البروتوكول اللاسلكي فائق السرعة وبمميزات هائلة
المعلوماتية >>>> اتصالات وشبكات
تعملف التكنولوجيا اللاسلكية الحديثة على تردد 60 غيغاهرتز والتي هي أعلى من تردد الموجات المستعملة في الراديو وقد أطلق عليها اسم “WiGig”. هذه التكنولوجيا هي نتاج تعاون أشهر شركات الحواسيب العملاقة كأمثال شركة “Apple” و“Microsoft” و“Sony” والتي قامت بالفعل بإطلاق عدد قليل من المنتجات المزودة بتكنولوجيا “WiGig”، ولكن في هذا العام سوف يشهد العالم انتشاراً واسعاً لهذه التقنية نتيجة طرح العديد من المنتجات المزودة بهذه التقنية.
والعامل المسبب لهذه السرعة العالية هو أن تقنية “WiGig” تمتلك تردداً عالياً من الإشارات التي تسمح بترميز حجم كبير من المعلومات بحيث السرعة القصوى لهذا البروتوكول هي 7 غيغابت في الثانية (حوالي 0.8 غيغابايت) في حين أن أسرع اتصال لاسلكي عبر قناة واحدة قادر على نقل 433 ميغابت (حوالي 54 ميغابايت).
شركة كوالكوم “Qualcomm” الرائدة في صناعة معالجات الأجهزة النقالة والشرائح اللاسلكية قد استثمرت بقوة في تكنولوجيا “WiGig”، ففي المعرض الدولي للإلكترونيات الاستهلاكية المقام في لاس فيغاس الأمريكية هذا الشهر عرضت الشركة جهاز توجيه لاسلكي (راوتر) للأعمال المنزلية أو المكتبية يستخدم هذه التقنية وهذا الجهاز سيطرح للبيع بنهاية عام 2015.
يقول «مارك كرودزنسكي»، مدير إدارة المنتجات في شركة كوالكوم، أنه يجب أن تكون هذه التقنية أكثر وثوقية من تقنية “WiFi”، بالإضافة إلى الحد من الاختناقات الشبكية من خلال توفير جزء جديد من الموجات الهوائية القابلة للاستخدام.
من أبرز ما يميز “WiGig” أنها تستخدم مجموعة من عشرات الهوائيات المصغرة لتوجيه شعاع الإشارة إلى الجهاز الذي تحاول الاتصال به، بحيث تعاني تداخلاً أقل من تقنية Wi-Fi التي تبث في جميع الاتجاهات.
يقول مارك أيضاً: "إنها لا تملء الهواء المحيط بها بل يمكن أن يكون هنالك العديد من الأجهزة في الغرفة نفسهاومن غير أن تتداخل الإشارات مع بعضها البعض".
يتنبأ القائمون على هذه التقنية بأن تقنية الفيديو عالية الدقة باتت محتاجة إليها وسيزداد الطلب عليها، حيث أن الهواتف الذكية تتمع بإمكانية تصوير فيديو بدقات عالية.
هذه التقنية ستظهر بداية في المستقبلات التلفزيونية الحديثة التي تعتمد على الإنترنت في البث المباشر، وستسهل نقل محتوى البث بين الأجهزة الخلوية والتلفزيونات عالية الدقة أو رفعها من الإنترنت.
ورأت كوالكوم “Qualcomm” أن تقنيتها ستجعل بالإمكان نقل فيديو بدقة عالية ووقت طويل في ثلاث دقائق فقط.
ولكن لهذه التقنية بعض المساوئ، على سبيل المثال: تستطيع الجدران من حجب الإشارات (على الرغم من أنه يمكن التقاطها بعد أن ترتد عن العوائق) مما يجعلها قابلة للاستخدام عموماً بين الأجهزة التي في نفس الغرفة.
إن هذه التقنية ليست حكرأ على كوالكوم، فهاهي شركة أنتل “Intel” تحضر لطرح تكنولوجيا “WiGig” الخاصة بها، ولقد صرحت الشركة في مؤتمرها التطويري السنوي في الصيف الماضي بأن رقاقات “WiGig” سوف تظهر في أجهزة الحاسوب المحمولة لعام 2015 بحيث عرضت أنتل حاسب محمول مزود بهذه التقنية قادر على الاتصال مع جهاز العرض والأجهزة الطرفية الأخرى.
وتتوقع سامسونج “ Samsung” أيضاً إطلاق منتجات “WiGig” هذا العام بحيث أعلنت في وقت متأخر من عام 2014 بأنها طورت التطبيق الخاص بها وقالت بأنها تتوقع تسويقه في عام 2015 وسوف تظهر هذه التكنولوجيا في الهاتف المحمول نوع سامسونج وتطبيقات الرعاية الصحية والمنزل الذكي.
إنّ هذه التكنولوجيا يمكن أن تستخدم في النهاية لزيادة سعة الشبكات الخلوية، حيث أظهرت الأبحاث بقيادة «هيثر تشنغ»، الأستاذة في جامعة كاليفورنيا سانتا باربارا، أن ذاك التردد يمكن أن يؤمن سرعات على مسافات حتى 100 متر أو أكثر في حال كانت الإشارة خارجية وليست ضمن المنازل، وقال «بن تشاو»، الأستاذ المشارك في جامعة كاليفورنيا والمشارك في المشروع،:"إنني أعتقد أنه حاجة ماسة في أماكن محددة كمراكز التسوق أو الأماكن المزدحمة".
ويُتوقع بن تشاو بأن تكنولوجيا 60 غيغاهرتز سوف تستخدم في مجالات أخرى كما أنها سوف تصبح أرخص، حيث أنه عمل مع تشنغ في غوغل لاختبارها كبديل عن الكابلات في مراكز البيانات الكبيرة، وأنه يمكن أن تستخدم مثل إشارة الرادار للتحقق من أماكن وأحجام الأشياء القريبة.
ويقول كرودزنسكي: "إن سرعة نقل البيانات ستصبح العشرات من الغيغا بت في الثانية الواحدة خلال العامين القادمين". ويضيف قائلاً: " أعتقد بأنها سوف تلامس المئة غيغا بت في الثانية".
المصدر: هنا