عمار الشريعي ... عندما يبصر الموسيقي بالألحان
الموسيقا >>>> موسيقيون وفنانون سوريون وعرب
ولد عمار الشريعي عام 1948 في مصر في سمالوط إحدى مراكز محافظة المنيا. رغم انه كان يعاني من كونه كفيف إلا أن ذلك لم يمنعه من تعلم الموسيقى التي كانت من هواياته وقد تعلمها على يد أساتذة كبار. تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدرسة طه حسين الثانوية للمكفوفين بالقاهرة ثم التحق بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس.
الموهبة الموسيقية لعمار الشريعي ظهرت منذ أيامه الأولى في المدرسة. حيث كان أساتذته مبهورين عندما كان يغني "ليلة القدر" في الخامسة من عمره. عندما أدرك الشريعي أن الموسيقى هي شغفه وشغله الشاغل، العديد من الأساتذة قاموا بتدريبه وفتح آفاق واسعة من الموسيقى أمامه.
خلال فترة دراسته، وبمجهود ذاتي، أتقن العزف على آلة البيانو والأكورديون والعود ثم أخيراً الكيبورد. بدأ حياته العملية عقب تخرجه من الجامعة مباشرةً عازفاً لآلة الأكورديون في عدد من الفرق الموسيقية التي كانت منتشرة في مصر آنذاك، ثم تحول إلى الكيبورد حيث بزغ نجمه فيها كأحد أبرع عازفي جيله، واعتبر نموذجاً جديداً في تحدى الإعاقة نظراً لصعوبة وتعقيد هذه الآلة واعتمادها بدرجة كبيرة على الإبصار.
اتجه إلى التلحين والتأليف الموسيقى حيث كانت أول ألحانه " امسكوا الخشب " للفنانة مها صبري عام 1975 م. تميز في وضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية والمسرحيات والتي نال معظمها شهرة ذائعة، وحصل العديد منها على جوائز على الصعيدين العربي والعالمي، وفي عام 1980 م كون فرقة الأصدقاء والتي كانت تضم منى عبد الغنى، حنان، علاء عبد الخالق وقد حاول من خلالها مزج الأصالة بالمعاصرة وخلق غناء جماعي حيث يتصدى لمشاكل المجتمع في تلك الفترة.
اهتم اهتماماً كبيراً بأغاني الأطفال فقام بعمل أغاني احتفالات عيد الطفولة لمدة 12 عاماً متتالية، وشارك في هذه الأعمال مجموعة من كبار الممثلين والمطربين. تولى منذ عام 1991 م وحتى عام 2003 وضع الموسيقى والألحان لاحتفاليات أكتوبر التي تقيمها القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع وزارة الإعلام والتي تعتبر ذروة احتفالات جمهورية مصر العربية بانتصارات أكتوبر.
صدر قرار وزاري عام 1995 بتعيينه أستاذاً غير متفرغ بأكاديمية الفنون المصرية. تناولت أعماله العديد من الرسائل العلمية لدرجتي الماجستير والدكتوراه في المعاهد والكليات الموسيقية بلغت 7 رسائل ماجستير و3 رسائل دكتوراه من مصر في كلية التربية الموسيقية، جامعة حلوان، وكلية التربية النوعية، جامعة القاهرة، ومعهد الموسيقى العربية بأكاديمية الفنون، ورسالة دكتوراه من جامعة السوربون بفرنسا.
رصيد الموسيقار عمار الشريعي كان يتكون من 150 لحن لمعظم مطربي ومطربات مصر والعالم العربي، تجاوز عدد أعماله السينمائية 50 فيلماً، وأعماله التليفزيونية 150 مسلسلاً، وما يزيد على 20 عملاً إذاعياً، وعشر مسرحيات غنائية استعراضية.
قام بتأليف كونشرتو لآلة العود والأوركسترا ومتتالية على ألحان عربية معروفة وعزفهما مع أوركسترا عُمان السيمفوني عام 2005. شارك بالتعاون مع شركة ياماها اليابانية في استنباط ثلاثة أرباع التون من الآلات الإلكترونية وشارك بالتعاون مع شركة إميولتور الأمريكية في إنتاج عينات من الآلات تقليدية والشعبية المصرية والعربية.
ابتكر العديد من الإيقاعات الضروب الجديدة. أعاد صياغة وتوزيع العديد من المقطوعات الموسيقية والأغنيات وساهم مع مؤسسة Dancing Dots الأمريكية في إنتاج برنامج Good Feel والذي يقدم نوتة موسيقية بطريقة برايل للمكفوفين.
حصد الموسيقار عمار الشريعي في مشواره الفني العديد من الجوائز منها:
جائزة مهرجان فالنسيا عام 1986.
جائزة مهرجان فيفييه بسويسرا عام 1989.
وسام التكريم من الطبقة الأولى من السلطان قابوس بن سعيد، سلطنة عمان، عام 1992.
وسام التكريم من الطبقة الأولى من الملك عبد الله بن الحسين - ملك المملكة الأردنية الهاشمية.
العديد من جوائز جمعية نقاد السينما والمركز الكاثوليكي للسينما ومهرجان الإذاعة والتليفزيون عن الموسيقى التصويرية من عام 1977 حتى عام 1990.
جائزة الحصان الذهبي لأحسن ملحن في إذاعة الشرق الأوسط لسبعة عشر عاماً متتالية.
جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة، عام 2005.
وسام التكريم من الطبقة الأولى مرة ثانية من السلطان قابوس بن سعيد، سلطنة عمان، عام 2005.
لقد كان الشريعي للعديد من السنين أحد ألمع النجوم في عالم الموسيقى في العالم العربي كمؤلف وملحن. فنان استثنائي بارز سيتم تخليد ذكراه من خلال الألحان الخالدة التي قام بتأليفها وموهبته الفريدة ومعرفته الموسيقية والعديد من القيم الإنسانية التي قدمها للعالم والتي لمست قلوب الجميع.
نترككم مع بعض أعمال عمار الشريعي:
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا