لاعب جديد في تشكّل المستحاثات
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> علم الأرض
يقول الأستاذ المساعد في العلوم الجيولوجية (James Schiffbauer) في كلية العلوم بجامعة (MU) بأنَّ المستحاثات المتشكِّلة من الرخويات مثل قناديل البحر والديدان هي الوحيدة التي تمدنا بالنظريات حول التطور الأولي للحياة الحيوانية.
كما هو معلوم فإن المستحاثات تتألف في غالبيتها من العظام وبعض الاجزاء القاسية الأخرى... فغالبية النظريات تُركِّز على أنَّ تشكل المستحاثات يعتمد بشكل أساسي على طمر الكائنات من قِبَلِ الرسوبيات في المكان الذي دُفنت به، لكنَّ فريقَ الباحثين هذا يرى سرداً جديداً، فبرأيهم يساعد التحلُّل الذي تتعرض له هذه الكائنات في تحول الكائنات إلى مستحاثات .
لاحظ أحد الباحثين بعد دراسة نوع من المستحاثات العائدة لحيوان يدعى (conotubus) أنَّ هذه المستحاثات كانت قد ارتبطت بالبيريت. وتعود المستحاثات المدروسة التي عاشت منذ مدة تزيد على الـ 540 مليون سنة، إلى العصر الإيدوكاري (بدايته تعود لـ 635 مليون سنة ونهايته كانت منذ 540 مليون سنة).
تتألف هذه المستحاثات الصغيرة أنبوبية الشكل من مادة شبيهة بصلابتها على الأقل بأظافر الإنسان، وهذه الأنابيب التي تحجرت وحفظت هي كل ما تبقى من تلك الرخويات التي كانت تعيش داخلها والتي يُعتَقَد على الأغلب أنَّها تشبه ديدان البحر أو الحيوانات البحرية التي تشبه شقائق النعمان.
"لم تحفظ أغلب الحيوانات التي عاشت على الأرض (والتي تزيد عن المليار نوع بشكل تقديري) على شكل مستحاثات ولكن بدراستنا هذه قمنا بتقديم وجهة نظر رائعة عن طريقة حفظ هذه الأجزاء الصغيرة المتبقية من الحيوانات الرخوية"
أكمل فريق البحث رسم رؤيةً لتحديد كيفيَّة وجود البيريت في المستحاثات، حيث وجدوا أنَّ البيريت الموجود على الأنابيب الخارجية لهذه الكائنات تتشكَّل عندما بدأت البكتيريا بأكل هذه الأنسجة الرخوية أثناء تحلل العضوية. فالأرض تنظف نفسها بنفسها بشكل طبيعي، وفي هذه الحالة فالبكتيريا التي قامت بتحليل هذه الكائنات هي نفسها مسؤولة عن حفظ هذه الكائنات على شكل مستحاثات، حيث قام البيريت بملء وتعبئة الفراغات في هياكلها الخارجية، بالإضافة إلى ذلك فقد وجدوا أنَّ هذه العملية قد حصلت في فترة زمنية صغيرة تقارب 12 إلى 800 عام فقط.
في النهاية فإنَّ هذه النتائج ستساعد العلماء على اكتساب معرفة أفضل حول حفظ هذه المستحاثات، وحول ماهيَّة الخصائص التي تربط بين المستحاثات وحقيقتها البيولوجية، مما قد يمكننا بالتالي من إعادةُ رسم خارطة تطور جديدة للحياة.
المصادر:
هنا
هنا
هنا