قصةُ الإمبراطورية المغولية، من الشروق إلى الغروب ... الحكاية التي بدأت من مجموعة رجال
التاريخ وعلم الآثار >>>> التاريخ
جنكيز خان Genghis khan :
في عام 1167 ميلادي رزق قائد قبيلة كياد ساب (Kiyad Sub) المغولية و زوجته بطفل تقول الأسطورة أنه أتى هذا العالم ممسكاً بكتلة من الدماء، سمي هذا الطفل بتيموجين (Timujin) الذي سيكبر ليصبح جنكيز خان القائد الأعظم للمغول و أحد أعظم القادة العسكريين في التاريخ مخضعاً أكثر من ثلث العالم القديم ، شباب تيموجين كان صعباً ابتداءً بمقتل والده في العاشرة من عمره، مروراً بطرده و والدته و أخوته من القبيلة بسبب صغر سنه و عدم قدرته على قيادة القبيلة و انتهاءً بخطف زوجته على يد قبائل معادية.
استعان تيموجين بصديق قديم لوالده هو جاموغا (Jamugha) قائد إحدى القبائل المغولية ليساعده على استعادة زوجته ليستغل تيموجين هذا التحالف مسيطراً على جميع القبائل المغولية لكن ذلك لم يكن ليروي عطش ذلك الرجل وشغفه نحو حلمه الكبير الذي كان يضمره.
في العام التالي عقد تيموجين اجتماعاً ضم ممثلين عن جميع القبائل ، موحداً منغوليا و مطلقاً على نفسه اسم جنكيز خان و الذي يعني الحاكم العالمي.
الإمبراطورية :
بعد توحيد القبائل المغولية، حكم جنكيز خان قرابة المليون شخص فوضع بعض القوانين التي تمنع السرقة و العبودية و بيع و شراء النساء و منح الحرية الدينية و الحصانة الدبلوماسية للسفراء الأجانب.
أول حملات جنكيز خان خارج منغوليا كانت ضد مملكة تشيا شمال غرب الصين و تمكن من محاصرة عاصمتهم عام 1209 ليتمكن من إخضاعهم، على عكس بقية الجيوش لم يحمل المغوليون أي معدات سوى الخيول الاحتياطية فكان الجيش يتألف بمعظمه من الخيالة المتمرسين على استخدام القوس و النشابة ، و اعتمدوا على استراتيجية الانسحاب الزائف لإنهاك العدو و إيقاعه في مصيدتهم .
توسعت حملات المغوليين جنوباً و غرباً فأخضعوا سلالة جين الذهبية في الصين و احتلوا عاصمتهم تشوغندو (بكين حاليا) .
في عام 1219 توجه جنكيز خان للحرب ضد مملكة خوارزم التي تقع في اوزباكستان و أفغانستان و إيران حالياً بعد خيانة السلطان له و قتله لتجار و سفراء المغول ، اجتاح المغول مدينة تلو المدينة فاستلوا على بخارى و سمرقند مبقياً على صنّاع السجاد و المجوهرات المهرة على قيد الحياة، أما الجنود فقتلوا، واستُخدم العمال غير المهرة كدروع بشرية.
امتدت الإمبراطورية غرباً إلى اَسيا الوسطى و الشرق الأوسط و شرقاً حتى شبه الجزيرة الكورية.
في عام 1227 توفي جنكيز خان لتقسم إمبراطوريته إلى أربعة أقسام في اوروبا الشرقية و اَسيا الوسطى و الشرق الأوسط و منغوليا ، تمكن خلفاء جنكيز خان من متابعة توسعه فتمكن الحشد الذهبي (Golden Horde) من احتلال أرمينيا و جورجيا وصولاً إلى مدينة كييف ، و توسعوا في الشرق الأوسط فاستولوا على بغداد عاصمة الخلافة العباسية و دمروا مكتباتها و أحرقوا كتبها و أكملوا تقدمهم باتجاه دمشق و مصر و لكن المماليك تصدوا لهم و ألحقوا بهم الهزيمة في معركة عين جالوت ليتوقف المد المغولي باتجاه الغرب و يستكمل شرقاً ليشمل اليابان و جزءاً من اندونيسيا و فيتنام، كان الحشد الذهبي أسرع جيش في ذاك العصر فكان يصل إلى المدينة التي يريد أن يهاجمها قبل أن تصل أخبار عن هجومهم.
سقوط الإمبراطورية :
في عام 1294 اعتنق القائد المغولي الجديد غازان (Ghazan) الإسلام فاشتعلت حرب أهلية ضمن الإمبراطورية و بدأت بالتصدع و الانحدار ، في 1335 اجتاح الطاعون البلاد ماحياً مدناً كاملة من الوجود و خسر المغول بلاد فارس و أوكرانيا و روسيا البيضاء ، و طردوا من كوريا و الصين ، فشهد عام 1368 سقوط أكبر إمبراطورية قامت على هذه الأرض.
المراجع:
هنا
هنا
Onon، Urgunge (2005) The Secret History of the Mongols. London: RoutledgeCurzon Press.