الجراثيم التي تقضي على صحتك الفموية:
الطب >>>> طب الأسنان
غير أنّ أنواعاً متعددةً من البكتريا وجدت طرقاً مختلفةً لتعطيل طرق جهاز المناعة في الحد من تكاثرها، وبالتالي ينحرف ميزان القوة لصالح هذه الجراثيم.
تُعَد جرثومة البورفيروموناس اللثوية (العصويات اللثوية) أو ما يعرف بـ Porphyromonas gingivalis مثالاً على هذه الجراثيم. توجد هذه الجراثيم داخل الفم وتعتبر المتهم الأول في إحداث أمراض اللثة، فمقدار ضئيل من هذه الجراثيم قادر على إيقاف عمل الخلايا البيضاء في إنتاج مواد كيميائية خاصة تحرّض جهاز المناعة على قتل الجراثيم سابقة الذكر، ومن دون هذه الآلية التي تحدد تكاثر الجراثيم ستبدأ الجراثيم المتعايشة داخل الفم بشكل طبيعي والمشاركة في استقرار البيئة الفموية صحياً ( ومن ضمنها العصويات اللثوية سابقة الذكر) بالتضاعف بأعداد ضخمة، وفي غياب هذا التوازن ستبدأ إصابات النسيج الفموي بشكل عام ومن ضمنها الالتهاب اللثوي.
استطاع فريق من العلماء من خلال دراستين في جامعة بنسلفانيا كشف الآلية الكامنة وراء عمل جراثيم البورفيروموناس اللثوية P. gingivalis، وبناءً عليه استطاعوا تخفيض عدد الجراثيم
في أفواه فئران التجارب من خلال حجب مفتاح الإشارة الكيميائية التي تنتجها هذه الجراثيم.
تعتمد معالجة الالتهاب اللثوي حالياً على عملية تنظيف الأسنان بشكل فعّال بالفرشاة والخيط السني بطريقة خاصة من قبل طبيب الأسنان. تقوم هذه العملية بخفض تعداد الجراثيم فقط بشكل مؤقت لكنها لا تستعيد قدرة الكريات البيضاء على مكافحة هذه الجراثيم، لذلك لا توجد حاليا علاجات أنجح للاتهاب اللثوي المتكرر سوى إجراء التنظيف والتقليح السني من قبل طبيب الأسنان بشكل دوري، لكن يفيد فريق البحث أن هذ الدراسة ستسهم في المستقبل في إيجاد حلًّ مستقبليًّ لهذا المرض.
قد تكون بعض الجراثيم المتعايشة بشكل طبيعي في جسم الإنسان هي المسؤولة عن بعض الالتهابات المزمنة التي تصيب الإنسان، لكن لإثبات ذلك نحتاج مزيداً من الوقت لكي نفهم أكثر عن هذه الجراثيم وكيف تتكاثر وكيف تقوم بإحداث خلل في التوازن الذي يسمح للإنسان بالعيش مع التريليونات من الجراثيم في جسمه.
المصدر:
هنا
حقوق الصورة:
Thomas Fuchs