نصري شمس الدين....عملاق الجبل اللبناني.
الموسيقا >>>> موسيقيون وفنانون سوريون وعرب
في طفولته كانت والدته تستمع بسماع ابنها يدندن أغاني كارم محمود، وكان لها دور كبير في صقل موهبته، واشترت له عوداً للمساعدة في ذلك.
درس الابتدائية في جون، وكان يغني لرفاقه في المدرسة، كما كان يُحيي أعراس القرية، فاستحقّ لقب "مطرب الضّيعة".
بعد إنهائه الابتدائية انتقل إلى مدرسة المقاصد في صيدا، وفي عام 1943 عندما كان في السابعة عشرة من عمره، وقبل إتمام دراسته الثانوية، أصبح مدرساً للغة العربية في مدرسة شبعا - قضاء حاصبيّا، ثمّ في صور، حيث ضبطه مدير الثانوية في صور يغني لطلابه في الصف، فخيره بين الغناء والتدريس. اختار الغناء، وانتهت مهنته في التدريس التي استمرت 3 سنوات.
انتقل بعدها إلى مصر، وعمل في شركة (نحاس فيلم) مع فرقة اسماعيل ياسين، ثمّ سافر بعدها إلى بلجيكا لدراسة الموسيقى.
عاد إلى لبنان بعد إتمامه دراسته وحصوله على دبلوم في الموسيقى، ولكنَّه لم يوفّق بالعمل في هذا المجال، فعمل موظفاً في مركز البريد في بيروت في نطاق الاتصالات الهاتفية.
عام 1952 قرأ إعلاناً في إحدى الصحف مفادُه أنّ إذاعة الشرق الادنى تبحث عن مواهب فنية شابة، فذهب للتقدُّم، وكانت لجنة التحكيم مؤلفة من عاصي ومنصور الرحباني، عبد الغني شعبان، حليم الرومي، وغيرهم.
نتيجة لقرار اللجنة تمّ ضمّه للفريق الغنائي في الإذاعة، التي سمّيت فيما بعد إذاعة لبنان الرسمية، وأدّى فيها 3 اسكتشات غنائية، هي: مزراب العين، حلوة وأوتوموبيل، وبراد الجمعية. بعدها صدرت أغنيته الخاصة الأولى بعنوان "بحلفك يا طير بالفرقة" من ألحان فليمون وهبي.
تزوج عام 1956 من يسرى الداعوق، وأنجبا ستّة أبناء هم: مصطفى وألماسة (توأم)، ميّ، ماهر، وريما ولين (توأم).
انضمّ عام 1961 لمسرح الرحابنة، وأطلق عليه عاصي ومنصور اسم "نصري شمس الدّين".
لمع نجمه في هذه الفترة، وشقّ طريقه مع فيروز وعاصي ومنصور إلى النجومية، حيث أدى العديد من الأعمال المسرحية الغنائية، في مهرجانات بعلبك والأرز وعلى مسرح البيكاديلي وفي بيت الدين وبنت جبيل.
من هذه الأعمال نذكر: موسم العز، جسر القمر، دواليب الهوى، بياع الخواتم، ناطورة المفاتيح، هالة والملك، الشخص، يعيش يعيش، صحّ النوم، بترا وميس الريم، وغيرها.
كان دائماً يظهر على المسرح مرتدياً الشروال ومعتمراً الطربوش، فحمل هويّة الأغنية الفلكلورية والشعبية بالشكل والمضمون.
لم تقتصر أعماله على المسرح، بل شارك في أدوار في عدّة أفلام سينمائية، منها مع فيروز: بياع الخواتم من إنتاج يوسف شاهين وبنت الحارس، ومع الصبّوحة: كواكب وليالي الشرق.
بعد عمله مع المسرح الرحباني انصرف إلى إطلاق أغاني منفردة وأصدر ألبوم "الطربوش" من ألحان ملحم بركات، وشارك في تأليف وتلحين بعض أغانيه مثل "ليلى دخل عيونها".
قام بتلحين أغنية "بعرسك حبيت غنيلك قصيدة" من كلمات مصطفى محمود التي غناها في عرس ابنته ألماسة.
عبّرت أغانيه عن حياة الريف اللبناني وعن التراث، ولأنّ هذه الأجواء لم تكن غريبة عنه أبدا،ً بدا صادق الإحساس وعفوياً في أداءه.
غنّى للطاحون، لعين المي، للطير والورد، لمختار الضيعة. وصف لنا أجواء الصيد. غنى عن الدبكة اللبنانية. غنى للوطن والطفل والعائلة.
تعاون مع العديد من الملحنين منهم: حليم الرومي، فليمون وهبي، زكي ناصيف وعفيف رضوان.
شكّل فرقة جون للفلكلور الشعبي التي شاركت في عدّة مهرجانات فنية في لبنان والعالم.
حصل خلال حياته الفنية التي امتدت ما يقارب 32 عاماً على عدّة ميداليات وأوسمة، منها: وسام من جمعية فرنسية برتبة فارس، وسام الاستحقاق اللبناني، ميدالية ذهبية من دولتي الكويت وليبيا، مفتاح مدينة العرب ووسام العيد الوطني البلجيكي.
أمنيته كانت أن يموت وهو يغني الوطن والضيعة والناس، وتحقق ذلك، إذ توفي على مسرح نادي الشرق في دمشق وهو يغني، وذلك في 18/3/1983. دُفن في بلدته جون.
*رغم وفاته إلا أنه لم يمت بيننا، فما زلنا نُؤخذ كل صباح بصوته المنعش الصّادح بحياة جديدة بسيطة وعفوية
بعض من أعماله:
مسرحية لولو
فيلم بياع الخواتم
فيلم بنت الحارس
مسرحية الشخص
المصادر:
هنا
هنا
هنا