية. يلقي هذا العمل الضوء على الأسباب وراء انهيار المستعمرة، وبالتالي يمكن أن يساعد في البحث عن طرق لمنع انهيارها.
بانتظار أن يتوصل الباحثون إلى حلول لهذه الظاهرة الخطيرة، نرجو للنحل بزوال هذا التوتر ولنا بتقليل كميّة العسل المتناول مع الفطور تضامناً معها.
المصدر:
هنا