- يُعرض المزمار السيلينوسلي ""L’aulos di Selinunte في المؤتمر الدولي للتراث الرقمي في مدينة غرناطة الاسبانية، حيث يُعقد المؤتمر بين الثامن والعشرين من شهر أيلول (سبتمبر) والثاني من تشرين الأول (اكتوبر)، فقد تكمنت مجموعة من الباحثين الموسيقيين من جامعة نيويورك الأميريكية وجامعة بولونيا الإيطاليا من اكتشاف آلة المزمار السيلينوسلي التي يرجع تاريخه إلى 2400 قبل الميلاد.

- حيث قام الباحثون بمحاكاة رقميه لآلة المزمار السيلينوسي الذي وجدت رسوماته منحوتةً على بعض التماثيل و الجدران و كذلك على بعض الأواني الفخارية التي تعود إلى الحضاره الإغريقية القديمة، حيث حملت هذه الألة الموسيقية اسم مدينة سيلينوس وهي من المواقع الأثرية الإغريقية الهامة التي تقع في القسم الجنوبي من جزيرة صقلية الإيطالية، وتمتد حضارتها في الفترة ما بين عامي (628 قبل الميلاد إلى 409 قبل الميلاد)، حيث عاش في هذه المدينة مايقارب 30 ألف نسمة دون طبقة العبيد، وتحتوي على خمسة معابد حيث عُثر على تلك الألة.

مراحل تطور المزمار السيلينوسي:

- إن آلة الاولوس L’aulos هي من أسلاف المزمار السيلينوسي مكونة من قصبة أو أنبوب واحد، وإن كانت ذات إنبوبين تسمى Diaulos ديالوس، وهي آلة نفخية ذات لسان وتصنع إما من القصب أو الخشب أو العظم أو العاج.

- وفي صيف ٢٠١٢م خلال عمليات تنقيب البعثة الأمريكية التابعة لمعهد الفنون في جامعة نيورك عُثر على آلة مزمار تحت الجدار الداخلي للقاعة الرئيسة Mega Ron داخل أحد معابد سيلينوس، وهي آله تعود إلى المرحلة المبكرة من المزمار السيلينوسلي Early type حيث كان يستعيض العازف بفتحات المزمار بوضع أصابعه على التجويف مباشرةً ويستخدم حركة أصابعه التناوبية لتغير النغمات المطلوبة.

- وللحصول على محاكاة للألة، قام الباحثون بدايةً باستخدام تقنية التصوير الطبقي المحوري الحاسوبي computed axial tomography للحصول على المعلومات الرقمية والفيزيائية والأبعاد والسماكات الخاصة بالألة، ومن ثم قاموا في مختبر رجو ميليا لتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد بتحويل المعلومات الرقمية الى آلة بنفس مقاسات ومواصفات الآلة المكتشفة من مادة البوليمر وذلك لتخطي مشكلة هشاشة الآلة الأصلية وعدم القدرة على استخدامها وبذلك يمكن التوصل الى السلالم اوالنغمات الموسيقية الخاصة بها، كما أكد كل من الباحثيين ماريا كوري "Marie Curie" وانجيلا بيلليا Angela Bellia""، أن محاكاة الآلة تمكننا من معرفة تقنيات العزف عليها، وقد ساهمت الطباعة ثلاثية الأبعاد على هذه العملية لاسيما وأن النسخة الأصلية من الآلة تعاني من الهشاشة والقدم الذي يستحيل معه معرفة السلالم والنغمات التي تصدر عن المزمار السيلينوسلي.

- الجدير بالذكر أن البحث كان تحت إشراف الإتحاد الأوروبي وبرنامج البحث العلمي العالي والذي يؤكد أن مثل هكذا دراسات من شأنها تعميق معرفتنا بالثقافة الموسيقية لدى السيلونيسون، وتعطي فكرة أكبر وأدق عن الموسيقى لدى الإغريق والطقوس التي كانوا يمارسونها، حيث أن أي شعب أو حضارة مرتبط ارتباط وثيق بموروثه الفني وتراثه الإبداعي هو مايبقى ولايندثر عبر العصور.

المصادر:

Image: SYR RES