الخُسوف وقمر الدّم
الفيزياء والفلك >>>> علم الفلك
يميل مستوى القمر المداري حول الأرض بمقدار بخمس درجات على مستوى الأرض المداري حول الشمس، ومع ذلك؛ يتقاطع مدار القمر مع مدار الشمس الظاهري في نقطتين تسمى العقد؛ العقدة الصاعدة التي تعبُر مستوى الأرض المداري من الجنوب إلى الشمال، وعقدة تنازلية تعبر مستوى الأرض المداري من الشمال إلى الجنوب.
وباختصار؛ يحدث خسوف القمر عندما يتزامن اكتمال القمر مع واحدة من العقد بالضبط، ويحدث كسوف الشمس عندما يُصادف موعد القمر الجديد موعد المرور في إحدى هاتين العقدتين.
في خسوف الرابع من نيسان 2015؛ عبر القمر العقدة الصاعدة في قرابة 9 ساعات قبل أن يبلغ البدر، ولكن هذا قريب بما فيه الكفاية كي يُعدَّ في مرحلة خسوف القمر الكلي، وإن كان أقصر خسوف تام في القرن.
قد يلي الخسوف الكلي خسوفًا جزئيًّا؛ إذ يغطي ظل الأرض قسمًا من قرص القمر فقط في أثناء عبوره، وقد يحصل العكس، وقد يتوالى خسوفان تامان.
؛ لا توجد أيّة قاعدة دائمة. ولكن عندما تتوالى أربعة خسوفات تامة؛ تسمى هذه الحالة النادرة بالرباعيات أو Tetrad.
حصل أول خسوف ضمن أقرب سلسلة رباعيات في الخامس عشر من نيسان عام 2014، وتلاه آخر في الثامن من تشرين الثاني عام 2014، ثم حدث خسوف في الرابع من نيسان 2015، وقد حدث آخرها في العام السابق.
يظهر القمر في أثناء فترة الخسوف الكلي باللون الأحمر القاني، ولكن؛ ما سبب ظهوره في اللون الأحمر وتسميته بالقمر الدموي؟
قد تعطينا رحلة سريعة إلى القمر الجواب: تخيل نفسك على تربة القمر في أحد سهوله تنظر إلى السماء، والأرض تغطي الشمس تمامًا في الوقت نفسه الذي يحدث فيه الخسوف. قد تتوقع أن تكون الأرض مظلمة تمامًا، ولكن ما ستراه فعلًا هو أن محيط الأرض سيكون أحمر وكأنه يشتعل؛ إذ ستظهر أشعة الشمس من خلفها لتعطيها مظهرًا متألقًا أحمر اللون، ويحدث ذلك بسبب وجود الأرض في المنتصف بين الشمس والقمر، ويؤدي ذلك إلى حجب معظم أشعة الشمس من الوصول إلى القمر، ويتبقى جزء من هذه الأشعة ينحرف حول حواف الأرض ليلقي بظلال حمراء قانية على سطح القمر.
ستشاهد في هذه اللحظة كل الضوء المنبعث من كل شروق أو غروب للشمس في آن واحد. سينعكس هذا الضوء المذهل على ظل الأرض؛ مما يجعله يتألق باللون النحاسي ويحول القمر إلى اللون الأحمر القاني كما يظهر من الأرض.
المصدر:
هنا
هنا
هنا