سلق البيض لم يعدْ تغيراً كيميائياً دائماً !!
الكيمياء والصيدلة >>>> كيمياء
كما أنّ هذا المثال كان يُضْرَبُ باستمرار كأحد التغيرات الكيميائية التي لا رجعة عنها.
لكنْ، هل ياترى أصبح العلم قادراً على تحقيقِ ما كنّا نعتبره مستحيلاً؟!
وكيف؟!
عندما تسلق بيضةً، تسبّب الحرارة تشابك وتجمع البروتينات الموجودة داخل بياض البيضة مع بعضها، مما يؤدي لتصلب البيضة.
و لكنّ دراسةً جديدة أظهرت أنّه يمكن فكّ هذا التشابك بإضافة مواد كيميائية إلى البيض المطبوخ.
حيث تمّ اختراعُ طريقةٍ لإعادة البيضة لشكلها المائع باستخدام جهاز يعزل البروتينات المتشابكة و إعادة طيّها من جديد.
و قد أراد العلماء التأكد من أنّ البيض مطبوخٌ تماما، لذلك فقد قاموا بسلق البيض لمدة 20 دقيقة بدرجة حرارة 90 درجة مئوية (المدة النموذجية لسلق البيضة هي 10 دقائق)، ثمّ أضافوا البولة Urea إلى البيض، والتي قامت بفكّ تشابك البروتينات المتعقدة معاً بتحطيمها كيميائيا إلى قطعٍ صغيرة، وإعادتها إلى شكلها السّائل.
ولكون البولة من المكونات الأساسية للبول فقد لايكون البيض الناتج عن هذه العملية شهيا!
بعد ذلك، يجري وضع "السائل الجديد" الناتج عن العملية السابقة في آلة تدعى "جهاز الدوران السائل Vortex Fluid Device"، والذي يجبر الأجزاء المحطّمة للبروتينات على الانطواء على بعضها مجدداً خلال دقائق.
تُعتَبر هذه الطريقة متقدّمة بشكلْ كبير على الطرق القديمة التي قد تستغرق أيام لإعادة بناء البروتينات، كما و تشكّل هذه الطريقة تحولا هاما في الإنتاج الصناعي والبحثي.
و على سبيل المثال، تقوم الشركات الصيدلانية حاليا بابتكار أجسام مضادة للسرطان (والتي هي عبارة عن بروتينات) في خلايا مبيض الهامستر، وهي طريقة مكلفة جداً، لكنّ القدرة على إعادة تشكيل البروتينات التي تنتجها الخميرة وجراثيم الإيشريشية القولونية بشكل سريع ورخيص، ستحوّل مجرى تصنيع البروتين و ستجعل علاجات السرطان أكثر توافراً.
إضافةً إلى أنّ صانعي الجبنة والمزارعين الذين يستخدمون البروتين المأشوب، سيحققون مكاسباً أكبر بسهولة وسرعة.
المصادر:
هنا
هنا