مرض البلهارسيا Schistosomiasis
الطب >>>> موسوعة الأمراض الشائعة
قد تُصيب أجناسٌ أخرى الإنسانَ ولكنها أقل شيوعاً مثل البلهارسيا المقحمة أو البلهارسيا المكونغية. يُعتبر هذا المرض من أكثر الأمراض المدارية فتكاً ويأتي في المرتبة الثالثة بعد الملاريا والديدان المعوية، وهو مسؤولٌ عن العديد من الوفيات في البلدان النامية. يوجد اليوم أكثر من 200 مليون مصابٍ حول العالم بهذا الطفيلي؛ 85% منهم في إفريقيا، و يُعَدّ 700 مليون إنسان عرضةً لخطر الإصابة بها في 76 بلداً، حيث يعتبر هذا المرض الطفيلي متوطّناً ويسبب وفاة أكثر من 200 ألف شخص سنوياً.
دورة الحياة وكيفية انتقال العدوى:
تحدث العدوى عند تماس الجلد مع المياه العذبة الملوثة التي تعيش فيها أنواع معينةٌ من الحلزونات الحاملة للديدان.
تتلوث المياه ببيوض هذه الديدان عندما يتبول الإنسان المصاب أو يتبرّز ضمن المياه. تفقس البيوض، وفي حال وجود بعض أنواع الحلزون تنمو الطفيليات داخلها وتتكاثر ضمنها. تتحرر الذوانب (منشقّات غير ناضجة) بعد 4 – 6 أسابيع من جسم الحلزون إلى الماء حيث تستطيع البقاء حيّةً لمدة 48 – 72 ساعة.
تستطيع هذه الذوانب اختراق جلد الأشخاص الذين يسبحون أو يغتسلون بالمياه الملوثة وقد تحدث الإصابة في أثناء العمل بالزراعة. تنضج هذه الديدان خلال عدة أسابيع وتصبح بالغة. وتعيش في الأوعية الدموية حيث تقوم الإناثُ بإنتاج البيوضِ التي قد تُهاجر بعضها إلى المثانة أو الأمعاء لتظهر من جديد في البول أو البراز.
ما هي علامات وأعراض الإصابة بداء المُنشقّات؟
بعد عدة أيامٍ من العدوى قد يظهر طفحٌ جلدي أو حكة.
وخلال شهر إلى شهرين قد تبدأ بعض الأعراضِ بالظهور كالحمّى والسعال وآلام العضلات والتبول والتبرز والإقياء المصحوب بالدم، ولكن غالباً لا تظهر أي أعراضٍ عند المصابين في المراحل المبكرة.
عند وجود الديدان البالغة في الدم فإن البيوضَ التي تُنتجها تهاجر إلى الأمعاء والكبد والمثانة مسببةً التهاباتٍ وتندّبات. وقد يُسبب تكرارُ الإصابةِ عند الأطفالِ فقرَ دمٍ وسوءَ تغذيةٍ وصعوباتٍ في التعلم. وبعد سنواتٍ من الإصابة فإنها قد تُسبب أضراراً في الكبد والأمعاء والرئتين والمثانة وقد تُصبح مزمنة. نادراً ما تظهر البيوض في الدماغ أو النخاع الشوكي ولكنها تسبب في حال وجودها اختلاجاتٍ أو شللاً أو التهاباً في العمود الفقري.
الجدير بالذكر أن الأعراض التي تظهر تحدث بسبب رد فعل الجسمِ تجاه البيوض التي تنتجها الديدان وليس بسبب الديدان نفسها.
مضاعفات المرض:
• إصابات الأعضاء الداخلية
• سرطان الكبد أو المثانة أو الحويصلة الصفراوية
• نزفٌ هضميٌ وانسداد معوي وسوء تغذية
• اعتلال الأعصاب
• فقر دم شديد
• ارتفاع الضغط الرئوي والبابي.
• فشل كلوي – التهاب الحويضة والكلية – بيلة دموية Hematuria أي وجود دم في البول– اعتلال بولي انسدادي
• إصابات عصبية تتضمن: الشلل والاحتشاءات الدماغية والتهاب النخاع المستعرض
• العقم – الإجهاض – ولادة مواليد ناقصي الوزن – الحمل المنتَبذ – أورام حبيبية في البوق أو نفير فالوب.
ما الواجب عمله عند االاشتباه بالإصابة؟
يجب مراجعة الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية وخاصةً بعد زيارة بلدانٍ تنتشر فيها هذه الطفيليات، ويجب شرح تفاصيل الرحلة وإمكانية التعرض للمياه الملوثة.
التشخيص:
يجري التشخيص من خلال فحص عينات البول والبراز حيث تظهر البيوض، إلى جانب الاختبارات الدموية للأضداد المناعية. وللحصول على نتائج دقيقةً يجب الانتظار 6 – 8 أسابيع بعد التعرض للمياه الملوثة قبل القيام بالاختبارات الدموية.
العلاج:
تتوفر العديد من الأدوية الفعّالة والآمنة مثل Praziquantel، ولكن يجب مراجعة الطبيب للتشخيص واختيار العلاج الأفضل.
خطورة الإصابة وأماكن انتشارها:
تكمن الخطورة عند العيش أو السفر إلى بلدانٍ تنتشر فيها هذه الديدان، والتماس مع المياه العذبة الملوثة في القنوات أو الأنهار أو البحيرات والبرك. تنتشر المنشقات في عدة مناطقٍ مداريةٍ حول العالم مثل:
• إفريقيا: جنوب القارة الإفريقية ومنطقة جنوب الصحراء الكبرى، وكذلك في المغرب وفي شمال إفريقيا وحوض النيل بمصر والسودان.
• أمريكا الجنوبية: البرازيل وفنزويلا
• بعض المناطق في البحرالكاريبي.
• الشرق الأوسط: إيران والعراق والسعودية واليمن.
• جنوب الصين.
• أجزاء من جنوب شرق آسيا والفيليبين.
كيفية الحماية من العدوى:
• تجنب السباحة والخوض في المياه العذبة في البلدان التي تنتشر فيها هذه الطفيليات. أما السباحة في مياه المحيط المالحة أو مياه المسابح الحاوية على الكلور فإنها آمنة.
• شرب المياه النقية، بالرغم من أن المنشقاتِ لا تنتقل عبر تناول المياه الملوثة ولكن قد تُسبب العدوى بالتماس مع الفم أو الشفتين. يجب عدم شرب المياه الآتية مباشرةً من البحيرات أو الأنهار إلا بعد غليها لدقيقةٍ كاملةٍ أو فلترتها (بفلاتر خاصة) لقتل الطفيليات والجراثيم والفيروسات.
• مياه الاستحمام يجب أن تكون مسخّنةً ومغليّةً على الأقل لمدة دقيقة، والأكثر أماناً هو استخدام المياه المخزنة لمدة يوم إلى يومين.
• قد يساعد التجفيف بقوةٍ باستخدام المنشفة بعد التعرض للمياه الملوثة في منع طفيليات البلهارسيا من اختراق الجلد، ولكنه غير كافٍ. وتشير بعض الدراسات إلى أن تطبيق طارد الحشرات DEET (diethylyoluamide) بتركيز 50% مباشرةً بعد التعرض يمنع الطفيليات من اختراق الجلد.
الانتشار في مصر ومنطقة الشرق الأوسط:
يتوطّن في مصر نوعان من البلهارسيا:
- البلهارسيا البولية خاصةً في محافظات الوجه القبلي(صعيد مصر)
- والبلهارسيا المعوية خاصةً في محافظات الوجه البحري.
حيث أصبح معدل انتشار البلهارسيا المعوية (المانسونية) 0.3% والبلهارسيا البولية (الدموية أو هيماتبيوم) 0.4% في نهاية عام 2010، في حين كانت نسبة انتشار المرض 35% للبلهارسيا البولية، 38.6% للبلهارسيا المعوية عام 1983.
وقد أسفرت جهود وزارة الصحةِ المصريةِ في مجال مكافحة البلهارسيا في انخفاض نسب انتشار البلهارسيا بين المواطنين على مستوى الجمهورية، وأثمرت في الوصول إلى سيطرةٍ ملموسةٍ على المضاعفات المرضية الناتجة عن الإصابة بالمرض.
تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أنه في منطقة الشرق المتوسط، لا تزال الصومال والسودان وجنوب السودان هي أكثر البلدان الموبوءة.
ويعتقد أنه قد تم القضاء على المرض في جمهورية إيران الإسلامية ولبنان والمغرب وتونس. وتم تحقيق انخفاضٍ في توطن المرض في مصر والعراق والأردن وليبيا وعمان والمملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية.
ويجري في اليمن تنفيذ مشروعٍ من قبل وزارة الصحة العامة للقضاء على البلهارسيا في البلاد. ويُموَّل المشروع من قبل البنك الدولي، بدعمٍ من منظمة الصحة العالمية ومبادرة مكافحة البلهارسيا. كما نُفِّذَت ثلاثُ حملاتٍ من العلاج الجماعي بالأدوية باستخدام دواء برازيكوانتيل في المشروع الذي بدأ في عام 2010، ومن المقرر أن يستمر حتى عام 2015.