مُسبّبات البهاق وكيفية علاجه
الطب >>>> موسوعة الأمراض الشائعة
لكن هل يقتصر على الجلدِ فقط؟
كما نعلم أنّ صِباغَ الميلانين ليس مسؤولاً فقط عن لون الجلدِ، إنّما يوجد أيضاً في الشعرِ والعينين، وبالتالي لا يقتصر هذا المرضُ على الجلدِ فهو قد يؤثّر على أيِّ منطقةٍ في الجسم تحوي ذلك الصباغَ، سواءٌ الشعرِ أو الأغشيةِ المُخاطيةِ أو حتى العينين.
وعادةً ما يُصيب البُهاقُ جميعَ أنواعِ البشرة، إلا أنّه يُلاحَظ أكثرَ عند الأشخاصِ ذوي البشرةِ الداكنةِ، كما أنّه يحدث عند جميع الفئاتِ العمريةِ، وتجب الإشارةُ إلى أنّ البُهاقَ مرضٌ غيرَ مُعدٍ وليس خطيراً أيضاً، لكنّه يمكن أن يؤثّرَ على الحالةِ النفسيةِ عند الشخصِ المصابِ ويجعله يشعر بالسوء تجاهَ نفسه.
أسبابه وآليّةُ حدوثِه:
يحدث البُهاقُ عندما تقوم الخلايا المناعيةُ في الجسم بتدمير الخلايا المسؤولةِ عن تصنيعِ صِباغِ الميلانين، التي تُسمى الخلايا الميلانينيّةَ، مما يؤدي إلى موتِها أو توقّفِها عن إنتاجِ هذا الصباغِ، ولم يستطعِ الأطباءُ حتى الآن تحديدَ سببِ موتِ الخلايا أو توقّفِها عن العمل، لكنهم يعتقدون أنّ ذلك مرتبطٌ بأمراضِ المناعةِ الذاتيةِ، مثل:
• القصورِ الكُظْرِيِّ الأوّلي (داء أديسون)
• فَرْطِ نشاطِ الغدةِ الدرقية Hyperthyroidism
• فقرِ الدمِ الخبيث (الوَبيل) Pernicious anemia
ويمكن أن يرتبطَ حدوثُ المرضِ بوجودِ قصةٍ عائليةٍ سابقةٍ، كما أنه يحدث أحياناً بسبب حروقِ الشمسِ أو الإجهادِ أو التعرّضِ للموادِّ الكيميائيةِ الصناعية.
أعراضه:
قد يظهر المرضُ بشكلٍ مفاجئٍ أو تدريجياً على شكل بقعٍ مسطحةٍ وغيرَ منتظمةٍ على سطح الجلدِ، وتكون هذه البقعُ مُحددةَ الحواف وخاليةً من أيّ صِبغةٍ، وكما ذكرنا سابقاً أنّه لا يقتصر على الجلدِ فقط، حيث يُصيب البُهاق عادةً الوجهَ والمِرفقين والركبتين والقدمين والكفّين، وحتى المناطقَ التناسليةَ، وقد يحدث في جانبَي الجسمِ على حدٍّ سواء أو يصيب جانباً واحداً فقط، وقد يكون موضعياً فيظهرُ في مناطقَ محددةٍ فقط.
ومن علاماتِه أيضاً...
• ظهورُ الشَّيبِ في الشعرِ أو الرموشِ أو الحاجبين أو اللحيةِ في وقتٍ مُبكرٍ ( قبل سنّ 35).
• فقدانُ لونِ الأغشيةِ المخاطيةِ داخلَ الفمِ أو الأنف.
• فقدانُ أو تغيّرُ لونِ الطبقةِ الداخليةِ من مُقْلةِ العين (الشبكية).
• ظهورُ بقعٍ غير ملوّنةٍ حول الإبطين والسرّةِ والأعضاءِ التناسليةِ والمستقيم.
كيف يشخَّصُ المرض؟
يقوم الطبيبُ عادةً بفحص الجلدِ لتشخيصِ الإصابةِ بالبُهاقِ، كما قد يستعين بمصباحِ وود Wood's light، وهو مصباحُ الأشعّةِ فوقَ البنفسجيةِ الذي يسبّب توهّجَ مناطقِ الجلدِ الحاويةِ على صِباغٍ أقلَّ، وقد تستدعي الحالةُ أخذَ خزعةٍ جلديةٍ لاستبعادِ الأسبابِ الأخرى المؤديةِ بدورِها إلى فقدانِ صباغِ الجلد، ويمكن أن يطلبَ الطبيبُ إجراءَ بعضِ فحوصاتِ الدمِ للتحقّقِ من مستوياتِ هرمونِ الغدّةِ الدرقيةِ أو غيرِها من الهرموناتِ الأخرى، ومستوى فيتامين ب 12.
وقد يوصي طبيبُ الجلديةِ بمراجعةِ طبيبِ العيون، لكي يتحقّقَ من احتمال وجودِ التهابٍ في قُزَحيّةِ العينِ، أو بمراجعة طبيبٍ مختصٍّ بالسّمعِ من أجل الخضوعِ لتقييم السمعِ عند المريضِ، وذلك لأنّ المصابين بالبُهاقِ أكثرُ عرضةً لخطرِ فقدانِ حاسّةِ السمع.
العلاج:
يُعتبر مرضُ البُهاقِ صعبَ العلاجِ، ولا يوجد دواءٌ يستطيعُ إيقافَ حدوثِه، إنما تُستخدم العلاجاتُ من أجل تحسينِ مظهرِ الجلدِ، ومن الخياراتِ العلاجيةِ المتاحةِ نذكر:
• المعالجةَ بالضوء: هو إجراءٌ طبيٌّ يجري فيه تعريضُ المناطقِ المصابةِ إلى الأشعةِ فوقَ البنفسجيةِ، ويمكن إجراءُ هذا العلاجِ لوحدِه أو استخدامُه بعد أخذِ علاجٍ يجعلُ الجلدَ حسّاساً للضوء.
• العلاجَ بالليزر: يعيد هذا الإجراءُ اللّونَ إلى بقعِ الجلدِ، وذلك عن طريقِ استخدامِ ليزر إكسايْمَر، وهو ليزرٌ يَستخدم طولاً معيّناً من أمواجِ الأشعةِ فوقَ البنفسجيةِ، لكنه يُستخدم على مناطقَ محدودةٍ فقط، وعادةً يُستخدَم مع أدويةٍ تطبَّق على الجلدِ، ومن آثارِه الجانبيّةِ الاحمرارُ وظهورُ التقرّحات.
• العلاجَ بالأدوية التي تطبَّق موضعيّاً على الجلد مثل:
- الكريماتِ أو المراهمِ الحاويةِ على الكورتيكوستيروئيد.
- الكريماتِ أو المراهمِ المُثبِّطةِ للمناعة.
- الأدويةِ الموضعيّةِ كالميثوكْسالين methoxsalen.
• تطعيمَ الجلد: حيث يؤخَذ جلدٌ من المناطقِ السليمةِ ويُزرَع في المناطقِ المصابةِ، لكن من مضاعفاتِه المحتملةِ العدوى والتندُّبُ وظهورُ الجلدِ بمظهرِ الحصى والتبقعُ، وقد يفشلُ هذا الإجراءُ في إعادةِ لونِ الجلدِ إلى المناطقِ المصابة.
في الحالاتِ القصوى، وحين يكون معظمُ الجسمِ متأثراً بالبُهاق، وفي الوقتِ الذي تفشل فيه جميعُ تلك العلاجاتِ، قد يتم اللجوءُ إلى الحلِّ الأخيرِ، وهو إزالةُ الصِّباغِ تدريجياً من المناطقِ المتبقيةِ من الجسمِ (أي المناطقِ السليمة)، ومن آثارِه الجانبيةِ الاحمرارُ والتورمُ والحكّةُ وجفافُ الجلد.
ومن مخاطرِ إزالةِ الصّباغِ، أنّ الجلدَ سيصبحُ بالغَ الحساسيّةِ لضوءِ الشمسِ، نظراً لعدم وجودِ صباغِ الميلانين، ويصبحُ أكثرَ عرضةً للتضرُّر، لذا يجب على المصابِ في هذه الحالةِ استخدامُ الواقياتِ الشمسيةِ واسعةِ الطّيف.
المصادر:
هنا
هنا