جائزة نوبل 2014 للكيمياء: تقنية مجهرية متقدمة تقربنا أكثر من فهم العمليات الحيوية
الكيمياء والصيدلة >>>> كيمياء
ما طبيعة الاكتشاف؟؟
لم تكن للمجهر الضوئي القدرة على إعطاء دقة أفضل من نصف طول موجة الضوء المستخدم، أما الآن و بعد هذا الاكتشاف، فقد أصبح بإمكاننا ليس فقط خرق هذه الحدود، بل و تجاوزها إلى أية دقة نرغب بها و ذلك باستخدام الطريقة التي طورها الحائزون على نوبل لهذا العام.
ما أهميته و تطبيقاته؟
هذا يعني أنه أصبح بإمكاننا الآن، دراسة أشياء أصغر بكثير من تلك التي كنا ندرسها من قبل، و هذا بدوره قد ساهم في نقل المجهر من كونه تقنية بيولوجية ليغدو تقنية كيميائية.
الكيمياء كانت تركز على دراسة عدد كبير من الجزيئات في وقت واحد، و لكن الآن أصبح بإمكاننا دراسة كل جزيء على حدة. كما أصبح بالإمكان أيضاً دراسة التفاعلات الكيميائية و هي تحدث، و ليس فقط الاكتفاء بمشاهدة نتائج هذه التفاعلات، و ذلك يفتح ابواباً لا نهاية لها من الاحتمالات و الأفكار الجديدة في كلٍّ من الكيمياء و الكيمياء الحيوية.
أهمية جائزة نوبل في الكيمياء لهذا العام تكمن في كونها لا تتعلق فقط بالكيمياء، بل تتعداها إلى مجالات أخرى: فلها أهمية كبيرة في مجال الطب، كما أنها تتعلق بشكل كبير بالفيزياء، إنها واحدة من الجوائز التي تلغي الحواجز بين المواضيع المختلفة.
و هنا سألت الصحفية جوانا: و لكن هناك بالفعل مجاهر بدقة عالية جداً ألا و هي المجاهر الإلكترونية، فما الجديد في هذا الاكتشاف؟؟
ذلك صحيح تماماً، و لكن مشكلة المجاهر الإلكترونية تكمن في أنها مؤذية للخلايا، فهي لا تتم إلا على طبقات رقيقة جداً من الخلايا و ذلك لتتمكن الإلكترونات من اختراقها، و هذا يتم أولاً بقتل هذه الخلايا، كما أن المثبتات المستخدمة تجعل من غير الممكن دراسة الحركية الموجودة ضمن الخلايا، أما الآن فقد غدا ذلك ممكناً بفضل هذا الاكتشاف، و اصبح بإمكاننا مراقبة كيميائية الخلايا الحية.
ما هي محدودية التقنية الجديدة؟
هنالك محدودية لهذه التقنية تكمن في كونها معتمدة على مبدأ التألق؛ اي أننا نحتاج إلى وسم الأشياء التي نود دراستها بمواد قادرة على التألق(*) و هذا قد يؤثر على الخلايا المدروسة.
في الختام:
الفائزون لهذا العام بجوائز نوبل ساهموا في كسر حواجز كنا نظنها لا تخترق، و حتى يتمكن المرء من ذلك يتوجب عليه أن يكون مثابرًا و يمتلك القدرة على التحمل و يؤمن بشدة بأن آراءه صحيحة.
تسأل جوانا:
برأيك، هل راودت أياً من الفائزين بنوبل في الكيمياء أية شكوك حول جدوى أبحاثهم؟؟
نعم، إذا قرأتي في سيرهم الذاتية ستجدين أنهم تنقلوا كثيراً و تعبوا كثيراً و كانوا على مشارف اليأس من إمكانية تحقيق رؤيتهم، و لكنهم صبروا و عادوا إلى متابعة أفكارهم اللامعة و العمل عليها و دعمها بالنظريات العلمية حتى تمكنوا من النجاح.
(*)التألق: fluorescence خاصية عكس بعض المركبات للأشعة فوق بنفسجية كضوء مرئي
المصدر: www.nobelprize.org
حقوق الصورة: Nobel Orgenization